دشّن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أمس، معبداً مكرّساً للإله الهندوسي رام في ايودا شمال الهند، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية، وذلك خلال مراسم ينظر إليها على أنها الانطلاقة الفعلية لحملته للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات المتوقعة في أبريل. وتم بناء المعبد الجديد على موقع مسجد يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر هدمته حشود هندوسية في عام 1992 بدعم من حزب مودي «بهاراتيا جاناتا»، مما أدى الى أعمال عنف طائفية أوقعت نحو ألفي قتيل معظمهم من المسلمين. وكان الموقع منذ فترة طويلة بمنزلة رمز لنضال القوميين الهندوس، الذين يعتقدون أن الموقع هو مسقط رأس الإله الهندوسي رام، وأن المسجد بني مكان معبد هندوسي أقدم. وبعد معركة قانونية استمرت عقوداً بين الجماعات الهندوسية والمسلمة، منحت المحكمة العليا في عام 2019 صندوقاً ائتمانياً هندوسياً الملكية الكاملة للأرض. وفي كلمة أمام حشد مكون من أكثر من سبعة آلاف ضيف، من بينهم رجال أعمال كبار مثل موكيش أمباني وأيقونة بوليوود أميتاب باتشان والقائد السابق لفريق الكريكت الوطني فيرات كوهلي وغيرهم من النخب، وصف مودي هذا اليوم بأنه «فجر حقبة جديدة». اوقبل ذلك كان دخل إلى الحرم الداخلي وأدى سلسلة من الطقوس أمام تمثال تم سبكه حديثاً للإله الهندوسي يبلغ طوله حوالي 4 أقدام (2. 1 متر) مطلي بالذهب ومغطى بالزهور، ويحيط به كهنة يرتدون ملابس برتقالية اللون تقليدية. وتولّت مجموعة كبيرة من النحّاتين التصاميم الخارجية للمعبد الذي كلّف تشييده نحو 240 مليون دولار بتمويل من العامة، وفق القيّمين على المشروع. والأسبوع الماضي قال مودي إنه سيصوم 11 يوماً وفق الأعراف قبل تدشين المعبد، مردفاً: «الإله جعل مني أداة لتمثيل شعب الهند برمته». ومن شأن تكريس مودي للمعبد أن يعزّز صورته باعتباره حامي العقيدة الهندوسية، قبل الانتخابات التي يعد حزبه الأوفر حظّا بأشواط للفوز بها. وفيما يمثل المعبد بالنسبة للهندوس مشروعاً لإعادة الهيبة التي تتحلّى بها مدينة أيوديا في النصوص الهندوسية القديمة ينظر سكان المدينة المسلمون، الذين ما زالت أعمال العنف الدامية ماثلة في أذهانهم، بعين الريبة إلى التطوّرات الأخيرة في مدينتهم حيث بني مطار جديد لاستقبال ملايين الحجاج الهندوس.
مشاركة :