سـباقات الهجن.. رياضة تربط الماضي بالحاضر

  • 1/21/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع تسميةِ «عام الإبل 2024» تُتاح فرصة سانحة للوقوف على سباقات الهجن التي تعد أحد الفصول المميزة في التراث العربي، كونها تحوي لحظات تاريخية خضبت بالتشويق وجمالية التنافس، ويتواصل توهجها في حاضرنا امتداداً لمكانتها عند العرب قديماً إذ إنها عنصر من عناصر الثقافة السعودية الراسخة في أعماق التاريخ. وحرصت القبائل في فترة ما قبل الإسلام على إقامة السباقات معبرة عن شموخها، ومستعرضة قواها، وقد زُجّ في السباقات بنوع من الإبل هو «الهجن» الذي ينخرط في تدريبات صارمة تحت يد «المضمّر» من تخصص في تدريب الإبل المقرر لها التباري، كما تتسم هذه الإبل بخصائص تجعلها مختلفة عن البقية، كرشاقة جسمها وخفة وزنها، وسرعة جريها، وشدة تحملها، إضافةً إلى كبر حجم الصدر، والأرجل الطويلة، وأيضاً تتصف بطول منطقة «الغارب» التي تبدأ من السنام، وتنتهي عند الرقبة. ولشدة بأسها حضرت «الهجن» في ميادين المعارك نظير تفوقها في السرعة على أقرانها، وتجشمها المسافات الشاقة، ولأجل ذلك أُعتمد عليها في رحلات القوافل التجارية، حتى أن المُلاك باتوا في وقتنا الحالي يكرّسون عنايتهم بالهجن، محافظين على سلالاتها كي تستمر مثالاً على الماضي؛ وركيزة ثقافية وحضارية في الحاضر والمستقبل من خلال استجلابها في المهرجانات، والفعاليات في المملكة. واستطاعت سباقات الهجن بشكلها العصري أن ترعى المورث ودلالاته وعاداته وتقاليده؛ وتصون وشيجته بالثقافة السعودية، ومن النماذج المثالية مهرجان الجنادرية الذي أولى اهتمامه بهذه الرياضة الرفيعة منذ بداياته في 1985م، ليكون محطة بارزة تعرض الثقافة الثرية. وتعكس سباقات الهجن أبعاداً تتجسّد في تعزيز الترابط الاجتماعي والاعتزاز بالهوية الوطنية، متيحة فرصةً للغوص في العناصر الثقافية الفائضة بالقيم النبيلة، وفي هذا السياق جاء «عام الإبل 2024» تكريساً لقيمة الإبل، ودورها المحوري في التاريخ الثقافي السعودي، الذي يحث أفراد المجتمع على التمعن في تفاصيلها الحافلة.

مشاركة :