حظيت الكلمة التي ألقاها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية في حفل افتتاح مؤتمر الشباب الدولي الثامن النجاح قبل الثلاثين بردود أفعال إيجابية ومتميزة وقوية حيث أكدوا أن الكلمة كانت وافية من خلال تقديم سموه لتجربته الشخصية في طريق النجاح. وأشاد الحاضرون والمشاركون في مؤتمر الشباب الدولي بمضامين كلمة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وما تضمنه من عبر وحكم في مجالات العمل الميداني والتي رسمت للجميع خارطة طريق للوصول الى النجاح مشيرين الى أن كلمة سموه استطاعت أن تحشد همم الشباب وتعطيهم الدافع من أجل كتابة قصة نجاحهم وعدم التوقف عن المحاولة في أول عثرة بل عليهم تحويلها الى نقاط انطلاقة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة. وأشاد سموه بنجاح الشباب مشيراً بأننا نتقدم بالثناء إلى المتحدثين القادمين من خارج مملكة البحرين ، ليقدموا قصص نجاحهم، كيف ذللوا العقبات التي اعترضتهم ووصلوا إلى ما هم فيه الان صحيح أن هذا المؤتمر عنوانه : (النجاح قبل الثلاثين)، ولكن لايقتصر النجاح على سن معينة سواء قبل الثلاثين أو بعدها، فالنجاح والتفوق والإبداع لاترتبط بالخبرة فقط ،وانما تتحقق أولاً وقبل كل شيىء بالإحساس النابع من القدرة على تحقيق ذلك النجاح ، والتشرب بالروح الإيجابية المتطلعة والمستشرقة للمستقبل برؤية واضحة مستنيرة. وأضاف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يؤسفني سماع عبارات وأوصاف تطلق على شخصيات ناجحة ، مثل هذا أبن الثري فلان ، أو هذا ينحدر من تلك العائلة ، ويغفل هؤلاء عن أن كثيراً من أولئك الأثرياء أو المبرزين ، كونوا ثرواتهم بأنفسهم ، ولم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب. فالفرص تتاح ، وهناك من يقوم باستغلالها ، وآخر يفرط فيها ، ولا يستقلها. وضرب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مثلا للذين يرى النجاح أمامه ولا يلتفت للوراء قائلا سأضرب لكم مثلاً رأيته أمامي، حيث رأيت حصاناً يمشي بسرعة مرفوع الرأس كأنه يجر سائسه ، بينما هناك حصان آخر ، من الإسطبل نفسه ، يأكل الطعام نفسه، ويتلقي التدريبات نفسها ، ولكنه يسير ببطء وسائسه هو الذي يقوده فالعبره هنا التي نتطلع إليها هي الأقتداء بالحصان الذي يتحلى بالإقدام والجرأة ، ويسبق وأتطرق إلى مسألة أخرى هي مسألة القيادة أو (( Leadership)) ، التي من مقوماتها الدراسة النظرية ، بالإضافة إلى ضرورة التحلي بخصلة الصبر للوصول إلى المبتغى الذي يتطلب وقتا وزمنا ليكون واقعاً ملموساً ، وتجنب مايسمى (خرق المراحل) أي العجلة والاستعجال، وعدم مقارنة النفس بالآخرين ، وتثبيطها ، وإحباطها، ووضع المبررات لكل إخفاق أو عرقله في خطي النجاح. وتطرق سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال كلمته الى الشعور بالنجاح بعد تخطي العثرات والتعقيدات كنا فريق عمل لإعداد مشروع مهم ، وبعد جهد جاهد بذلناه برزت تعقيدات مما أشعر الفريق باليأس والأحباط ، فقلت لهم : هذه العثرات والعقبات هي الواقع لنا للاستمرار وتنفيذ المشروع ، فالشعور بالنجاح بعد تذليل العقبات لا يضاهيه الشعور بالنجاح نفسه من دون عقبات ، فعلينا مغالبة الإحساس بالهزيمة ، واليأس ، وجميع تلك الهواجس التي تشعرنا بالعجز والانسحاب وذكر سموه بأنه في أحد الأيام ، وبعد أن أنتهيت من التدريب الرياضي اليومي في العمل ، ذهبت إلى المكتب ، ولم أجد المكتب كما اعتدته كل يوم ، فغضبت على المراسل الذي أعتذر إلي من عدم معرفته بالأمر المطلوب لأنه معين في الوظيفة حديثاً. وبالتحدث معه عرفت انه أضطر إلى العمل في هذه الوظيفة المتدنية الراتب لعدم حصوله على وظيفة أخرى ، وأنه تقدم مرات عدة للعمل في ((العسكرية)) ولم يلق القبول ، وبتقديم الطلب مرةً أخرى ، حصل على فرصته بل إن الشاب تقدم إلى دورة أختبار العمليات الخاصة التي لايجتازها إلا نخبة النخبة ، فمن بين 140 متقدماً لايجتازها إلا 10 أو 12 متقدماً فقط، في البداية لم يحقق نجاحاً ، وتأخر كثيراً بذلك ، ولكن بعد سنة أعاد التقدم ، وبفضل الله سبحانه وتعالى حقق النجاح ، بل إن هذا الشاب ذهب إلى اليمن ليسطر اسمه واسم مملكتنا الغالية في ميدان الشرف ويسجل التضحية والفداء. وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الى أهمية وضع الرؤية والايمان بالقدرات المتراكمة من التجارب وأنتقل إلى أهمية التحلي بالرؤية ، والنظر إلى ما بقدرتك إنجازه ، ما تستطيع القيام به ، وهذه القدرات تبرز بخوض غمار التجارب ، بالفشل أو الإخفاق في جانب لايعني الإخفاق في الجوانب الأخرى كافة، وحب العمل أو المهمة غير متصل بالراتب أو الخشية من العقاب مشيراً سموه التنويه بالبيئة المحيطة بالإنسان من عائلة أو أصحاب ، وما يقومون به من تشجيع وعامل دفع إلى الإبداع وتحقيق الطموحات. وكشف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الى أن جلالة الملك المفدى هو المعلم لسموه واستفاد من خبرات جلالته بالإضافة الى دور والدته في التربية والإرشاد وقال فجلالة الملك حفظه الله ورعاه هو والدي وهو الذي دربني وعلمني الشيء الكثير ، ولكنه ترك القيادة لي لاختيار ما أريده ، دون فرض من جلالته حفظه الله ، بل لا أخشي سراً حين أشير إلى المنافسة القائمة بيني وبين أخي خالد في سن المراهقة ، ليس مناكفةً دائماً للوصول إلى الأفضل ، وتحقيق الإنجاز الذي يشار إليه ولا أنسى فضل الوالدة يحفظها المولى عز وجل في التربية والإرشاد. وأضاف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أنتم آباء وأمهات أو سوف تكونون كذلك في المستقبل، وعليكم واجب تربية الأبناء على صفة الإيجابية والابتعاد عن السلبية في التعامل مع متطلبات الحياة.. مرة أخرى، النجاح غير مرتبط بسن معينة، فالنجاح طريق تسلكه بنفسك، البحرين الصغيرة المساحة، تزخر بالطاقات الشبابية المبدعة، والكفاءات المختلفة التي سجلت أسماءها بنود النجاح والإبداع والتفوق، داخلياً وخارجياً.. ختاماً، أدعو المولى عز وجل لجميع المشاركين في هذا المؤتمر النجاح والتوفيق، والسير على خطى التقدم والرفعة والازدهار.
مشاركة :