اليوم يضع المنتخب السعودي -بإذن الله- قدمه اليمنى في دور الـ16 من كأس آسيا 2023 المقامة في دوحة قطر، بعد أن ينجح في تجاوز منتخب قرغيزستان الفريق الأسهل في مجموعته، وبعد أن نجح في تجاوز المهمة الأصعب والأخطر والأحرج في دور المجموعات أمام المنتخب العماني الشقيق بهدفي غريب والبليهي، وهو الانتصار الذي كان يحتاجه منتخبنا كثيرًا لإسكات كثيرٍ من الأفواه المتربصة والأقلام التي تأبطت (نشرًا) استعدادًا لتعليق المشانق للأخضر ومدربه انتصارًا لأهوائهم وميولهم. على الأخضر اليوم عدم ترك أي فرصة لحدوث مفاجأة من منتخب قرغيزستان الذي وإن بدا سهلًا قياسًا على فارق الإمكانات، وقياسًا على ما أظهره في الجولة الأولى أمام المنتخب التايلندي؛ إلا أنَّه يظل قادرًا على إحداث المفاجأة إن سمح له لاعبو منتخبنا بذلك، وتراخوا واستهانوا بخصمهم الذي استطاع قبل شهرين أن يكسب المنتخب العماني في تصفيات كأس العالم، وتمكن قبلها بشهرين من الفوز وديًا بثلاثية على المنتخب الكويتي؛ ما يعني أنَّه قادرٌ على أن يحرج المنتخب السعودي ويؤجل تأهله إن أعطاه لاعبو الأخضر فرصة لذلك. الأمل بالله ثم بنجوم أخضرنا والمدرب القدير روبرتو مانشيني في تقديم ما يسعد ويشرِّف هذا الوطن العظيم في هذا المحفل القاري، والأمل بالعقلاء من الجماهير والإعلاميين -وهم كثيرٌ ولله الحمد- بأن يصطفوا مع الأخضر اليوم ويتناسوا كل الألوان الأخرى مؤقتًا، والفرحة التي ملأت البيوت والشوارع والمقاهي بعد هدف البليهي والانتصار على عمان تؤكد أنَّ جلَّ القلوب مع الأخضر، وأما الزَّبَد فيذهب جفاء، ولا عزاء لمن بذل جهده ووقته قبل البطولة لتفرقة الصفوف، ولا عزاء لكل إعلامي مفلس راح يفتش في دفاتره القديمة المهترئة، وظلَّ يقدم بضاعته الرديئة بحثًا عن إثارة رخيصة، وراح حتى قبل ساعات من مباراة عمان يستنطق ضيوفه ويستحث فريق إعداده للتحريض على المدرب وشيطنته. كل التوفيق لأخضرنا في بقية مشواره في هذه البطولة، وهو إن لم يكن اليوم في أفضل حالاته، وإن كانت ظنوننا به أقل من آمالنا، فسنظل خلفه بقلوبنا ودعواتنا، على أمل أن يحقق آمالنا، وأن يخيب ظنونا. قصف ** ياسر القحطاني لم يستفد من درس خيسوس، ولم يتعلم التفريق بين النقد الفني والهجوم الشخصي، وهو بحديثه عن مانشيني وما ذكره عنه من ألفاظ وأوصاف ينضم بجدارة لقائمة النجوم السابقين الذين تتمنى لو أنَّهم انشغلوا بعد كرة القدم بأي نشاطٍ آخر يسترون به فكرهم وثقافتهم. ** هناك متعصب، وهناك جاهل، وهناك من جمع هذه وتلك؛ كخبير قانون العمَّال الذي أراد أن يدافع عن لاعب فريقه المتخاذل فزعم أنَّ إجبار لاعب على المشاركة مع منتخب بلده ومعاقبته على امتناعه عن أداء هذا الواجب يدخل في نطاق (السُّخْرة) الممنوعة دوليًا. ** سيكون خيسوس محرجًا حين يواجه فريقه الهلال ميسي ورفاقه في كأس موسم الرياض بالحارس الثالث وبغياب 75% من خط دفاعه، وغياب 11 لاعبًا أساسيًا وبديلًا ما بين دولي ومحترف أجنبي، هي وإن كانت مباراة (ترفيهية) لكن الأمر يظلُّ مقلقًا ومزعجًا عند جماهيره التي تمنت أن يواجه فريقها إنتر ميامي في أول مباراة له على الملعب الجديد في ظروف أفضل.
مشاركة :