أكد مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن البيانات التي ستصدر في الفترة المقبلة هي التي ستوجه قرارهم بشأن موعد خفض أسعار الفائدة. وأوضحوا أنهم لم يروا أدلة كافية حتى الآن لبدء التيسير النقدي. وتراجعت احتمالات خفض سعر الفائدة في مارس بشدة في الأيام الأخيرة، إذ انخفضت إلى أقل من 50 %. وعارض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، توقعات السوق بتخفيضات وشيكة وعميقة في أسعار الفائدة خلال العام الجاري. وكانت توقعات صناع السياسات الفصلية اعتباراً من ديسمبر تشير ضمناً إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في 2024، أو تخفيضات بنحو 75 نقطة أساس. ويعتمد الكثير على ما تظهره بيانات التضخم خلال الأسابيع المقبلة. ويشمل ذلك الأسبوع الجاري، عندما تصدر مقاييس التضخم المفضلة لدى الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر. وقالت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو،على «فوكس بيزنس»: «على الرغم من أنني أعتقد أنه من المناسب بالنسبة إلينا أن نتطلع إلى الأمام ونتساءل متى ستكون تعديلات السياسة النقدية ضرورية حتى لا نضغط على الاقتصاد، فإنه من السابق لأوانه حقاً الاعتقاد بأن هذا الأمر قاب قوسين أو أدنى». وأضافت دالي: «هل أجد أدلةً متسقةً على أن التضخم آخذ في الانخفاض، أو هل أجد أي علامات مبكرة على أن سوق العمل بدأت تتعثر؟ لا شيء من هذه الأمور يدفعني حالياً إلى الاعتقاد بأن التعديل ضروري». وعلى الرغم من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، منفتح على تغيير توقعاته، فإنه لا يزال يتوقع عدم الإقدام على التخفيض الأول لسعر الفائدة قبل الربع الثالث. وقال بوستيك في مقابلة مع «فوكس بيزنس»: «سأكون منفتحاً على تغيير ذلك التوقع، ووجهة نظري إزاء الموعد الذي نحتاج فيه إلى البدء في خفض أسعار الفائدة». لكنه أضاف أنه يريد «التأكد من أننا في طريقنا إلى (معدل تضخم) 2 % قبل أن نتخلى عن موقفنا التقييدي». وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»: «إذا واصلنا تحقيق تقدم مفاجئ أسرع مما كان متوقعاً بشأن التضخم، فعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار عند تحديد مستوى التقييد». وأضاف أنه مع انخفاض التضخم «فمن الواضح أننا نعكف على بتقييم الاستجابة». وفي حين لم يعلق غولسبي مباشرة على توقيت خفض البنك المركزي سعر الفائدة للمرة الأولى بعد حملة الرفع القوية، فقد أشار إلى أنه إذا هدأت ضغوط الأسعار بشكل أسرع من المتوقع، يمكن حينها لواضعي السياسات خفض تكاليف الاقتراض لضمان عدم استمرار أسعار الفائدة الحقيقية -المعدلة حسب التضخم- في الارتفاع. وقال غولسبي: «الأمر يتعلق بشكل أساسي بالبيانات، وما سيمكننا من أن نكون أقل تقييداً هو إذا كان لدينا دليل واضح على أننا في طريقنا للوصول إلى هدف 2 %». وتحدث صناع السياسة النقدية قبل ساعات فقط من فترة «الصمت» التي يفرضها الفيدرالي تقليدياً على مسؤوليه قبيل اجتماعاته. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى عندما يجتمع يومي 30 و31 يناير الجاري. أكبر خسارة سجل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 2023 أكبر خسارة تشغيلية في تاريخه الممتد 110 سنوات، ولم يتمكن بالتالي من إعادة أي شيء تقريباً إلى الخزانة، كما يجب أن يفعل عندما يحقق أرباحاً. وبلغت الخسارة 114.3 مليار دولار في 2023، حسب تقديرات أولية لحسابات العام الماضي لهذه المؤسسة التي تقوم بمهام البنك المركزي، وفي 2022 حقق ربحاً قدره 58.8 مليار دولار. ودفع الاحتياطي الفيدرالي بذلك 281.1 مليار دولار كفوائد في 2023، بزيادة قدرها 178.7 مليار دولار عن العام السابق. وتراجع أحد مصادر دخل الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي، وهو الفوائد التي يحصل عليها من السندات والأسهم التي يحتفظ بها. ومع تدهور مردود محفظته، لم يتلق سوى 163.8 مليار دولار من الفوائد في 2023، أي أقل بمقدار 6.2 مليارات دولار من العام السابق. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :