تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، تستضيف أبوظبي أعمال المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 (AVPN)، خلال الفترة من 23 إلى 25 أبريل المقبل، بهدف مناقشة العمل الإنساني وأبعاده في المجتمعات. ويُعقَد المؤتمر للمرة الأولى في منطقة غرب آسيا، ما يعكس تميُّز دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة كبرى المؤتمرات العالمية، ويُعزز مكانتها مركزاً للالتقاء بين الشرق والغرب. وستُناقش أعمال المؤتمر ضرورة زيادة المساعدات التنموية والإغاثية والتحديات التي تواجهها، وأهمية تلبية الاحتياجات الأساسية للفئات المتضررة من مختلف الكوارث والأزمات، والاستثمار الأمثل في تقديم الرعاية، ودعم القدرات وعمليات التأهيل، واستعراض فرص الشراكة والتعاون بين الدول المانحة. جاء الإعلان عن استضافة دولة الإمارات للمؤتمر، خلال جلسة حوارية بعنوان: "الأعمال الإنسانية في الجنوب العالمي من منظور جديد: رؤى مستمدة من روّاد الأعمال الإنسانية"، والتي أُقيمت في جناح الدولة، ضمن أعمال الاجتماع الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، والذي يُعقَد خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري تحت شعار "إعادة بناء الثقة". وناقشت أعمال الجلسة في "دافوس" التحديات التي لا تزال ماثلة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأبرزها أزمة المناخ، واستمرار حلقة العنف والصراعات، وضعف الاقتصاد العالمي، حيث أشار المشاركون فيها إلى أنه مع قيام الجهات المانحة التقليدية بخفض إسهاماتها في دعم القضايا الإنسانية، بدأت جهات إنسانية فاعلة في الظهور، من بينها العديد من دول الجنوب العالمي، ورافق ذلك تكثيف الجهود لتطوير حلول مالية مبتكرة تُمكِّن الجهات الإنسانية الجديدة من سدِّ الفجوة التمويلية، ما أتاح للنماذج والمصادر الإنسانية الجديدة التصدي بفاعلية أكبر لتحديات التنمية، والعمل على إعادة صياغة العلاقات بين الشمال والجنوب، والعلاقات التي تُحدِّدها الجهات المانحة وأساليب تطوير آليات الدعم وتقييم تأثيره. شارك في الجلسة الحوارية عدد من روّاد الأعمال الإنسانية، وهم نصار المبارك، الرئيس التنفيذي لمبادرة "بلوغ الميل الأخير"، وناينا سوبروال باترا، الرئيس التنفيذي للشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية (AVPN)، وبدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والممثّل الخاص للأعمال التجارية والإنسانية في مؤتمر الأطراف "COP28"، وبريشوس موتسيبي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة موتسيبي، وشامينا سينغ، مؤسس ورئيس مركز ماستركارد لتحقيق النمو الشامل. وأدارت الجلسة بيكي أندرسون، مقدمة برنامج "كونيكت ذا وورلد" مع بيكي أندرسون مديرة التحرير في "سي إن إن" أبوظبي.وقال نصار المبارك: "يُمثل الحدث فرصة للبدء بمناقشات جادة حول قيادة الشراكات الجديدة، ودعم التمويل الإنساني المشترك لتسريع التقدُّم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك في الوقت الذي يشهد العمل الإنساني تطوّراً كبيراً، ويتعين علينا إدراك هذا الأمر والاستفادة من خبرات الجهات الفاعلة الجديدة من أجل مضاعفة التأثير". وأضاف: "تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، مواصلة الحفاظ على الحوارات الفعّالة الداعمة للأعمال الإنسانية، بناءً على المقوّمات الاستثنائية التي تمتلكها الإمارات في استضافة كُبرى المؤتمرات الدولية، وقدرتها على توحيد جميع الأطراف المعنية، إذ يُعدُّ المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 (AVPN) منصة مثالية لتحقيق فرص جديدة للتعاون والشراكة من أجل الإنسانية". من جانبه، قال بدر جعفر: "نحن على مشارف مرحلة استراتيجية جديدة للأعمال الإنسانية في الأسواق الناشئة، فمن المتوقَّع أن تنتقل ثروات بقيمة 20 تريليون دولار من جيل إلى آخر خلال العقد المقبل في آسيا وحدها". وأضاف:"يُعدُّ الجيل القادم البارع في المجال الرقمي أكثر انسجاماً مع فكرة الترابط العالمي، ويمتلك فهماً أكبر للتحديات العالمية، ومن المتوقَّع أن نرى تأثيراً مضاعفاً في مجال الأعمال الإنسانية عبر هذه الأسواق في الأعوام المقبلة، حيث رأينا تجدُّد الطاقات لدى أكثر من 400 رئيس مؤسَّسة من 82 دولة شاركوا في منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والإنسانية، الذي عُقِدَ خلال مؤتمر الأطراف (COP28)، ونظراً لموقع دولة الإمارات الاستراتيجي وسياساتها المُتطلِّعة إلى المستقبل، فإنها تحظى بمكانة رفيعة لاستقطاب الاهتمام من أسواق النمو العالمية، وتمتلك القدرة على تشجيعها على التعاون والتنسيق من أجل مضاعفة المساعي الإنسانية". من جهتها، لفتت ناينا سوبروال باترا، إلى أن المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 (AVPN) يُعدُّ منصة هامة لالتقاء المستثمرين ذوي الاهتمامات والتطلُّعات المشتركة للاجتماع، واتخاذ القرارات بشأن القضايا الاجتماعية في جميع أنحاء آسيا؛ حيث سيُقدِّم المؤتمر في أبوظبي فهماً وتعريفاً أعمق للتحديات وآفاق تحسين الاستثمارات الاجتماعية والابتكار في غرب آسيا.
مشاركة :