شرائح إلكترونية دولية تكسر حصار الاتصالات المفروض على غزة

  • 1/19/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غزة/ حسني نديم/ الأناضول: يقف الشاب محمد الغزالي، في أعلى نقطة على شارع الرشيد الساحلي في المنطقة الواقعة مقابل بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، لالتقاط إشارة إنترنت والتواصل مع أصدقائه وأقاربه في الخارج. الغزالي النازح من مدينة غزة، يضطر إلى السير على الأقدام مسافة طويلة يوميا من داخل الزوايدة وصولاً إلى شارع الرشيد على شاطئ البحر، لاستخدام الإنترنت عبر شريحة الاتصال الإلكترونية (eSIM). تتيح شريحة الاتصال الالكترونية (eSIM)، وهي شريحة اتصال مضمنة داخل اللوحة الأم للهاتف أو الأجهزة الذكية الحديثة، للمستخدمين، استخدام رقمي هاتف أو أكثر في الوقت ذاته دون الحاجة إلى استخدم شريحة اتصال (SIM) تقليدية. تعمل هذه الشرائح وفق مبدأ بسيط، حيث يتعيّن على المستخدم لتشغيلها مسح "رمز الاستجابة السريعة" (QR code) المرسل من الخارج باستخدام كاميرا الهاتف، وهو ما يتيح وصله بشبكة اتصالات هاتفية خارجية، غالباً ما تكون إسرائيلية، وأحيانا مصرية. اللجوء إلى هذه الآلية، تأتي بسبب قيام إسرائيل بقطع خدمات الاتصال والإنترنت في تسع مرات خلال الحرب القائمة على قطاع غزة. والجمعة، يكون قطاع غزة قد دخل يومه الثامن بدون اتصال ولا إنترنت في معظم أنحاء القطاع، وهي الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات الفلسطينية. ويحتاج الحصول على الشريحة الإلكترونية، فرد يتواجد خارج فلسطين لشراء الشريحة الإلكترونية، من إحدى شركات الاتصالات العربية أو العالمية، بشرط أن تتوفر فيها خدمة التجوال الدولي. ** حل لمشكلة يتنقل الشاب الغزالي (23 عاما)، وهو يبحث عن إشارة إنترنت من موقع إلى آخر على شارع الرشيد، ويقول لمراسل "الأناضول": "هذه الشريحة تساعدنا في التغلب على مشكلة الانقطاع المتكرر للاتصالات والانترنت، الذي تحاول إسرائيل من خلاله عزل غزة عن العالم". ويضيف: "اتواصل بشكل شبه يومي مع العالم الخارجي، خاصة أن لدينا أقارب كُثر من المغتربين والذين يتواصلون معنا للاطمئنان ولمعرفة أخبار غزة". وأضحت هذه الشرائح الإلكترونية، الوسيلة الوحيدة للكثير من سكان قطاع غزة، للتواصل مع أقاربهم أو نقل مجريات العدوان المدمر، في ظل انقطاع الاتصالات والانترنت. ومنذ 12 يناير/كانون ثاني الجاري، تقطع خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل شبه كامل في قطاع غزة للمرة التاسعة، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المدمر في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي. وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية من أن انقطاع الهاتف والإنترنت في غزة، يمكن أن "يوفر غطاء للفظائع ويولد الإفلات من العقاب، بينما يزيد من تقويض الجهود الإنسانية ويعرض الأرواح للخطر". أما الشاب حسونة السكافي المتواجد في مدينة غزة، فيستخدم شريحة إلكترونية للقيام بمهام عمله في مجال الإعلام الجديد، ضمن أفراد طاقم وحدة العلاقات العامة والإعلام في بلدية غزة. يقول السكافي في تصريح لمراسل "الأناضول": "نستخدم هذه الشريحة للوصول إلى الإنترنت، ونقل صورة الأوضاع الميدانية في مدينة غزة، وإيصال رسالة البلدية إلى العالم". ويضيف: "لولا الشرائح الإلكترونية لانقطع الفلسطينيون عن العالم، ولما علم أحد بالجرائم المرتكبة في قطاع غزة، وبحجم الدمار الهائل". ويوضح أنه وبعد انقطاع شبكة الاتصالات الفلسطينية، بقيت الشرائح الإلكترونية هي فقط المتصلة على الشبكات الخلوية الدولية. ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني إسحاق سدر، مصر لتفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة. وفي مقابل إذاعية له مؤخرا مع راديو أجيال (محلي ومقره رام الله)، أكد سدر أنهم ينتظرون ردا من الجانب المصري على الطلب الفلسطيني المتعلق بتفعيل خدمة التجوال الدولي للشرائح المصرية، أو تشغيل محطات قرب الحدود. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :