تليفون خربان

  • 7/18/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تذكرون حين كنّا صغاراً تلك اللُّعبة التي نلتفّ حولها على هيئة دائرة، الأول يهمسُ في أذن الثاني جملة، والثاني ينقلها همساً لمن بعده ومَن بعده يُوشوشها لمن بعده حتى تصل « الجملة « إلى آخر أُذن فينطقها الأخير بصوتٍ مسموع، ليفاجأ صاحب الجملة بأنه لم يقلها هكذا، وكل شخص يتّهم الذي سمعه ! *** عفواً ما كانت لُعبة، بل كانت حياةً بأيدينا، ونحن مَن شَكَّلناها للقادمِ لِــ تلعبَ بنا ! *** مِن هذا المُفتَتَح: كبُرنا، فَعلّمتنا الحياة ماذا نسمع ؟ وممن نسمع ؟ وكيف نسمع ؟ ومتى نسمع ؟! لكن البعض الآخر أصرَّ على أن يبقى طاعناً في حُمقِهِ و نقلهِ و لنقل:»عقلهِ« ! *** بعض الألعاب لاتزالُ وديعةً في عُنُقِ حاضرنا ! *** حينَ تُشاع الكلمات .. يبحثُ الجوعَى عن آخر ما تبقَّى للاقتناء، وماذا بعد ؟!! *** تنمو في رحمِ الحياةِ « جُمَلٌ أخرى« ولكن مازال الآخرون يقتلون الضاد بحجّة الــمعــ(ــظـ)ــلة !! كيف ذاكَ يا حنظلة ؟! *** حسناً لَم يَعُد في وُسعِ «الطفولةِ» أن تكبُر، فقد كبُرَت قبل أوانها .. ولم يعُد في وُسعِ «الكلام» أن يُلملِمَ الضباب .. ولم يعد في وُسعِ «الأرقامِ» أن تكذب .. ولم يعد في وُسع «السامع» أن يُبالِي ! وأخشى ألاَّ يعُد في وُسع المقالِ: سببٌ آخر . *** سبب آخر: 1 نحن نتشابهُ في الأخبار، لِمَ لا ؟! ألسنا نقرأ نفس الصحف ؟! 2 مِن الصَّبْيَنَة: أن تُشَدَّ البشرة، و تُترَك الألسِنَـة ممدودة؟! 3 في بعض الأحيان يكون الهامشُ أبلغُ من المتن، لا بأس أبدأ من الأخير.

مشاركة :