القدس - قصفت إسرائيل أهدافا في أنحاء قطاع غزة اليوم السبت بينما أسقطت طائراتها منشورات على منطقة رفح جنوب القطاع تحث الفلسطينيين النازحين هناك على المساعدة في تحديد أماكن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس. وتحمل المنشورات صور وأسماء 69 إسرائيليا محتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وأبرزها حركة حماس، فيما كتب عليها "تريد العودة إلى المنزل؟ يرجى الإبلاغ إذا شخصت أحدا منهم" وأرفق الجيش الإسرائيلي رقم هاتف وموقعا إلكترونيا لإرسال المعلومات. ومن بين أبرز الإسرائيليين الذين ظهرت صورهم بالمنشورات أفيره منجستو وهشام شعبان السيد وهدار جولدين وأورون شاؤل وهؤلاء أسرتهم كتائب عزالدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014. وفي 13 يناير/كانون الثاني الجاري أعلنت كتائب القسام عبر مقطع فيديو عن فقدانها الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 أسرى إسرائيليين كانوا لديها في غزة منذ عام 2014. وسبق وأن أعلنت كتائب القسام عن مقتل العديد من الأسرى الإسرائيليين لديها بقصف من الطيران الإسرائيلي على القطاع. وهذه المرة الأولى التي يلقي فيها الجيش الإسرائيلي منشورات على القطاع تحمل صورا وأسماء لإسرائيليين محتجزين في غزة. وطالبت عائلات المحتجزين الإسرائيليين اليوم السبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتعهد بعقد مؤتمر دولي للعمل على إعادة ذويهم وذلك خلال اعتصام العشرات منهم منذ مساء الجمعة أمام منزله في قيسارية حيث يقضي عطلته الأسبوعية، وفق هيئة البث الرسمية. وقالوا في بيان إن "دور نتنياهو هو منع مقتل المزيد من المحتجزين"، مضيفين "سنبقى هنا حتى يخرج إلينا نتنياهو ويلتزم بعقد مؤتمر دولي بمشاركة كافة الدول المعنية بالأزمة"، داعين جميع الإسرائيليين للانضمام إليهم. بدورها قالت إيلا ابنة المحتجز أوهاد بن عامي "تحولت من التوسل من أجل عودتهم إلى التوسل لإنقاذ حياتهم. إنها مسألة حياة أو موت". وأضافت "نطالب بعقد مؤتمر دولي لقطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل كي يتفقوا على كيفية إعادة المختطفين إلى منازلهم" وطلبت من نتنياهو أن يتحلى بـ"شجاعة لإعادة من بقي على قيد الحياة (..) افعل شيئا الآن". واعتقلت الشرطة الإسرائيلية خلال التظاهرة العميد احتياط أمير هاسكل، بعد أن تلا أسماء المحتجزين على عائلة نتنياهو عبر مكبر الصوت، كما أوقفت متظاهرتين ومنعت المحتجين من التقاط صور الاعتقال. وفي سياق متصل ذكر سكان ومسلحون أن مقاتلين فلسطينيين تصدوا لدبابات تحاول التقدم مجددا إلى الضواحي الشرقية لمنطقة جباليا في شمال غزة حيث بدأت إسرائيل سحب القوات والانتقال إلى عمليات أضيق نطاقا. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت مجموعات من المسلحين حاولت زرع متفجرات قرب القوات وإطلاق صواريخ على دبابات في شمال غزة، وأضاف أنه يقصف أهدافا في أنحاء القطاع. وفي خان يونس بجنوب غزة، حيث تقول إسرائيل إنها وسعت عملياتها ضد حماس، قال شهود إن الدبابات قصفت مناطق في محيط مستشفى ناصر خلال الليل ووصفوا القصف بأنه الأعنف منذ أيام كثيرة. ويعتبر مستشفى ناصر الآن أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة. وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعملون من داخل المستشفيات وما حولها، بما في ذلك مستشفى ناصر، وهو ما تنفيه الحركة والطواقم الطبية فيما قدمت الدولة العبرية بعض المقاطع والصور لدعم مزاعمها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه داهم مجمعا عسكريا في خان يونس وحيَّد قاذفات صواريخ جاهزة للاستخدام وعثر على متفجرات مخبأة تحت الأرض بينما قصفت طائرة مسلحين اثنين هناك. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 165 شخصا وإصابة 280 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في واحد من أكبر أعداد القتلى في يوم واحد في عام 2024. ولا يميز البيان الذي يصدر يوميا بين من لقوا حتفهم من المدنيين والمقاتلين. لكن مسؤولي الصحة يقولون إن معظم الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذين وصل عددهم إلى 24927 من المدنيين.
مشاركة :