عدن الخليج: قال وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، إن أكبر كارثة حدثت في اليمن هي الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، الذي تسبب في تدهور حالة حقوق الإنسان منذ اجتياح العاصمة صنعاء وباقي المدن منذ عام 2014، وخلقت نوعاً من الفوضى التي لا يمكن وصفها. وأضاف الأصبحي في مؤتمر صحفي عقده، أمس، بمبنى السفارة اليمنية في الرياض إن الميليشيا ومنذ انقلابها على الشرعية الدستورية بطريقة همجية، حملت معها الغلو والحقد على اليمن، وتم الاستيلاء على المؤسسات العسكرية، والحصار للمسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء الحكومة إضافة إلى الناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، فضلاً عن انتهاك الحقوق الاقتصادية، ونهب المرتبات للموظفين، التي تعد من أخطر الانتهاكات. وأكد الأصبحي، أن محافظة صعدة عانت ولا زالت من اضطهاد مزدوج من قبل الميليشيا، وأن سكان المحافظة هم أكثر من يعانون من الانتهاكات الحوثية، حيث عملت الحركة المتمردة على تهجيرهم وفجرت منازلهم، وقامت تشريدهم من قراهم، كما قامت بتفجير دور العبادة، وارتكبت جرائم وحشية بحق المدنيين، التي كان آخرها تفجير أحد السجون، حيث أسفر التفجير عن مقتل 19 شخصاً. وأشار إلى أن الميليشيا ارتكبت سلسلة من الجرائم الممنهجة ضد المدنيين في تعز وعدن والضالع ولحج وأبين ومأرب، ومارست قصفاً عشوائياً على الأحياء السكنية، التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء. ولفت وزير حقوق الإنسان إلى أهمية ما قامت به قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لوقف حالة الانتهاكات الممنهجة التي عانى منها اليمن.. مشيراً إلى أنه لو لم تكن هناك وقفة عربية حقيقية، لكانت الميليشيا ارتكبت انتهاكات أكثر بشاعة بحق المدنيين. وقال عمل التحالف على وقف حالة التدهور الإنساني، ووقف المشاريع التي تدخل المنطقة في حالة من الفوضى الممنهجة على المستوى الإقليمي، مما يهدد السلم الدولي. وأكد الأصبحي أن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، التي رصدها ووثقها التحالف اليمني، بلغت 66 ألفاً و277 حالة، منذ الأول من ديسمبر 2014 وحتى نهاية ديسمبر الماضي، وشملت 17 محافظة من أصل 22 محافظة تواجدت فيها فرق الرصد التابعة لتحالف المجتمع اليمني. وأشار إلى أن التحالف رصد خلال تلك الفترة مقتل 8 آلاف و202 من المدنيين، بينهم 508 من الأطفال و470 امرأة، إضافة إلى إصابة 19 ألفاً و882 مدنياً، بينهم ألفان و296 طفلاً وألف و927 امرأة، فيما احتجزت تعسفياً 8 آلاف و458 شخصاً كما لفت إلى أن شريحة السياسيين كانت هي الفئة الأكثر احتجازاً، حيث وصل عدد الذين احتجزتهم سياسياً إلى 4 آلاف و649 شخصاً، أما الذين احتجزتهم من الإعلاميين فقد بلغ نحو 191 إعلامياً إضافة إلى ألفين و188 ناشطاً وألف و421 آخرين، و159 طفلاً و10 نساء. من جانبه أشار رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي بن علي اليامي، أن اللجنة في زيارتها لليمن اعتمدت على أربع منطلقات، تمثلت في حماية حق الشعب اليمني في تقرير مصيره وهو الحق الذي كفله الميثاق العربي لحقوق الإنسان، والحق في العيش بحرية وكرامة تحت ظل السيادة الوطنية والوحدة الوطنية، والاطلاع الميداني على أوضاع حقوق الإنسان عبر رصد وتوثيق الانتهاكات الجسيمة، تلبية للدعوة التي تلقتها اللجنة من الحكومة اليمنية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان باعتبار اليمن طرفاً في الميثاق العربي لحقوق الإنسان. واستعرض عضو اللجنة محمد الضاحي، الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون اليمنيون في جيبوتي، مشيداً بدور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في دعمه لهؤلاء اللاجئين. وأكد عضو فريق اللجنة العربية لحقوق الإنسان معتز بالله عثمان، أن دور اللجنة يصب في قضية انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مشيراً إلى أن زيارة الفريق إلى عدن عملت على محاور عدة من أجل الوصول إلى الحقائق من خلال لقائها مع المصابين والجرحى والضحايا، الذين تعرضوا للانتهاكات، والمعاينة الميدانية على طبيعة المنشآت المدنية والجسور والطرق والمطار والمستشفيات والمدارس، وكذا اللقاءات مع المسؤولين والإدارة المحلية في المحافظة وإدارة التربية والتعليم، والصحة والنقل، واستمعت لشهادات المنظمات الحقوقية المستقلة. ووصف معتز بالله الوضع في عدن بالمأساوي نظراً لحجم الدمار الهائل الذي خلفته ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من دمار وخراب في البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
مشاركة :