المسلســـــلات المدبلجــــة!

  • 4/1/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غالبا ما يستخدم مصطلح الدبلجة التي يعود فيه أصلها للكلمة الفرنسية من كلمة دوبلاج - عند القيام بتركيب أداء صوتي بديل للنص الأصلي بلغة أخرى لإنتاجات تلفزيونية كالمسلسلات والأفلام والأفلام الوثائقية، حيث تتم الدبلجة في استديو مع وسائل متنوعة لعرض المادة المصورة التي يقوم فيها ممثلون مختارون لتأدية أصوات الشخصيات المصورة في الفيلم بأداء تمثيلي مطابق للصورة، وتراعي فيه حركات الشفاه في وقت الكلمات بعد أن شرعت الكثير من محطات التلفزة بدبلجة الأفلام ومسلسلات الأطفال باللغة العربية الفصحى، لما لها من الأثر الإيجابي الكبير في ثقافة الطفل العربي في خضم تطور وغزارة الإنتاج الهيلوودي للأفلام، وما تبعه من اهتمام منقطع النظير من قبل المشاهد العربي من ناحية، وما تنتجه من شركات الإنتاج العربية إلى الترجمة اللإحترافية من ناحية أخرى دونما المساس بالمادة المدبلجة التي تكتفي بالترجمة، أو التي تستخدم صوتا واحدا أو صوتين لتأدية أصوات الممثلين من سير مؤثرات الفيلم وأصوات الممثلين الأصليين، والإستعانة بطاقم كامل خاص لدبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، من أجل اختراق حاجز إعاقة اللغة لفهم مشاعر الفيلم، ومراعاة التفاصيل التي تعطي المتفرج فرصة للانفعال مع الأحداث الغريبة عن البيئة الأصلية. في الآونة الأخيرة، أوضحت العديد من الدراسات العلمية وسائل الإعلام وتأثيرها على القيمة التربوية والخلقية في المجتمع المعاصر، حتى كادت معظم قيم الشباب أقرب إلى القيم المعروضة في المسلسلات والأفلام التلفزيونية المدبلجة التي تظهر في سلوكهم اليومي واتجاهاتهم وتوجهاتهم بعد أن تربع التلفزيون مكانه داخل الأسرة وتنشئتها الإجتماعية، على اعتبار أن هذه النماذج من المنتجات مصنوعة في بلدان مختلفة في تركيبتها الإجتماعية والثقافية بعيدا عن التركيبة الإجتماعية والثقافية لبلداننا العربية المحافظة بما تتضمنه من انحلال خلقي في بعض مشاهدها، ناهيك عن مقاطع العنف والجريمة التي يتأثر بها الشباب من الجنسين، وضعف الروابط الأسرية والإجتماعية الواضح في مشاهد الدراما البوليسية والرصاص والضرب والعراك العنيف والتشابك بالأيدي والخنق وتقييد اليدين والسرقة والنشل والإعدام بالمقصلة وغيرها. تسلسل المسلسلات Doublage Series عقول المتتبعين لها - ولا سيما المراهقين والشباب - فكريا وسلوكيا وقيميا وشخصيا ونفسيا، لتلج عقر الديار وتعشش تفاصيلها في عقول البنات والبنين من الشباب عبر ما يقوم بتمثيله مجاميع الممثلين غير العرب وبغير اللغة العربية، ليأتي من يترجم كلامهم صوتيا حتى يخيل للمشاهد أن الممثل الأصلي هو من يتحدث، وتكون ترجمته حرفيا بإدراج العبارة المناسبة للحديث مكتوبة في شريط متحرك أسفل الشاشة، حيث يروج منها التركي والمكسيكي والهندي والكوري والأمريكي، ويسود فيها استخدام اللهجات الشامية. المصدر: د. جاسم المحاري:*  jasim.almahari@alayam.com

مشاركة :