ابوظبي - سيف اليزيد - عبدالله أبو ضيف (رفح)أكدت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، تيس إنغرام، الدور الكبير الذي يضطلع به المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لافتةً إلى أنه أسهم في إنقاذ حياة آلاف النساء والأطفال.ويقدم المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل خدماته العلاجية لأبناء القطاع، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ودعم المنظومة الصحية في القطاع التي تواجه ظروفاً استثنائية حرجة.وأوضحت إنغرام، في حوار مع «الاتحاد»، عقب زيارة ميدانية أجرتها إلى المستشفى الميداني الإماراتي، أن المستشفى يقدم خدماته للغالبية العظمى من النساء الحوامل بالقطاع، وذلك بعد انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، في مختلف أنحاء القطاع، نتيجة التصعيد العسكري على مدار أكثر من 100 يوم. وأضافت: «يقوم المستشفى الميداني الإماراتي بدور كبير، لاسيما مع العدد الكبير للحوامل في قطاع غزة، واللائي يحتجن إلى رعاية طبية عاجلة، وعلى الأقل الحصول على ولادة باستخدام المخدر، بدلاً من الولادة من دون أي وسائل طبية تحافظ على حياة الأم والمولود».ويتولى فريق طبي إماراتي الإشراف على المستشفى الذي تبلغ سعته أكثر من 150 سريراً، وذلك في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لتقديم العون والمساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.ويواجه سكان قطاع غزة ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة، بعد مرور أكثر من 100 يوم على بدء الحرب التي أودت بحياة الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، وتسببت بنزوح معظم سكان القطاع.ويعتبر المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، الوحيد المتبقي القادر على تقديم خدمات طبية ملائمة للنساء الحوامل واللاتي يصل عددهن إلى 50 ألف سيدة تقريباً، يواجهن مخاطر تهدد حياتهن، في ظل تناقص الأدوات الطبية والمخدر وانهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل.وأشارت المتحدثة باسم «اليونيسيف» إلى أن دور المستشفى الميداني، خصوصاً خدمات الولادة، في منتهى الأهمية، لاسيما أن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً جراء التصعيد العسكري في القطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.وشددت إنغرام على أن المستشفى الإماراتي يسهم بشكل كبير في إنقاذ آلاف النساء اللواتي يواجهن خطر الموت، مشيرةً إلى ولادة نحو 20 ألف طفل في ظل التصعيد العسكري منذ بدء الحرب.وجاءت زيارة إنغرام إلى القطاع في ظل أوضاع صحية متدهورة وانهيار المنظومة الصحية، بشكل شبه كامل، بينما تعاني مدينة رفح الحدودية مع مصر تكدساً سكانياً أكبر من طاقتها وقدرة المستشفيات الموجودة فيها، إلى جانب النقص الشديد في الأدوية وخروج العديد من مقرات «الأونروا» عن الخدمة.ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، بما في ذلك العامة، وجراحة الأطفال، وجراحة الأوعية الدموية، وغرف للعناية الحثيثة للبالغين والأطفال، وقسم للتخدير، وعيادات تخصصية تشمل الباطنية، والأسنان والعظام والطب النفسي، وطب الأسرة، وطب الأطفال، وطب النساء، فضلاً عن الخدمات الطبية المساندة.واعتبرت المتحدثة الأممية أن كل 10 دقائق تقريباً يولد طفل في قطاع غزة، ويخرج إلى ظروف مأساوية، مشددةً على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية يمكن من خلالها توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، محذرةً من تعرض عدد من كبير من النساء لخطر الإجهاض جراء الأزمة ذاتها.وسلطت المتحدثة باسم «اليونيسيف» الضوء على أن النساء والحوامل والمرضعات يعشن في ظروف غير إنسانية، في ملاجئ مؤقتة ويتناولن مياه غير آمنة، إضافة إلى المعاناة من سوء التغذية، والتي تؤثر بشكل واضح على صحتهم النفسية والجسدية.
مشاركة :