شهد مستشفى سليمان الحبيب ‎بالريان عملية ناجحة لاستئصال ( ورم كولسترولي cholesteatoma)نشأ بالأذن الوسطى وانتشر إلى عظيمات الأذن وحول عصب الوجه وقاع الجمجمة، وأنهى التدخل الطبي الذي جرى باستخدام تقنية الميكروسكوب الجراحي، وأحدث جهاز لمراقبة عصب الوجه، معاناة طفلة في التاسعة من العمر. وقال د. هشام توفيق استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة ورئيس الفريق الطبي المعالج، إن الطفلة ظلت تعاني من ثقب بطبلة الأذن اليمنى منذ نحو عام، وكذلك من عدة أعراض أبرزها، ألم والتهابات متكررة بالأذن المصابة، وإفرازات مختلطة بالصديد أو الدم، مع ضعف السمع وطنين، إضافة إلى الشعور بالدوار والغثيان وامتلاء الأذن، وأوضح أن الحالة خضعت لفحوصات طبية دقيقة حيث أظهر الميكروسكوب إصابتها بالتهاب مزمن بالأذن الوسطى، وتسبب عدم علاج الالتهاب في تكون الورم ، إضافة إلى أن صور الأشعة المقطعية للأذن وقاع الجمجمة كشفت انتشار الورم إلى عظمة النتوء الحلمي Mastoiditis‏ وهي جزء من العظم الصدغي بالجمجمة، ويقع خلف الأذن مباشرة، وأوضحت الصور أيضاً وصول الورم إلى محيط “عصب الوجه”، وكذلك العظم الفاصل بين الخلايا الخشائية وقاع الجمجمة. وخلص الفريق الطبي بعد دراسة الحالة على ضوء نتائج الفحوصات إلى ضرورة التدخل لاستئصال الورم، وبعد اتخاذ الترتيبات اللازمة أخضعت الطفلة لعملية دقيقة Modified Radical matoidectomy، وجرت عبر تقنية الميكروسكوب الجراحي مع استخدام أحدث جهاز لمراقبة عصب الوجه Facial Nerve monitor، واستمرت لمدة “150” دقيقة، وجرى فيها استئصال الورم بكامل امتداداته من حول عظيمات الأذن وعصب الوجه وقاع الجمجمة، كما تم ترقيع ثقب طبلة الأذن Tympanoplasty ، ومضت العملية بسلاسة وانتهت (ولله الحمد) بالنجاح التام، وتم الإطمئنان على سلامة عصب الوجه بعد الإفاقة، وتحويل المريضة إلى غرفة التنويم. واستطرد د.توفيق الحاصل على زمالة كلية الجراحين الملكية للأنف والأذن والحنجرة بايرلندا وزميل معهد هاوس لجراحات الأذن الدقيقة بلوس انجلوس قائلاً إن الحالة الصحية للمريضة تحسنت باضطراد مع الرعاية الطبية الحثيثة أثناء التنويم والمتابعة الطبية لأسابيع بعد العملية. ووصف العملية بالدقيقة مشدداً على أن نجاحها أنقذ الطفلة بفضل الله من المضاعفات الخطيرة كفقدان السمع وشلل عصب الوجه أو التهاب السحايا.