تزايدت حالة الانقسام السياسي داخل الاحتلال الإسرائيلي، وتحولت شوارع تل أبيب إلى فوضى واحتجاجات يومية وصلت إلى أمام مقر الحكومة ووزارة الدفاع، مطالبين بسرعة إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وعدم القدرة على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وقال أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس الدكتور محمد عبود إن عملية «طوفان الأقصى» أحدثت شرخاً كبيراً داخل دولة الاحتلال، وهو أمر لم تعتد عليه من قبل، وأدت تلك العملية لأول مرة لتوحد الإسرائيليين المطالبين برحيل نتنياهو من الحكم، عبر المظاهرات الحاشدة والمستمرة حتى اليوم، بل وحمّلته مسؤولية الإخفاق في عدم حسم الصراع بقطاع غزة، وعدم القدرة على عودة المخطوفين. وأكد عبود أن تلك المظاهرات الاحتجاجية تمثل ضغطاً على الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، لإيجاد حلول لعودة الأسرى، حتى ولو كان ثمن ذلك هو إيقاف الحرب، مشيراً إلى أن المتظاهرين ضد قوانين التعديلات القضائية انضموا إلى المطالبين برحيل نتنياهو. ولفت إلى أن الخسائر البشرية اليومية وحرب المدن بالقطاع، وعدم القدرة حتى اليوم على إعادة المخطوفين، كلها سيناريوهات تدفع الشارع الإسرائيلي للضغط على نتنياهو للاتجاه نحو وقف الحرب، وهو أمر يتوافق أيضاً مع الضغوط الأمريكية والعالمية، والتسريبات القادمة من البنتاغون، بأن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع إعادة الأسرى. وأفاد أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس بأن هناك قوى سياسية إسرائيلية تدعم وقف الحرب، ووصل بهم الأمر إلى التأكيد عبر تصريحات لهم بأن من يصمم على استمرار الحرب يبيع الوهم للشارع الإسرائيلي، مستعرضاً الانشقاقات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، خصوصاً في ظل التوجه الأمريكي لسرعة إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال عبود إن أسباب حرص واشنطن على حل الأزمة تعود إلى زيادة أعداد الضحايا بطريقة بشعة في غزة، والاستعداد للانتخابات الرئاسية، ودعاوى قضائية منتظر الحكم فيها خلال أيام أمام محكمة العدل الدولية، وما تتعرض له مصالح أمريكا من تهديد على مستوى العالم.
مشاركة :