أكدت «فاينانشال تايمز» على أنَّ دبي، بتأثيراتها المتنوعة، تمثل الآن انعكاساً أكثر دقة للعالم مقارنة بدافوس. لأن دبي تستوعب حالياً تعقيدات العولمة بشكل أفضل، والتي قد لا تتماشى بالضرورة مع وجهات النظر والمصطلحات الغربية، وهي مؤشرات على العولمة التي تحدث بشروط مختلفة عن المرتبطة تقليدياً بالغرب. وذكرت «فاينانشال تايمز»، في مقال كتبه جانان غانيش المحرر البريطاني وكاتب العمود الصحفي في جريدة «فاينانشال تايمز»، أنه من الأفضل رؤية اتجاه العالم في دبي، وذلك من خلال أفكارها الإبداعية اللامحدودة ومطاراتها وأسواقها التي تجعل من السهل على الجميع معرفة سبب نبض العالم بالحياة. لافتاً إلى أن زيارتها تعد وسيلة تعليمية للقضايا والشؤون العالمية، أفضل مما كان متاحاً في «دافوس» خلال فترة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي. وأضاف المقال، أن دبي تستحق الزيارة حقاً؛ لأن المركز الاقتصادي للعالم يتحرك شرقاً الآن، ويجب رؤية ثمار تلك الثروة الجديدة من قرب، وتابع: «إذا كان أفراد دافوس من الأثرياء من البلدان الغنية أصلاً، فإن نظراءهم في دبي هم من أثرياء البلدان متوسطة الدخل». وإذا كان الهدف هو الحصول على فكرة عن الكيفية الذي تسير بها الأمور، فإن زيارة دبي من حين لآخر، كنوع من جس النبض، يعد أمراً ذكياً بلا شك. واختار جانان غانيش، أن يقضي هذا الأسبوع في دبي، بالتزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2024 بسويسرا، وكتب عن تجربته تلك، معنوناً مقاله بـ«رؤية العالم من دبي أفضل من رؤيته من دافوس». وافتتح غانيش مقاله «المغرمون بالأثاث الأبيض. والأطفال ذو الملابس المُصممة خصيصاً لهم. ومقيّمو الصالات الرياضية والفنادق على وسائل التواصل الاجتماعي، والأشخاص الذين يأكلون في مطعم نوبو الأكثر أناقة في العالم بشكل جاد، وقراء الكاتب البرازيلي باولو كويلو». وعقّب غانيش على الفقرة الافتتاحية الغامضة في مقاله «لن أدّعي أنني لم أرهم في رحلتي إلى الإمارة هذا الأسبوع؛ لكن يوجد علاقة قائمة على الإعجاب بدبي لدى الجمهور الذي تجتذبه الإمارة»، كما أكّد الكاتب البريطاني على أنَّ «رحلته كانت بمثابة تجربة تعليمية أفضل في الشؤون العالمية من تلك التي يتيحها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس خلال الفترة ذاتها». وشكك غانيش في إمكانية إيجاد عاصمة مركزية للعالم مرّة أخرى، فالتنوّع والانتشار أصبحا السمت الغالب عالميّاً؛ لكنّه أكد على أنّه يمكن رؤية إلى أين يتجه العالم من خلال دبي. وقال «في أماكن مثل دبي مول، يُلاحظ تنوُّع وثراء المتسوقين»، مسلطاً الضوء على كيف أن ثروة ورفاهية الأمم منذ عام 1945 لا يمكن تمييزها بسهولة بناءً على المظاهر. فلا يمكنك التخمين من خلال وجوه وأصوات المتسوقين أي الدول أفضل حالاً منذ عام 1945، وما إذا كانت أوروبا أفضل حالاً من الهند. لقد سمعت أمريكية مرتين خلال الأسبوع نفسه تقول على دبي مول «هذا المكان مدهش»، ولقد قالت هذا ليس عن غياب بصيرة. ويرى غانيش في مقاله أنَّ النظام العالمي الذي كان مهيمناً ذات يوم آخذ في التدهور؛ لكن في المقابل فإنَّ دبي دليل دامغ على صحّة هذه المخاوف من تراجع النفوذ الغربي، حتى لو بشكل جزئي، مشيراً إلى تحوُّل المركز الاقتصادي للعالم نحو الشرق، مؤكداً أهمية مشاهدة تأثير هذا التحوُّل بشكل مباشر عبر زيارة دبي. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :