يشهد «مهرجان الحصن» في دورته الحالية، التي تقام في منطقة الحصن التاريخية بقلب أبوظبي حتى 28 الجاري، استحداث أقسام جديدة، تثري ما يقدمه المهرجان لزواره من تجارب تراثية تحتفي بتقاليد المجتمع الإماراتي، وعاداته الأصيلة، وتنقلها إلى الأجيال الحديثة، ومنها: ساحة الصناع بمنطقة الحرف، وهي مساحة تحمل هذا العام عنوان البيت الإماراتي، وتسعى للتعريف بملامح من الحياة اليومية في البيوت الإماراتية قديماً، وعرض أبرز العناصر التي شكلت عناصر أساسية في المنازل، وكانت جزءاً من نمط الحياة وأسلوب المعيشة. وتشمل الساحة فعاليات مختلفة، منها «معرض التحف» الذي يجمع مقتني التحف القديمة، إذ يعرضون أنواعاً مختلفة من المقتنيات التي تسرد قصصاً عن الحياة في الإمارات وتطورها عبر السنوات. أركان متعددة يضم «معرض التحف» مجموعة من الأركان، يسلّط كل واحد منها الضوء على عنصر من عناصر البيوت الإماراتية، ومراحل تطوره، منها الركن الخاص بدلال القهوة، تقديراً لمكانتها في التاريخ العربي والتراث الإماراتي كرمز للكرم وحسن الضيافة والحفاوة والتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تحث على الحفاوة بالضيف، إذ يعرض الباحث في الموروث الشعبي لدولة الإمارات عبداللطيف الصيعري، مجموعة من الدلال من مقتنياته، موضحاً لـ«الإمارات اليوم» أن الجناح يضم 37 قطعة، كل واحدة منها لها تاريخها وقيمتها المادية والمعنوية، إذ تتنوع الدلال بين فلاحية إماراتية وبحرينية وقريشية حساوية وقريشية عُمانية ونزوانية، ودلال بغدادية وحمصية ودلال رسلان التي استخدمت في الإمارات وشبة الجزيرة أيضاً. وأضاف أن هناك قطعاً مميزة بين المعروضات من أبرزها: دلة مميزة تحمل شعار نادي أبوظبي قديماً (أصبح نادي الوحدة اليوم) وتعود إلى عام 1974، ودلة أخرى من الفضة مؤرخة نُقش عليها اسم الصائغ الذي قام بصناعتها، واسمه صديق يوسف الصايغ عام 1354 هجرية (1935 ميلادية)، كما يضم الجناح لوحة لتعريف الجمهور إلى أجزاء الدلة الفلاحية الإماراتية التي عُرفت كذلك بدلة الكرامة. وأشار الصيعري إلى أن الدافع وراء هواية جمع المقتنيات التراثية هو حبه للتراث، ووفاء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتنفيذاً لوصيته بالمحافظة على التراث والتمسك به، ونقله إلى الأجيال المقبلة. وأكمل «المشاركة في (مهرجان الحصن) تهدف إلى تعريف الجمهور، خصوصاً من الجيل الجديد، بهذا الجزء المهم من التراث العربي والإماراتي، وما يرتبط به من تاريخ عريق من الكرم والعادات والتقاليد الأصيلة». أجهزة صوتية ويختص جناح الباحث في التراث الإماراتي حسن بوصابر، بعرض الأجهزة المرتبطة بالصوتيات بداية من الفونوغراف والأسطوانات الخاصة بها، مروراً بأجهزة الراديو بمختلف أنواعها وأحجامها ومراحل تطورها، وصولاً إلى أجهزة التسجيل الصوتي، والكاسيت. وقال بوصابر: إن هذه مشاركته الأولى في «مهرجان الحصن»، ويضم جناحه مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأجهزة المرتبطة بالسمعيات، على مر تاريخها حتى الآن، مع التركيز على الأجهزة التي استخدمت في الإمارات. وأشار إلى أن أقدم قطعة معروضة هي فونغراف أديسون، وهو من أوائل الأجهزة التي اخترعت في هذا المجال، وعمره يزيد على 130 عاماً، وكذلك جهاز تسجيل الأسطوانات الخاصة به، لافتاً إلى أن الأجهزة المعروضة بعضها كان شائعاً ومألوفاً لدى أفراد المجتمع وكان يتوافر في معظم البيوت، وبعضها كان نادراً ما يوجد لدى الطبقة الغنية. عملات تؤرخ للدولة ويعرض جامع المقتنيات والباحث أحمد الحساوي، والذي ألف كتباً عدة حول العملات التذكارية، والحائز جوائز في معارض محلية وعالمية، جانباً من مجموعة مقتنياته التي تعكس تاريخ الإمارات من منظور العملات والطوابع البريدية. وتنقسم المجموعة إلى فترات زمنية من أبرزها مرحلة مجلس النقد من 1973 إلى 1982، وتؤرخ لفترة قيام دولة الاتحاد وإنشاء مجلس النقد، حيث تم إصدار أول عملة تحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان ذلك تحديداً في 19 مايو 1973، إذ تم إصدار جميع المسكوكات المعدنية والأوراق النقدية بذلك التاريخ باستثناء فئة الـ1000 درهم الورقية التي طرحت للتداول في فترة لاحقة، وذلك في يناير عام 1976. كما يسلط الجناح الضوء على مرحلة المصرف المركزي التي شهدت إنشاء مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ليحل محل مجلس النقد، وكان لابد من طرح عملة ورقية جديدة للتداول صادرة عن المصرف المركزي، وتم ذلك على ثلاث مراحل: الأولى مشروع العملة الوطنية في الفترة من 1982 إلى 1993، والثانية في الفترة من 1993 إلى 2022، والمرحلة الثالثة من 2021 إلى 2023. بينما يعرض جامع التحف عبدالله المر الكعبي، في مهرجان الحصن، مجموعة من الزمزميات التي تشير إلى تغير مجتمعي أساسي في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وكانت تصميمات هذه القطع أساسية في حياة عائلات مجتمع الإمارات في تلك الفترة، حيث دخلت الزمزميات إلى منطقة الخليج في نهايات الخمسينات وبداية الستينات عن طريق الحج وتبادل السلع والمنتجات، وكانت تأتي بشكل رئيس من الصين واليابان، ولقيت رواجاً عند أهل المنطقة لسهولة حملها وكفاءتها في حفظ المشروبات أثناء التنقل والسفر، تميزت بجاذبية تصاميمها التي تضمنت رسوم ونقوش الزهور والورود والكائنات البحرية والطيور والكاروهات التي أسماها أهل المنطقة «أم وزار». كذلك يضم الجناح أنواعاً من الفناجين ذات الأشكال والأحجام المختلفة، حيث كان الحجم الصغير يتواجد في مجلس النساء، والحجم الوسط والكبير في مجالس الرجال. كذلك طاسة الغسول التي تستخدم لغسل الفناجين، والشت، وهي قطعة مخصصة لحفظ الفناجين خلال الأسفار قديماً ولاتزال مستخدمة حتى وقتنا هذا. • 37 قطعة، كل منها له تاريخ وقيمته المادية والمعنوية في جناح الصيعري. • فعاليات «مهرجان الحصن» الذي ينظم في منطقة الحصن التاريخية بقلب أبوظبي تستمر حتى 28 الجاري. كاميرات من الماضي يعرض جامع المقتنيات عبدالرحمن الحاج، في الجناح الخاص به مجموعة كبيرة من كاميرات التصوير من فترات زمنية مختلفة، وأجهزة الهاتف القديمة والتي كانت تستخدم في المنازل وأماكن العمل في الإمارات قبل ظهور الهاتف المحمول، وهي جزء من مقتنيات الحاج التي يعرضها في متحفه الخاص في منزله بمنطقة مليحة بالشارقة، وتضم عدداً كبيراً من الأدوات المنزلية ولوحات أرقام السيارات القديمة والإلكترونيات وأجهزة الهواتف بأنواعها. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :