أقرت المعارضة الجزائرية بفشلها في حشد الدعم الشعبي لما طرحته خلال عامين من النشاط المشترك لتحقيق الانتقال الديمقراطي. وأكد المشاركون في المؤتمر الصحفي لأحزاب وشخصيات المعارضة، الذي عقد ببلدة زرالدة (30 كلم غرب العاصمة)، أن النظام لم يتجاوب مع مطالبها واقتراحاتها، وأن المجتمع عموماً ظل بعيداً عن الاهتمامات السياسية المطروحة. وحضر المؤتمر رؤساء أكثر من ثلاثين حزباً وشخصيات سياسية وتاريخية عديدة. وترأس أعمال المؤتمر وزير الإعلام الأسبق عبد العزيز رحابي، وهو من أشد المعارضين للنظام. وأجمع المشاركون في كلماتهم على أن الطرق التي استخدمتها تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي غير ناجعة، ولم تعط نتائج في الميدان حتى الآن. ودعا كثيرون إلى تبني طرق مبتكرة في التواصل مع الجماهير وحشد دعمها للضغط على النظام حتى يقوم بخطوات إصلاح حقيقية. وفي موازاة مؤتمر المعارضة عقدت أحزاب الموالاة مهرجاناً كبيراً في القاعة البيضاوية التي كان يفترض أن تجتمع بها المعارضة، وأعلن المشاركون فيه مساندتهم المطلقة لكل الخطوات التي يقررها الرئيس عبد العزيز بو تفليقة. وحضر المهرجان عدد كبير من نواب البرلمان والوزراء والولاة ورؤساء مجالس البلديات والولايات ومديرو المؤسسات الكبرى فضلاً عن قيادات الأحزاب والمنظمات الاجتماعية والثقافية والنقابية، التي تدور في فلكها. وترأس المهرجان عمار سعداني الأمين العام لجبهة التحرير. وأعلن سعداني عن مبادرة بناء الجدار الوطني لتحصين البلاد من المخاطر. واتهمت المعارضة الموالاة بتنظيم المهرجان في نفس وقت المؤتمر، للتشويش على عملها. فيما اتهمت الموالاة المعارضة بالسير في اتجاه يهدد سلامة وأمن البلاد. لكن الطرفين اتفقا على أهمية تقوية الجبهة الداخلية، والسلم الاجتماعي والالتفاف حول الجيش، الذي يقف على جبهات يواجه تداعيات المحيط الملتهب.
مشاركة :