حضرت الهوية الثقافية المغربية في أولى ورش مهرجان "قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية" في نسخته الثالثة، ضمن برنامجه الثقافي في نادي أبها الأدبي، وذلك من خلال ورشة حول "العيطة الجبلية وفنون الفرجة"، تلك الفنون التقليدية التراثية الشجية، التي تمثل لوحة تشكيلية تجريدية بديعة مصبوغة بألوان الشروق والأمل، تحكي جمال طبيعة الجبل، وتسحر المتخيل، وتجعل المتأمل فيها لا يمل. وتحدث الباحث المغربي الدكتور الحبيب ناصري خلال الورشة، عن الموروثات التقليدية المغربية، التي تمثل هوية الإنسان المغربي، وتمثل الجزء الأوفر من مكونه التراثي، والثقافي، والفني، والفكري، ومنها "الفرجة التقليدية المغربية"، باعتبارها شكلاً من أشكال التراث غير المادي في المغرب، والتي تقوم على طقوسٍ كلاميةٍ تتصل بالحياة اليومية، وتُسهم في مدّ جسور التواصل بين الناس، وارتباطها بالمناسبات والمراسيم، وأشكال العلاقة مع الطبيعة، والتي تشكل ضربًا من المعرفة المنظمة وفق قواعد روحية وجمالية وخطابية. وتناول د. ناصري في حديثه "العيطة" التي تندرج ضمن الفنون التراثية والأغاني التقليدية المغربية، تلك التي تُغنى، ومازال يتغنى بها الجمهور؛ وتعتبر تراثاً موسيقياً وغنائياً، وتعبيراً ثقافياً، وشعراً شفوياً، كما تعد أحد التعبيرات التمثيلية الفرجوية المغربية، والتي يؤديها صناع الفرجة والفرح في الثقافة المغربية بشكل عام، والثقافة التقليدية بشكل خاص؛ ويطلق عليه غناء البدو، وتعد فنًّا رعويًا أصيلاً، من أعرق الفنون الغنائية التقليدية؛ لما تمثله من فن أصيل ضارب في جذور التراث والثقافة المغربيين. وتأتي هذه الورشة ضمن البرنامج الثقافي الذي يقدمه مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في نادي أبها الأدبي؛ للتعريف بعراقةِ الفنون الأدائية الجبلية محليًا ودوليًا، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفِه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
مشاركة :