بعد أزمة الفيروسات التاجية المتنوعة، حذّر علماء من أن البشرية تواجه تهديداً وبائياً جديداً وغريباً بسبب بعض الفيروسات القديمة المتجمّدة في التربة الجليدية في القطب الشمالي والتي يمكن أن تستفيق ذات يوم بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتتسبّب في تفشي مرض كبير. وأكد تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطاتية أمس الأحد، أنه تم بالفعل عزل سلالات من ميكروبات الميثوسيلا، وهي تُعرف بفيروسات الزومبي، من جانب الباحثين الذين أثاروا مخاوف من احتمال حدوث حالة طوارئ طبية عالمية جديدة، ليس بسبب مرض جديد، ولكن بسبب مرض من الماضي البعيد. ونتيجة لذلك، بدأ العلماء في التخطيط لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي، من شأنها أن تحدّد الحالات المبكرة لمرض تسبّبه الكائنات الحية الدقيقة القديمة. بالإضافة إلى ذلك، سيتوافر الحجر الصحي والعلاج الطبي المتخصّص للأشخاص المصابين، في محاولة لاحتواء تفشي المرض، ومنع المصابين من مغادرة المنطقة. وفي هذا الإطار، أوضح عالِم الوراثة، جان ميشيل كلافيري، من جامعة "إيكس مرسيليا" في فرنسا أن "في الوقت الحالي، تركز تحليلات التهديدات الوبائية على الأمراض التي قد تظهر في المناطق الجنوبية ثم تنتشر شمالاً". وأضاف: "على النقيض من ذلك، لم يهتم أحد بالأمراض التي تظهر شمالاً ثم تنتقل الى الجنوب، وأعتقد أن هذا خطأ غير مقصود. هناك فيروسات لديها القدرة على إصابة البشر وبالتالي نشر مرض جديد". وقد أيّدت هذه النقطة عالِمة الفيروسات ماريون كوبمانز من مركز "إيراسموس" الطبي في روتردام، حيث قالت: "لا نعرف ما هي الفيروسات الموجودة في التربة الجليدية، ولكن أعتقد أن هناك خطراً حقيقياً من احتمال وجود فيروس قادر على التسبّب في تفشي المرض. على سبيل المثال، شكل قديم من شلل الأطفال. علينا أن نفترض أن شيئاً من هذا القبيل يمكن أن يحدث".
مشاركة :