القدس - حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، من سياسات نظيره الحالي بنيامين نتنياهو، داعيا إلى ضرورة إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل "قبل فوات الأوان"، مضيفا أن مسار الحرب ينذر بـ"غرق إسرائيل في مستنقع غزة"، في إشارة إلى رفض الأخير للصفقة الأميركية التي تعرضها واشنطن بشأن الحل وانهاء الحرب، وقال باراك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة أن الحرب تدخل أسبوعها الخامس عشر، وفي ساحة المعركة نرى عمل ملهم وشجاع وتضحيات، لكن في إسرائيل نرى اليأس، والشعور بأنه رغم المكاسب التي حققها الجيش الإسرائيلي، فإن حماس لم تُهزم والأمل في عودة الرهائن يأخذ في التراجع". مشيرا إلى أنه منذ نحو ثلاثة أشهر يمنع نتنياهو مناقشة اليوم التالي (لانتهاء الحرب) في مجلس الوزراء المصغر، وهو أمر غير معقول" وحذر باراك من سياسات نتنياهو "لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تحسين احتمالات الفوز عندما لا يكون هناك هدف سياسي محدد، وفي غياب هدف واقعي سينتهي بنا الأمر إلى الغرق في مستنقع غزة". كما نوه إلى مخاطر "القتال في وقت واحد في غزة ولبنان والضفة الغربية، مما يؤدي إلى تآكل الدعم الأميركي وتعريض اتفاقات أبراهام واتفاقيات السلام مع مصر والأردن للخطر". واعتبر رئيس الوزراء الأسبق أن "هذا النوع من السلوك يجر أمن إسرائيل إلى الهاوية" وكشف تقديم الولايات المتحدة قبل شهرين لإسرائيل مقترحا يلبي المصالح المشتركة للبلدين"، مبينا أن هذا العرض "ما زال مطروحا على الطاولة" وينص المقترح الأميركي على أنه "بعد القضاء على قدرات حماس، يتم تشكيل قوة عربية من أعضاء محور الاستقرار الذي سينشأ لإدارة القطاع لفترة محدودة، ووفقا للاقتراح فإنه خلال هذه الفترة الانتقالية، ستعود غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وستحظى بالاعتراف الدولي، مع مراعاة الترتيبات الأمنية المقبولة لدى إسرائيل". ولفت أيضا إلى أنه بموجب المقترح الأميركي ستقوم السعودية والإمارات بدعم السلطة الفلسطينية وتعزيزها ماليا، وضمان أعمال إعادة الإعمار والبنية التحتية". ووصف باراك الاقتراح الأميركي بأنه "المخطط العملي الوحيد"، مضيفا "في المقابل، سيتعين على إسرائيل أن تشارك في المحادثات المستقبلية نحو حل الدولتين". واعتبر أن فرص نجاح هذا المقترح ستتضاءل كلما زاد النظر إلى إسرائيل على أنها متعثرة و"يمكن الجدال بأن الاقتراح الأميركي سيئ؛ لكن لا يمكن للمرء أن يمنع مناقشة هذه المسألة أثناء الحرب عندما يُقتل الجنود". ورأى أن بين اسرائيل وبين الحل الممكن (في غزة) يقف نتنياهو نفسه ومبتزوه، الوزيران (الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(المالية) بتسلئيل سموتريش، مضيفا إنهما (الوزيران) يمنعان إسرائيل من التحرك من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ويجرونها إلى الهاوية خدمة لمصالحهما الخاصة، بينما يدرك نتنياهو أن السلطة الفلسطينية المعاد تنشيط عملها (في غزة) تعني خسارة بن غفير وسموتريتش وتسريع نهاية حكومته. وأضاف "يجب أن تكون هناك انتخابات مبكرة، وسيحدث هذا عندما يثور غضب عائلات الرهائن ومجتمعات النازحين وجنود الاحتياط، والأعداد الكبيرة من الإسرائيليين الذين يتذكرون 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023 جيدا”. ويأتي مقال باراك عقب إعلان نتنياهو الخميس، أنه أبلغ واشنطن بمعارضته إقامة دولة فلسطينية "في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة"، بخلاف الرغبة الأميركية وإصراره على استمرار الحرب في غزة من أجل تحقيق انتصار حاسم على حماس. وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية" الجمعة، إن إدارة " بايدن تعمل حاليا على "صفقة إقليمية كبرى" في المنطقة. وذكرت نقلا عن مصدر إسرائيلي " أن الصفقة "تشمل وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وإطلاق سراح الأسرى، وإرساء نظام جديد في غزة". وأضافت أن مصدر إسرائيلي أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل حاليا على صفقة إقليمية كبرى، تتضمن عدة مبادئ تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد كجزء من واقع ما بعد الحرب". والصفقة جزء مما تحدث عنه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في دافوس هذا الأسبوع (على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي)، حين قال إن إسرائيل بحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة، لكنها "لا تزال في مراحلها الأولية، وليس من الواضح حجم ما تمت صياغته منها، وأن تؤدي إلى نهاية الحرب والاتجاه لعملية سياسية". وكانت الولايات المتحدة دعت إسرائيل إلى تقليص هجومها على غزة، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من "اليوم التالي" للحرب، وهي الفكرة التي أعلن نتنياهو رفضه الصريح لها، مطالبا بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة على القطاع. وتوجه بشكل مستمر انتقادات عدة إلى نتنياهو بشأن عدم تحقيق أي من أهداف الحرب رغم مرور 105 أيام على اندلاعها، والتي كان في مقدمتها القضاء على حكم حماس بغزة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت في الأيام الماضية عن خلافات داخل الحكومة، بشأن سبل إعادة المحتجزين من قطاع غزة، ورفض نتنياهو للمقترحات والصفقات التي تعرض من جهات مختلفة لتمسكه بعدم وقف إطلاق النار في غزة، وهو الشرط الرئيسي لحركة حماس. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
مشاركة :