فرقة الرياض.. كفاءة فنية وثقافة إبداعية

  • 1/21/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لمع اسم فرقة الرياض للفنون الأدائية خلال تتويجها بجائزة المسرح والفنون الأدائية ضمن مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» 2023 في دورتها الثالثة، والتي تنظمها وزارة الثقافة سنوياً لتحفيز المبدعين والمبدعات، وتنمية المساهمة السعودية في الثقافة والفنون تحقيقاً لرؤية السعودية 2030. فرقة الرياض للفنون الأدائية التي تأسست عام 2006م على يد الفنانان بدر بن جديد ودمشق اليامي، حضرت في العديد من المناسبات المحلية والدولية، من خلال تقديمها لمختلف الفنون الأدائية التي تمثل تراث وثقافة المملكة، والتي تقام للتعبير عن حالات يعيشها إنسان هذا المكان، من خلال تحركات وإيماءات جسدية، بمصاحبة إيقاعات موسيقية، فيما اختلفت المسوّغات التي أدت لابتكارها، ما بين بث الذعر في قلوب الأعداء قبيل المعركة، أو بهجة بالفوز بها، وفي أوقات تكون ترويحاً عن النفس وتحريراً لأحاسيس الفرح. ومن أبرز الفنون التي تقدمها الفرقة: العرضة، الخبيتي، السامري، العرضة الدوسرية، الخطوة الجنوبية، والينبعاوي، وذلك عبر نخبة من المؤديين المتميزين في الفنون الادائية، يرتدون الملابس والاكسسوارات الخاصة بكل فن. وخطفت الفرقة الأضواء خلال تقديمها لوصلاتها الفنية في مختلف المحافل، عبر تميزها بأداء فن «السامري» الذي يُنفذ من قبل مجموعتين متواجهتين يرددون أبياتاً شعرية ويتحركون سوياً باتساق أثناء ضرب الدفوف، إضافة لفن «الخبيتي» المنتشر في العديد من مناطق المملكة، ويقوم على الغناء، والرقص، والعــزف، ويرتدي مؤديه ثياباً فضفاضة تساعدهم في اللف والقفز والدوران، ومن أدواته الموسيقية السمسمية والدفوف. ولا يغيب فن «الخطوة» عن الحضور في مشاركات الفرقة، لكونه فناً يمتد تاريخه في منطقة عسير لألف عام، عندما بدأ كرقصة حرب وتمرحل إلى أن وصل لأسلوبه الحالي، والذي تتباين ألحانه العشرين بين السهول والجبال، بينما آلاته الموسيقية هي الزير، والبرميل، والزلفة، والمفراز، والتنكة. ويشير اسم هذا الفن إلى الخطوة المؤداة من المشاركين الذين يقدمون القدم اليسرى نحو الأمام على مسافة قصيرة، ثم يعيدونها بنفس المسافة. ودائماً ما يتفاعل الحضور مع فقرة الفن «الينبعاوي» الذي انبثق من مدينة ينبع الشاطئية، منسلاً من أمنيات البحارة وشقهم عباب البحر وإلقاء شباكهم فيه، يؤدي فيه المشاركون حركات متناغمة يحركون فيها أياديهم ويصفقون بانسجام، تُعزف به الكمنجة والسمسمية، وقد يعوض غياب الأخيرة آلة القانون. وفي الوقت الذي تقدم فيه فرق الفنون الأدائية جرعات ثقافية تمثل ما تزخر به المملكة من تنوع وثراء فني، تساهم مشاركاتها أيضا بدعم الاقتصاد الإبداعي، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه وزارة الثقافة ضمن مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية السعودية 2030م، إدراكًا منها بقدرة الثقافة والإبداع على الإسهام بشكل مباشر في التنمية المستدامة، حيث يُعنى الاقتصاد الإبداعي بالإسهام في الناتج المحلي للدولة، عبر تحويل الأفكار الإبداعية إلى سلع وخدمات ثقافية قابلة للنشر والعرض والاستهلاك، فيما يمكن للثقافة والفنون أن تفتح أبواباً لفرص العمل في الوظائف الإبداعية، وذلك بالتوازن مع النمو الاقتصادي الوطني في كافة المجالات الثقافية والسياحية، مما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية في كافة مدن ومناطق المملكة وتحويلها من أهم الوجهات السياحية العالمية. لعبت منصة «أبدع» التي أطلقتها وزارة الثقافة دوراً مهماً في تعزيز وحضور الفنون الأدائية والأنشطة الثقافية والأدبية والفنية، من خلال شراكتها مع القطاع الخاص، لتقديم الدعم والتمكين لكافة الموهوبين السعوديين والمقيمين، مثل الحصول على ترخيص إنتاج في قطاع المسرح والفنون الأدائية، ورخص تشغيل المسرح وفرق الفنون الأدائية وإقامة الفعاليات المتصلة بالمسرح والفنون الأدائية ورخص الممارسين ورخص التدريب في نفس المجال، وذلك بهدف خلق قطاع ثقافي منظم يتيح الفعاليات الثقافية بطريق سهلة وميسرة، وهو ما ساهم في بروز العديد من الفرق المتخصصة بأداء الفنون الشعبية الأصيلة، والاحتفاليات المنظمة ذات الكفاءة والجاذبية الاستثمارية، التي تنعكس على الناتج المحلي والاقتصاد الوطني.

مشاركة :