شاءَ القدر، أن يمعن اثنان من هواة الفلك، تفصل بينهما تقريباً قارة بكاملها، للسماء في الوقت ذاته، وتحديداً يوم 17 مارس 2016، ليشهدا لحظة ارتطام كويكب أو مذنب بكوكب المشتري، على ما يبدو، والتقط أحد ذينك الهواة، والذي يقطن في النمسا، مشهداً مصوراً للكويكب النادر، على بعد نحو 600 مليون ميل، ونشره على شبكة الإنترنت. فضلاً عن أن الهاوي الآخر الذي يعيش في إيرلندا، عمد لتوثيق تلك اللحظة بمقطع فيديو. مشاهدة نادرة وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن النمساوي غيريت كيرنبايور، من مدينة مويدلينغ، نشر الفيديو على موقع ريديت أخيراً، مقتنصاً تلك المشاهدة التي أقل ما يقال عنها إنها نادرة، عبر تلسكوبه الخاص، وآلة تصوير. ويظهر المشهد الذي يستمر لأكثر من 30 ثانية، جسماً مضيئاً من الجانب الأيمن من الفيديو. ومنطلقاً بسرعة كافية، وهو ارتطم بكوكب المشتري، مفضياً توهجاً كبيراً من الضوء، بالكاد يمكن ملاحظتها. وفي حين لا أحد يعرف ماهية ذلك الجرم الفضائي، تكهن غيريت أنه كويكب أو مذنب دخل الغلاف الجوي للمشتري، ليحترق وينفجر بسرعة بالغة. مرشح أشعة وفي الوقت ذاته، أي في تمام الثامنة و45 دقيقة بالتوقيت العالمي، وتحديداً في بلدة سوردز الإيرلندية، لمح جون مكيون، الأمر ذاته. فالتقط مقطع الفيديو الثاني. علماً بأن مكيون استخدم تلسكوباً، وكاميرا، ومرشحاً للأشعة تحت الحمراء. والأمر اللافت للنظر يومها، ملاحظة المتابعين على شبكة الإنترنت، أن الصدفة قد جمعت الشخصين ليرقبا الحدث معاً. ويفسر خبراء، أنه نظراً لجاذبية كوكب المشتري، فإن اصطدام كويكب من ذلك النوع به، يرجح أن سرعته الموجهة تقدر بنحو خمسة أضعاف سرعة ارتطامه بالأرض، على سبيل المثال. كما أن الطاقة المنبعثة كتأثير للارتطام، تزيد بنحو 25 مرة، وهو ما يفسر قدرة الناس في الأرض على رؤية تلك اللحظة النادرة، على الرغم من صغر حجم الجرم المندفع بعنف. وفي حين أن مشاهدتنا لمثل ذلك الحدث قد لا يكون أمراً شائعاً، إلا أن كوكب المشتري، يتعرض في الواقع لزخم من الكويكبات أو المذنبات في كثير من الأحيان، وهي تسبب تأثيرات كبيرة كفاية لرؤيتها من الأرض، وذلك مرة واحدة في السنة، على أقل تقدير.
مشاركة :