فلسطينيون بمحور فيلادلفيا: نعيش أكثر من نكبة ولن نهاجر لسيناء

  • 1/19/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- نازحون فلسطينيون على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة يرفضون فكرة الهجرة إلى الأراضي المصرية  - النازحون يواجهون ظروفا معيشية صعبة بسبب نقص المياه والطعام والظروف المعيشية الصعبة يقف الفلسطيني جميل عبد الكريم عيسى، على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية في محافظة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، يتخيل ما ستذهب إليه الأوضاع حال أعادت إسرائيل احتلال محور فيلاديلفيا. ويرفض عيسى مجرد التفكير في الهجرة من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية مع تلويحات إسرائيل بإعادة احتلال محور فيلاديلفيا. ولا يتوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التأكيد على رغبته بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، زاعما أن بدونه لن يستطيع القضاء على حركة "حماس"، فيما تؤكد القاهرة أنها "تضبط حدودها وتسيطر عليها بالكامل". وكانت آخر تصريحات نتنياهو بهذا الشأن السبت الماضي، عندما قال في مؤتمر صحفي، إنه "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة لا يمكننا أن نقضي على حركة حماس". وتعليقاً على تصريحات نتنياهو الأخيرة قال متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في تصريحات لفضائية محلية مساء السبت، إن مصر "تضبط حدودها (مع غزة) وتسيطر عليها بشكل كامل". وأضاف أبو زيد أن هذه "مسائل تخضع لاتفاقيات أمنية وقانونية، وأي حديث بهذا الشأن يخضع للتدقيق ويتم الرد عليه بمواقف معلنة"، دون توضيحات أكثر. ولجأ آلاف النازحين الفلسطينيين إلى المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة لعلها تكون أكثر أمنًا عليهم في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويقول عيسى للأناضول: "هذا النزوح الرابع لي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، كانت البداية من مخيم البريج باتجاه مخيم النصيرات (وسط) ومن ثم نزحنا إلى بلدة الزوايدة (غرب وسط) قبل التوجه قريبا من الحدود المصرية، وما يحدث معنا الآن لم تشهده هجرة 1948". ويضيف: "الجيش الإسرائيلي يدعي أن هذه المنطقة آمنة، لذلك توجهنا إليها، أين نذهب بعد هذا المكان، لم يبق مكان نذهب إليه ونخشى من عملية تهجيرنا إلى سيناء المصرية، الموت في بيوتنا أشرف من أن نهجر إلى سيناء ونرفض أي محاولة للتهجير". ويشير عيسى إلى معاناة النازحين قرب محور فيلاديلفيا والأوضاع الصعبة جدًا فالمياه سيئة وهناك شح كبير وظروفنا معقدة ولا يمكن احتمالها. ويوضح أنه لم يستحم منذ 25 يومًا بفعل النقص الحاد في المياه، كما أن الطعام سيء للغاية، ويتابع: "اذا بقي الوضع على حاله فإننا أمام أزمة انسانية حقيقة". ويبلغ عدد سكان قطاع غزة 2.3 مليوني فلسطيني، وهي بقعة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض ويعاني من أزمات عديدة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وفرض حصارٍ مشدد منذ 17 عاما. وترفض الفلسطينية أحلام محمد صالح من سكان شمالي غزة، والنازحة إلى منطقة محور فيلادلفيا أقصى جنوبي مدينة رفح، فكرة التهجير إلى سيناء. وتتواجد صالح البالغة 35 عامًا على مقربة من الحدود المصرية منذ 15 يومًا، وتعيش معاناة حقيقية بسبب انعدام مقومات الحياة في تلك المنطقة. وتقول لمراسل الأناضول: "سمعنا تهديدات الجيش الإسرائيلي باحتلال الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية ما يعرف بمحور فيلادلفيا، وهذا يبدو خطوة ضمن محاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء". وتضيف: "حياتنا كانت صعبة قبل العدوان الإسرائيلي بفعل الحصار والأزمات، لكن بمجرد وصولنا إلى هذه المنطقة، تأكدت أن هذا الموقف هو الأصعب في حياتي، وشعرت بخوف وقلق شديدين وأنا أقف على الحدود". وتتذكر صالح وهي تقف على بعد أمتار من الحدود المصرية الفلسطينية تضحيات الشعب الفلسطيني وما تعرض له من حروب واعتداءات اسرائيلية لدفعه إلى الهجرة، وضريبة تمسكه بأرضه ووطنه. وتقول الشابة الفلسطينية: "هذه الحرب علمتنا ما لم نتعلمه طوال سنوات طويلة، عشنا ألماً كبيرًا، وسالت دماء كثيرة، وكبرنا سنوات عديدة، ويعاني الأطفال معاناة شديدة، لذا سنبقى متمسكين بها والموت فوق ترابها أحب إلينا من النعيم على غيرها". وتضيف: "نكبة عام 1948 كانت أهون بكثير مما يجري معنا الآن". وتطالب صالح، العالم أجمع ودعاة السلام بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يعيشون حربًا مدمرة قتل فيها الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت المباني والمنشآت المدنية ونزح سكان غزة والشمال. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس "24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :