وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في وقت سابق هذا الشهر أول جولة من الضربات المشتركة ضد المتمرّدين الحوثيين فيما نفّذت الولايات المتحدة وحدها المزيد من الغارات ضد مواقع تضم صواريخ رأت بأنها تمثّل تهديدا وشيكا للسفن المدنية والعسكرية على حد سواء. لكن الحوثيين تعهّدوا مواصلة هجماتهم التي تمثّل جانبا واحدا فقط من الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس والتي فاقمت التوتر في أنحاء المنطقة وأثارت مخاوف من اتساع رقعة النزاع. وقال البلدان في بيان أصدراه بالاشتراك مع دول أخرى شاركت في إسناد هذا الهجوم إنّ قواتهما شنّت "جولة جديدة من الضربات المتكافئة والضرورية على ثمانية أهداف حوثية في اليمن ردّاً على الهجمات الحوثية المتواصلة ضدّ الملاحة والتجارة الدولية وضدّ سفن تعبر البحر الأحمر". وأوضح البيان أنّ هذه "الضربات الدقيقة" هدفت إلى تقويض "القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة الدولية وأرواح بحارة أبرياء. وفي بيان منفصل، أوضحت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنّ "الأهداف شملت أنظمة صواريخ ومنصات لإطلاق الصواريخ، وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومرافق لتخزين الأسلحة مدفونة بعمق تحت الأرض". استهداف "مدروس" وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع بأن الضربات نُفّذت باستخدام ذخيرة موجّهة بدقة أُطلقت من الطائرات الأميركية والبريطانية وصواريخ كروز من طراز "توماهوك". وأكد للصحافيين عدم وجود أي مخاوف من إمكانية سقوط ضحايا مدنيين في المواقع التي تم استهدافها، فيما لم تتضح بعد الخسائر في صفوف الحوثيين. وقال إن "الاستهداف كان محددا للغاية.. ومدروسا جدا لاستهداف الإمكانيات التي يستخدمونها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. لم يتم اختيارها عمدا للتسبب بسقوط ضحايا، بل كان الهدف أنظمة الأسلحة". من جانبها، أكدت وكالة "سبأ نت" التابعة للمتمردين الحوثيين بأن القوات الأميركية والبريطانية نفّذت ضربات على مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء وفي عدد من محافظات البلاد. وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين أنّ طائرات أميركية وبريطانية استهدفت "بأربع غارات قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة". وفي وقت سابق الاثنين، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة عسكرية أميركية قبالة سواحل اليمن، لكنّ الولايات المتحدة نفت وقوع أيّ هجوم. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحوثيين العميد يحيى سريع ان "القوات البحرية في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ نفذت عملية عسكرية استهدفتْ سفينةَ شحن عسكرية أميركية (أوشن جاز OCEAN JAZZ) في خليجِ عدن وذلك بصواريخَ بحرية مناسبة". قائمة "الإرهاب" وردّاً على سؤال لفرانس برس أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "عدم رؤية أي شيء من هذا القبيل"، ووصف هذه المعلومات بأنّها "كاذبة". بدأ الحوثيون استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر، مشيرين إلى أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل تأييدا لغزة. وأعلنوا لاحقا بأن المصالح الأميركية والبريطانية باتت أيضا أهدافا مشروعة. وبالإضافة إلى التحرّك العسكري، تسعى واشنطن للضغط دبلوماسيا وماليا على الحوثيين إذ أعادت إدراجهم على قائمة "الإرهاب" الأسبوع الماضي. في العام 2021، ألغت إدارة الرئيس جو بايدن تصنيف الحوثيين على قائمة الكيانات الإرهابية بعدما أدرجتهم إدارة سلفه دونالد ترامب. وأكد المتمردون الإثنين أنهم سيواصلون "منع السفن الإسرائيلية" من عبور البحر الأحمر وخليج عدن حتى نهاية الحرب في الأراضي الفلسطينية و"الرد على أي هجوم" ضد اليمن. اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة. وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة. وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول/أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25295 قتلى معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
مشاركة :