في الوقت الذي توقعت منظمة السياحة العالمية أن يعزز تطبيق دول الخليج للتأشيرة السياحية الموحدة على غرار تأشيرة شنجن، السفر إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وما حولها، أكد لـ”الاقتصادية” مصدر في وزارة السياحة السعودية، أن نمو قطاع السياحة عالميا وإقليميا يأتي في وقت حققت السياحة السعودية التعافي الكامل. وأوضح المصدر، أن نسبة تعافي القطاع السياحي في السوق المحلية قفزت إلى 156 في المائة مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كوفيد – 19، ومقارنة بمعدل تعاف عالمي بنحو 88 في المائة، حيث شهدت مختلف الوجهات السعودية السياحية تزايدا في أعداد الزوار من الداخل والخارج. وأشار إلى أن السعودية تصدرت دول مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح الوافدين خلال 2023. وأوضح أنها تنظر لهذا النمو بشكل إيجابي وانعكاساته في السعودية، حيث حققت رقما قياسيا جديدا في إنفاق الزوار القادمين من الخارج بحسب بيانات ميزان المدفوعات الصادرة عن البنك المركزي السعودي، حيث بلغ إجمالي إنفاق الزوار أكثر من 100 مليار ريال للأرباع الثلاثة الأولى من 2023. وأضاف: “كما حقق الرقم فائضا في بيانات بند السفر في ميزان المدفوعات، حيث قدر الفائض حتى نهاية الربع الثالث من 2023 بنحو 37.8 مليار ريال وبنسبة نمو 72 في المائة مقارنة بالفائض في 2022 للفترة نفسها”. وتعكس الأرقام المعلنة التزايد الكبير في عدد السياح الوافدين وثقة المسافرين في الخيارات السياحية بالسعودية ومدى تنوعها. من جهته، أوضح لـ”الاقتصادية” عبدالله الدخيل المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للسياحة، أن نمو السياحة السعودية تفوق على كل دول مجموعة العشرين، مقارنة بما قبل الجائحة، والسعودية تعد أكبر مستثمر عالمي في المجال. ونوه الدخيل بأن مستهدفات القطاع السياحي تتمثل في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 في المائة، واستحداث مليون وظيفة جديدة، والوصول إلى الهدف الجديد وهو 150 مليون زيارة سنويا بحلول 2030. ووفقا للدخيل، فإن القطاع السياحي السعودي يمضي قدما في تمكين الشباب ورواد الأعمال والمجتمعات المحلية والشركاء بمنظومة السياحة السعودية والقطاع الخاص تحقيقا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 . بدعم القيادة، وتوجيهات أحمد الخطيب وزير السياحة الرامية لتمكين الشباب ورواد الأعمال والمجتمعات المحلية والشركاء بمنظومة السياحة السعودية والقطاع الخاص. وأنهت السياحة العالمية 2023 عند 88 في المائة من مستويات ما قبل الوباء، مع ما يقدر بنحو 1.3 مليار وافد دولي، بحسب أول مقياس لمنظمة السياحة العالمية للعام الجاري. وتوقعت أن يؤدي إطلاق العنان للطلب المكبوت المتبقي، وزيادة الاتصال الجوي، والانتعاش الأقوى للأسواق والوجهات الآسيوية، إلى تعزيز التعافي الكامل بحلول نهاية 2024. وقادت منطقة الشرق الأوسط التعافي من حيث القيمة النسبية بحسبانها المنطقة الوحيدة التي تغلبت على مستويات ما قبل الوباء حيث بلغ عدد الوافدين 22 في المائة في 2019. ووصلت أوروبا، المنطقة الأكثر زيارة في العالم، إلى 94 في المائة من مستويات 2019، مدعومة بالطلب داخل المنطقة والسفر من الولايات المتحدة. واستعادت إفريقيا 96 في المائة من زوارها قبل الجائحة، ووصلت النسبة في الأمريكتين إلى 90 في المائة. كما وصلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 65 في المائة من مستويات ما قبل الوباء بعد إعادة فتح عديد من الأسواق والوجهات. وقال زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية “تؤكد أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية مرونة السياحة وانتعاشها السريع، مع توقع أرقام ما قبل الوباء بحلول نهاية 2024″. وأشار إلى أنه أصبح للانتعاش بالفعل تأثير كبير في الاقتصادات والوظائف والنمو والفرص المتاحة للمجتمعات في كل مكان”. وبلغت عائدات السياحة الدولية 1.4 تريليون دولار في 2023 بحسب التقديرات الأولية، أي نحو 93 في المائة من 1.5 تريليون دولار حققتها الوجهات 2019. ويقدر إجمالي إيرادات التصدير من السياحة (بما في ذلك نقل الركاب) بنحو 1.6 تريليون دولار أمريكي في 2023، أي ما يقرب من 95 في المائة من 1.7 تريليون دولار المسجلة في 2019.
مشاركة :