طرابلس - أثارت تصريحات لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، هاجم فيها الشعب واتهمه بالتواكل وعدم الانتاجية والتعويل على الدولة في كافة ضروريات الحياة وذلك في محاولة لتبرير قرار رفع الدعم عن المحروقات، موجة غضب واسعة تعرض خلالها لانتقادات من سياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الدبيبة في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، "40 مليار دولار أين تذهب؟ الليبيون يأكلون ويشربون مجانا، ويريدون زيادة في الرواتب وبنزين وكهرباء وماء بالمجان". وأضاف أن "الموظف لا يعمل أكثر من ساعة يوميا"، ومحمّلا مسؤولية فشل حكومته وعجزها للمواطنين. وأشار الدبيبة إلى أن فواتير ونفقات البنزين والماء والكهرباء ما بين استهلاك ونقل تتكلف سنويا ملايين الدنانير وتتحملها الدولة وحدها، قائلا "نحن مجتمع اتكالي لا يعمل ولا ينتج". وعقب هذه التصريحات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة، وتعرّض الدبيبة لعدّة انتقادات، حيث قال رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو إن "الليبيين لا يأكلون مجانا.. كانوا يشترون علبة الزيت بدينار واحد واليوم بـ12 دينار". وأشار بعيو في تصريح مصور إلى غلاء أسعار الخبز التي بلغت أضعاف ما كانت عليه قبل 2011، مؤكدا أن القدرة الشرائية للأسر الليبية تراجعت كثيرا في ظل هذا الوضع. وأضاف مخاطبا الدبيبة "هل تعلم أن وزارة واحدة تابعة الدبيبة اشترت 5000 سيارة خلال شهر فقط وهي وزارة الداخلية". كما دعاه إلى الإفصاح عن مصاريفه ورحلاته الخاصة. وطالب بعيو الدبيبة بوقف الإنفاق على الجماعات المسلحة التابعة لحكومته، مضيفا أن "حكومة الدبيبات أكثر من اهدرت الاموال في تاريخ ليبيا". وبدوره، استنكر المرشح الرئاسي سليمان البيوضي هجوم الدبيبة على المواطن الليبي في تصريحاته، وقال في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك إنّ "ظهور الدبيبة في حالة عصبية خارجا فيها عن طوره ليهين كل ليبية وليبي متمننا عليهم بأنهم ياكلوا بلاش يؤكد أن الرجل دخل في هوس التريندات، وأنه لم يعد يتحمل النقد أو الاعتراض عليه"، معتبرا أن "هذه الحالة النفسية ستدفعه لإحراق كل شيء مقابل الاستمرار". وأضاف البيوضي أنه "بدل أن يدافع رئيس الحكومة على الفقراء والمكلومين، أصبح يستقوي عليهم بموارد الدولة وثرواتها"، مشيرا إلى أنه "يجب أن يعيش الواقع حيث الأوضاع الاجتماعية تقترب من الانفجار". واعتبر نشطاء أن هجوم الدبيبة على الليبيين هو ردة فعل على رفضهم قراره رفع الدعم عن المحروقات، بينما استعرض آخرون نفقات الحكومة لعام 2023 وتقارير ديوان المحاسبة عن فسادها. ورأى الناشط عمر ريفان قريرة في تدوينة على فيسبوك أن الذي يعيش بالمجان وحياته خالية من المصاريف والنفقات هو الدبيبة وكل أفراد عائلته وحكومته مشيرا إلى أن الشعب يعيش أوضاعا اجتماعية ومالية صعبة وأنه يدفع طيلة عشر سنوات من جيبه ما تم سرقته. وبعد مهاجمته الليبيين، قال الدبيبة الأربعاء، خلال مشاركته مشاركته في النسخة الثالثة من فعاليات ملتقى مخاتير المحلات في ليبيا المقام بمجمع قاعات غابة النصر بطرابلس إن حكومته ستطرح قضية رفع الدعم عن الوقود على استفتاء عام، لاستطلاع رأي الليبيين تجاه هذه المسألة. وأضاف أنه على استعداد لاستقبال آراء الجميع بخصوص هذا الأمر "وباب النقاش مفتوح بخصوص الطريقة التي يجب بها منع إهدار الموارد وقطع الطريق على المهربين". وتابع أن الحكومة ستعطي للمواطن ثمن البنزين، سواء كان مبلغا ماليا أو كوبونا، حتى لا يستفيد المهربون من مدخرات الليبيين. وأكد الدبيبة أنه "لا يعقل أن نصرف 60 مليار دينار ليبي، أي قرابة 15 مليار دولار على الدعم، وتذهب إلى خارج الحدود ووراء البحار. وكان رئيس الحكومة في طرابلس كلف لجنة للتواصل مع المواطنين لاستطلاع آرائهم بشأن رفع الدعم عن الوقود، وكيفية إيصال هذا الدعم للمواطنين. واعتبرت الحكومة الليبية، المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا، أنها غير معنية برفع الدعم عن الوقود في الوقت الحالي، في ظل أزمات اقتصادية يعيشها المواطنون، حسب تعبيرها. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي، في 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان، الأولى في طرابلس، برئاسة الدبيبة تعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في الشرق وتحظى بدعم الجنرال البارز، خليفة حفتر. وتعطل إنتاج النفط الليبي مرارا خلال أكثر من 10 سنوات من الفوضى أعقبت الانتفاضة على القذافي. انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :