حتى أشد الناس أنانية واستئثارًا لا بد أن يتظاهر بالكرم والإيثار، وحب الخير للآخرين. لكن الفيلسوفة الأمريكية “آين راند” خالفت هذا الإجماع البشري، وأعلنت الحرب على الإحسان والإيثار، وسجلت أقوى هجاء للإحسان والمحسنين، وادعت أن السلوك الإيثاري هو سلوك مدمر يستحق الاحتقار؛ لأنه يؤدي إلى التواكل وتدهور الأوضاع. ورغم غرابة هذه الأفكار؛ فإنها قُوبلت بالاهتمام الشديد، ووجدت قبولًا كاسحًا وراجت رواجًا مذهلًا بين الأمريكيين. عبرت “آين راند” عن أفكارها في البداية في رواية ضخمة تقع في ثلاثة مجلدات، ورغم هذه الضخامة للرواية؛ فإن القُراء قد أقبلوا عليها بإعجاب ولهفة فتوالت الطبعات حتى بلغ ما طُبع منها أكثر من عشرة ملايين نسخة، ووُصِفت المؤلفة بأنها الأكثر تأثيرًا. ويعود هذا الرواج في الدرجة الأولى إلى أنها صدرت في منتصف القرن العشرين أي في ذروة الحرب الباردة بين الغرب والشرق؛ فالرواية كانت سلاحًا من أسلحة النظام الرأسمالي ضد النظام الماركسي الذي كانت تتبناه كل دول حلف وارسو. يندر أن تكون الروايات بهذا الحجم الضخم ورواية (أطلس متململًا) هي من أضخم الروايات لا يُجاريها في ذلك سوى رواية (الحرب والسلام) للمبدع الروسي تولستوي التي تقع في أربعة مجلدات، ورواية (الزمن المستعاد) للمبدع الفرنسي “مارسيل بروست” التي تقع في سبعة مجلدات، وتُعتبر رواية (الأبله) للمبدع الروسي “دوستويفسكي” من الروايات الضخمة؛ حيث تقع في مجلدين. لضخامة الرواية فقد تأخرت ترجمتها إلى اللغة العربية، وقد قامت أخيرًا دار النشر السعودية (صفحة ٧) بترجمتها وقدمتها بطباعة أنيقة. ومن الكتب المترجمة للفيلسوفة آين راند كتاب (الفلسفة)، وقد قام بترجمته مترجم الرواية خالد حافظي، ولها كتاب آخر بعنوان (من أجل مفكر جديد)، وقد ترجمته سمية حبتور، ولها كتاب رابع بعنوان (فضيلة الأنانية)، وقد ترجمه حسان رابحي ومحمد السويلمي.
مشاركة :