نجح الفيلم اللبناني القصير "يرقة" في أن يكون محل اهتمام للكثيرين عقب عرضه في المهرجانات التي يشارك بها والتي كانت آخرها عرضه في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ويرجع سبب ذلك إلى قصته وأحداثه غير المألوفة، وعن كواليس التحضير للفيلم المليء بالكثير من الأفكار تحدث موقع "سيدتي" مع مخرجتي الفيلم، وهما الأختان ميشيل ونويل كسرواني؛ لمعرفة معلومات أكثر عن هذا العمل. A post shared by Michelle Keserwany | ميشيل كسرواني (@michellekeserwany) في البداية، أريد توضيح أن مقال الكاتب والمؤرخ فواز طرابلسي (حب من حرير، الشرق السريع 1996) يستكشف العلاقة بين نساء جبل لبنان ومصانع الحرير الأجنبية التي تأسست في بلاد الشام في القرن التاسع عشر، وذلك في سياق تربية الديدان لإنتاج الحرير، وهنا أشير إلى قول أمير ياباني منذ نحو عام 462، "يجب وضع شرنقات دود القز بين أثداء النساء لكي تنمو"، مجرد فكرة اضطرار نساء جبل لبنان لوضع شرنقات بين أثدائهن لتربية دود القز كانت فكرة مربكة للغاية عند قراءة ذلك، تأثرنا أنا وشقيقتي نويل بكيفية استخدام أجساد النساء بشكل منهجي بوصفها أداة للإنتاج الجماعي. لذلك؛ عندما يظل أرشيفٌ قديم يرن اليوم، يشير ذلك إلى وجود ارتباط عميق مع محتوياته بين الماضي والحاضر، ودفعني ذلك لكتابة قصة يتداخل فيها الحاضر مع الماضي، هذا أدى بنا إلى إقامة ارتباط بين تجربة "أسما" التي لعبت دورها الممثلة السورية الموهوبة "ماسة زاهر" في تفاصيل حياتها الصغيرة ولقائها مع سارة (لعبت دورها نويل) في زمننا الحاضر والأحداث التاريخية التي تحملها. وهنا نؤمن بقوة أن العديد من تجاربنا وعواطفنا المعاصرة تشكلت بفعل الأعباء التاريخية التي نحملها جماعياً، محفورة في عقولنا وأجسادنا، ليصبح هذا الارتباط أكثر وضوحاً عندما تستمر آثار الماضي في مختلف جوانب حياتنا، على سبيل المثال، "كل ما تحصل عليه السمراء، تنفقه على مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه"، هو مثل شعبي ظهر في لحظة مهمة في التاريخ عندما تم دفع أجر عمل النساء للمرة الأولى في منطقة جبل لبنان في أثناء العمل في صناعة الحرير، نسمع هذا المثل أنا وشقيقتي منذ صغرنا من أشخاص عدة، ويستمر في الانتشار اليوم، محاولا تحجيم النساء كأن ليس لديهن القدرة على التحكم بأصغر جزء من أرباحهن، كما لو كنَّ لا يملكن سيادة على مصروفهن الشخصي. من حيث البنية، ما شعرنا به وأردنا قوله في الفيلم كان مجزَّأ ومشرذم من مشاعر متضادة كالقوة والتعب، القساوة والرقة، الماضي والحاضر، الحرية ووحدة الغربة، الاندفاع إلى مشاركة معلومات تاريخية والتعبير عن المشاعر العفوية غير المقيدة؛ لذلك علمنا أن هذا الفيلم سيكون مجزَّأً بطبيعته؛ ما يتيح لنا تجربة مزيج من الوسائط بحرية كاملة، بما في ذلك الشعر، والحركة الحية، والحوارات العفوية، والأداء الجسدي، والموسيقى، والعناصر الوثائقية حسب الحاجة، كما يختلف الإيقاع أيضاً اعتماداً على الاحتياجات العاطفية والسردية، ويتحول من مونتاج مشاهد السريعة مع موسيقى مهيمنة إلى اللحظات البطيئة مع اللقطات الأطول التي تخلق جواً هادئاً بالنسبة لي ولـنويل، طالما أن حبكة القصة ثابتة والقوس العاطفي للشخصيات متماسك؛ فإن السرد الذي نقدم به القصة يمكن أن يتضمن عدة أشكال. وأخيراً، بدأ فيلم "يرقة" جولته العربية في مهرجان الجونة في مصر. الآن نركز اهتمامنا على عرضه في البلاد العربية، وخاصةً لبنان؛ فهو لم يعرض هناك بعد. بدأت رحلة يرقة بعد عرضه في مهرجان برلين العام الماضي وشارك الفيلم في حوالي 50 عرضاً حول العالم، من الصين والولايات المتحدة، وكندا، ومعظم دول أوروبا، قبل أن يصل إلى لبنان، وذلك بسبب القوانين المحلية المتعلقة بالعروض وقوانين المهرجانات. ولكننا سعيدات لأنه سيتم عرضه في لبنان خلال مهرجان في شهر مارس. ونختم بأن "يرقة" قد تم اختياره ضمن لائحة المرحلة الأخيرة لترشيح جوائز السيزار الفرنسية. بغض النظر عن النتائج، نحن سعيدات جداً بأن هذا الفيلم الذي أنتجناه من قلوبنا دون أي حسابات، قد تمكن من التأثير في مشاهدين في أماكن عدة من كل أنحاء العالم. اقرأ المزيد.. 3 مخرجات عربيات وحديث عن دور الأفلام في حياة الناس يرقة هو أول تجربة تمثيل لي؛ فطبعاً سألت نفسي السؤال نفسه صراحةً، حيث يدور "يرقة" حول قصة امرأتين، "سارة" من لبنان و"أسما" من سوريا، اللتين تلتقيان بوصفهما مغتربتين في مدينة ليون في فرنسا. دور "أسما" الذي لعبته "ماسة زاهر" في الفيلم يمثل المقاومة؛ فهي شابة شهدت الكثير في حياتها وتعلمت حماية نفسها من خلال إظهار قوتها، وفي بعض الأحيان مواجهة المواقف بعنف نسبي لحماية نفسها من التعرض للأذى، أما بالنسبة لـ"سارة"؛ فهو الدور الذي لعبته أنا؛ فهي امرأة حساسة للغاية، تبدو شخصيتها هادئة وأقل قوة في بداية الفيلم؛ فهي تجد صعوبة للتكيف بشكل جيد في فرنسا بعد انتقالها من وطنها، الصدام بين المقاومة التي تمثلها "أسما" والوهن الذي تمثله "سارة" هو صراع أردنا استكشافه في فيلمنا، فـ"أسما" التي تظهر أقوى من الخارج، ستكتشف تدريجياً أن قوتها ليست سوى غلاف هش لشخصيتها الحساسة التي تتجنب الخضوع لمشاعر صعبة كالخوف، أما "سارة" فتمتلك قوة هائلة تمكنها من إفصاح مشاعرها رغم صعوبة هذا الأمر، وإظهار الضعف والخوف، والانفتاح على علاقات وصداقات جديدة دون تردد؛ لذلك فإن التعبير عن النفس في حالات الضعف في حد ذاته أعظم شجاعة. التحدي في لعب هذا الدور هو أنني، على عكس شخصية سارة، أجد صعوبة في إظهار الضعف خاصة بعد سنوات من إنشاء فيديوهات موسيقية تميل إلى عكس قوة أو مقاومة معينة؛ لقد أتاح لي لعب دور سارة أن أتجاوز نفسي وأسمح لنفسي بأن أضع نفسي في مكان سارة، وبصراحة شعرت بالارتياح. أما على الجانب الفني؛ فالتمثيل أعطاني الفرصة للمساهمة بشكل فعال في توجيه القصة، بالإضافة إلى ذلك، فقد زودني بالخبرة، وأعطاني أفكاراً حول كيفية توجيه الممثلين في أفلامي المستقبلية، وعلى الرغم من أن تركيزي الأساسي ينصب على الكتابة والإخراج؛ فإنني أحب أيضاً استكشاف أشياء جديدة وتحدي نفسي من خلال تجربة أشكال فنية أخرى. كما ذكرت "ميشيل"، قمنا معاً بصناعة فيديوهات موسيقية لأكثر من عشر سنوات الآن؛ لذلك على الرغم من أن "يرقة" هو تجربتنا السينمائية الأولى؛ فإن العمل المشترك لفترة طويلة قد جعلنا نفهم بعضنا بسرعة كبيرة، ونستطيع أن نكمل بعضنا في المشروع نفسه حتى إذا كان لدينا المهام نفسها في بعض النقاط، ولكن نعمل بشكل فعال معاً لأننا نعتبر أنفسنا أقصى النقاد على أنفسنا أيضاً، كما أن طريقة العمل الثنائية هذه تعزز التفكير الاستباقي والتشاور؛ ما يمكننا من اتخاذ قرارات مستندة إلى مناقشات شاملة، وبالتالي تجعل عملنا أقل إغلاقاً وأكثر تفتحاً على آفاق جديدة؛ لذلك، وأثناء كتابة ميشيل لقصة الفيلم، فكرنا في الحوارات معاً، أنا وهي وماسا زاهر، وبالإضافة إلى ذلك في إحداث القصة، بنت "ميشيل" تجارب "سارة" بشكل ليس بعيد عن تجاربي في أثناء الكتابة، وعلى الرغم من اختلاف شخصية سارة عن شخصيتي بشكل كبير، وفي موقع التصوير؛ تمت المناقشات بشكل مبتكر تماماً ومرتجل، استناداً إلى اتفاقنا المسبق على النية وراء كل مشهد، الذي كان واضحاً للجميع خلال التصوير. تم تصوير "يرقة" في ثلاثة أيام ونصف اليوم، وهو وقت ضيق للتصوير بالنسبة لفيلم بمدة 30 دقيقة ورغم ذلك، تمكنا من إنجاز العمل بسرعة بفضل تعاوننا مع أصدقاء ذوي ثقة بنيناها مع مرور السنوات، مثل المصور والصديق كريم غريب الذي شارك في تصوير العديد من أعمالنا السابقة، التي كانت مركزة على فيديوهات نقدية قدمناها وأنجزناها على مدى أكثر من عشر سنوات مع أصدقاء وفنانين كثيرين. تعلمنا فيها كيفية صنع العمل والإجراءات المتبعة قبل وخلال وبعد التصوير، والتعاون مع فريق مبني على الثقة، صفات نعتبرها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي ولنويل، تفوق أهمية نتيجة العمل نفسه، وتنعكس بشكل واضح في حياة الفيلم. طبعاً، لم نذهب كلانا إلى مدرسة السينما، بل تعلمنا كيف نكتب ونخرج وننتج في أثناء قيامنا بصناعة هذه الفيديوهات ونشرها على الإنترنت خلال السنوات العشرة السابقة؛ فهذه التجربة سمحت لنا بتطوير قدراتنا عبر السنين، من إخراج، كتابة، مونتاج، والتعبير بالموسيقى والرسوم المتحركة، وتعلمنا من أخطائنا. النقطة الأساسية الثانية التي تعني لنا الكثير هي فريق العمل الذي تمكنا من تكوين علاقات متينة معه خلال هذه السنوات؛ فالعديد من الأشخاص الذين عملوا معنا على هذه الأغاني، رافقونا أيضاً في يرقة. أن نكون في المهرجانات ونلقى هذه التقديرات يعني الكثير لنا في هذه المحطة الانتقالية في مسيرتنا، حيث "يرقة" هو فيلمنا السينمائي الأول، ولدينا العديد من المشاريع في الطريق؛ فالمهرجانات والتفاعل مع الجماهير يمنحانا طاقة لإنتاج مشاريعنا القادمة بحماس ونضج أكبر، ومهرجانات الأفلام أماكن مثالية للقاء المتعاونين المستقبليين الذين يمكن أن يكونوا حلفاء نعمل معهم على مشاريعنا القادمة. طبعاً، حالياً نعمل معاً على وثائقي، وكل منا لديها مشاريع شخصية منفصلة فـ"ميشيل" تعمل على فيلم رسوم متحركة طويل "اذكريني" وفيلم آخر مصوَّر طويل "قمرة"، في حين تعمل نويل على فيلم رسوم متحركة قصير مبني على قصة غير منشورة للكاتبة الراحلة والصديقة إميلي نصر الله "سبعة جبال والبحار السبعة"، وفيلم حي قصير تجري أحداثه في لبنان، بالإضافة إلى ذلك، سنكمل إنتاج أغانينا. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن». نجح الفيلم اللبناني القصير "يرقة" في أن يكون محل اهتمام للكثيرين عقب عرضه في المهرجانات التي يشارك بها والتي كانت آخرها عرضه في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ويرجع سبب ذلك إلى قصته وأحداثه غير المألوفة، وعن كواليس التحضير للفيلم المليء بالكثير من الأفكار تحدث موقع "سيدتي" مع مخرجتي الفيلم، وهما الأختان ميشيل ونويل كسرواني؛ لمعرفة معلومات أكثر عن هذا العمل. ميشيل كسرواني عن فيلم "يرقة": مليء بالمشاعر المضادة View this post on Instagram A post shared by Michelle Keserwany | ميشيل كسرواني (@michellekeserwany) فكرة الفيلم استوحيتِها من مقال للكاتب المؤرخ اللبناني فواز طرابلسي، ما الذي ألهمك من هذا المقال؟ في البداية، أريد توضيح أن مقال الكاتب والمؤرخ فواز طرابلسي (حب من حرير، الشرق السريع 1996) يستكشف العلاقة بين نساء جبل لبنان ومصانع الحرير الأجنبية التي تأسست في بلاد الشام في القرن التاسع عشر، وذلك في سياق تربية الديدان لإنتاج الحرير، وهنا أشير إلى قول أمير ياباني منذ نحو عام 462، "يجب وضع شرنقات دود القز بين أثداء النساء لكي تنمو"، مجرد فكرة اضطرار نساء جبل لبنان لوضع شرنقات بين أثدائهن لتربية دود القز كانت فكرة مربكة للغاية عند قراءة ذلك، تأثرنا أنا وشقيقتي نويل بكيفية استخدام أجساد النساء بشكل منهجي بوصفها أداة للإنتاج الجماعي. لذلك؛ عندما يظل أرشيفٌ قديم يرن اليوم، يشير ذلك إلى وجود ارتباط عميق مع محتوياته بين الماضي والحاضر، ودفعني ذلك لكتابة قصة يتداخل فيها الحاضر مع الماضي، هذا أدى بنا إلى إقامة ارتباط بين تجربة "أسما" التي لعبت دورها الممثلة السورية الموهوبة "ماسة زاهر" في تفاصيل حياتها الصغيرة ولقائها مع سارة (لعبت دورها نويل) في زمننا الحاضر والأحداث التاريخية التي تحملها. وهنا نؤمن بقوة أن العديد من تجاربنا وعواطفنا المعاصرة تشكلت بفعل الأعباء التاريخية التي نحملها جماعياً، محفورة في عقولنا وأجسادنا، ليصبح هذا الارتباط أكثر وضوحاً عندما تستمر آثار الماضي في مختلف جوانب حياتنا، على سبيل المثال، "كل ما تحصل عليه السمراء، تنفقه على مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه"، هو مثل شعبي ظهر في لحظة مهمة في التاريخ عندما تم دفع أجر عمل النساء للمرة الأولى في منطقة جبل لبنان في أثناء العمل في صناعة الحرير، نسمع هذا المثل أنا وشقيقتي منذ صغرنا من أشخاص عدة، ويستمر في الانتشار اليوم، محاولا تحجيم النساء كأن ليس لديهن القدرة على التحكم بأصغر جزء من أرباحهن، كما لو كنَّ لا يملكن سيادة على مصروفهن الشخصي. تبين من البرومو التشويقي للفيلم أنه يجمع أكثر من شكل سينمائي "روائي ووثائقي"، كيف جاءت فكرة هذا الشكل السينمائي لهذا الفيلم؟ من حيث البنية، ما شعرنا به وأردنا قوله في الفيلم كان مجزَّأ ومشرذم من مشاعر متضادة كالقوة والتعب، القساوة والرقة، الماضي والحاضر، الحرية ووحدة الغربة، الاندفاع إلى مشاركة معلومات تاريخية والتعبير عن المشاعر العفوية غير المقيدة؛ لذلك علمنا أن هذا الفيلم سيكون مجزَّأً بطبيعته؛ ما يتيح لنا تجربة مزيج من الوسائط بحرية كاملة، بما في ذلك الشعر، والحركة الحية، والحوارات العفوية، والأداء الجسدي، والموسيقى، والعناصر الوثائقية حسب الحاجة، كما يختلف الإيقاع أيضاً اعتماداً على الاحتياجات العاطفية والسردية، ويتحول من مونتاج مشاهد السريعة مع موسيقى مهيمنة إلى اللحظات البطيئة مع اللقطات الأطول التي تخلق جواً هادئاً بالنسبة لي ولـنويل، طالما أن حبكة القصة ثابتة والقوس العاطفي للشخصيات متماسك؛ فإن السرد الذي نقدم به القصة يمكن أن يتضمن عدة أشكال. وماذا عن المحطات الجديدة التي سوف يشارك بها الفيلم سواء مهرجانات أو محافل فنية؟ وأخيراً، بدأ فيلم "يرقة" جولته العربية في مهرجان الجونة في مصر. الآن نركز اهتمامنا على عرضه في البلاد العربية، وخاصةً لبنان؛ فهو لم يعرض هناك بعد. بدأت رحلة يرقة بعد عرضه في مهرجان برلين العام الماضي وشارك الفيلم في حوالي 50 عرضاً حول العالم، من الصين والولايات المتحدة، وكندا، ومعظم دول أوروبا، قبل أن يصل إلى لبنان، وذلك بسبب القوانين المحلية المتعلقة بالعروض وقوانين المهرجانات. ولكننا سعيدات لأنه سيتم عرضه في لبنان خلال مهرجان في شهر مارس. ونختم بأن "يرقة" قد تم اختياره ضمن لائحة المرحلة الأخيرة لترشيح جوائز السيزار الفرنسية. بغض النظر عن النتائج، نحن سعيدات جداً بأن هذا الفيلم الذي أنتجناه من قلوبنا دون أي حسابات، قد تمكن من التأثير في مشاهدين في أماكن عدة من كل أنحاء العالم. اقرأ المزيد.. 3 مخرجات عربيات وحديث عن دور الأفلام في حياة الناس "يرقة" وأولى تجارب نويل كسرواني في عالم التمثيل أخرجتِ الفيلم مع ميشيل، وقدمتِ دوراً من خلاله، وهي شخصية "سارة"، من هي سارة؟ وما السبب الذي حفزك للتمثيل في هذا الفيلم وعدم الاكتفاء بالعملية الإخراجية؟ يرقة هو أول تجربة تمثيل لي؛ فطبعاً سألت نفسي السؤال نفسه صراحةً، حيث يدور "يرقة" حول قصة امرأتين، "سارة" من لبنان و"أسما" من سوريا، اللتين تلتقيان بوصفهما مغتربتين في مدينة ليون في فرنسا. دور "أسما" الذي لعبته "ماسة زاهر" في الفيلم يمثل المقاومة؛ فهي شابة شهدت الكثير في حياتها وتعلمت حماية نفسها من خلال إظهار قوتها، وفي بعض الأحيان مواجهة المواقف بعنف نسبي لحماية نفسها من التعرض للأذى، أما بالنسبة لـ"سارة"؛ فهو الدور الذي لعبته أنا؛ فهي امرأة حساسة للغاية، تبدو شخصيتها هادئة وأقل قوة في بداية الفيلم؛ فهي تجد صعوبة للتكيف بشكل جيد في فرنسا بعد انتقالها من وطنها، الصدام بين المقاومة التي تمثلها "أسما" والوهن الذي تمثله "سارة" هو صراع أردنا استكشافه في فيلمنا، فـ"أسما" التي تظهر أقوى من الخارج، ستكتشف تدريجياً أن قوتها ليست سوى غلاف هش لشخصيتها الحساسة التي تتجنب الخضوع لمشاعر صعبة كالخوف، أما "سارة" فتمتلك قوة هائلة تمكنها من إفصاح مشاعرها رغم صعوبة هذا الأمر، وإظهار الضعف والخوف، والانفتاح على علاقات وصداقات جديدة دون تردد؛ لذلك فإن التعبير عن النفس في حالات الضعف في حد ذاته أعظم شجاعة. ما التحديات في تقديم دور "سارة"؟ التحدي في لعب هذا الدور هو أنني، على عكس شخصية سارة، أجد صعوبة في إظهار الضعف خاصة بعد سنوات من إنشاء فيديوهات موسيقية تميل إلى عكس قوة أو مقاومة معينة؛ لقد أتاح لي لعب دور سارة أن أتجاوز نفسي وأسمح لنفسي بأن أضع نفسي في مكان سارة، وبصراحة شعرت بالارتياح. أما على الجانب الفني؛ فالتمثيل أعطاني الفرصة للمساهمة بشكل فعال في توجيه القصة، بالإضافة إلى ذلك، فقد زودني بالخبرة، وأعطاني أفكاراً حول كيفية توجيه الممثلين في أفلامي المستقبلية، وعلى الرغم من أن تركيزي الأساسي ينصب على الكتابة والإخراج؛ فإنني أحب أيضاً استكشاف أشياء جديدة وتحدي نفسي من خلال تجربة أشكال فنية أخرى. هل كان لديكِ مساحة من الارتجال خاصة أن قصة الفيلم لمست أشياء من أرض الواقع؟ كما ذكرت "ميشيل"، قمنا معاً بصناعة فيديوهات موسيقية لأكثر من عشر سنوات الآن؛ لذلك على الرغم من أن "يرقة" هو تجربتنا السينمائية الأولى؛ فإن العمل المشترك لفترة طويلة قد جعلنا نفهم بعضنا بسرعة كبيرة، ونستطيع أن نكمل بعضنا في المشروع نفسه حتى إذا كان لدينا المهام نفسها في بعض النقاط، ولكن نعمل بشكل فعال معاً لأننا نعتبر أنفسنا أقصى النقاد على أنفسنا أيضاً، كما أن طريقة العمل الثنائية هذه تعزز التفكير الاستباقي والتشاور؛ ما يمكننا من اتخاذ قرارات مستندة إلى مناقشات شاملة، وبالتالي تجعل عملنا أقل إغلاقاً وأكثر تفتحاً على آفاق جديدة؛ لذلك، وأثناء كتابة ميشيل لقصة الفيلم، فكرنا في الحوارات معاً، أنا وهي وماسا زاهر، وبالإضافة إلى ذلك في إحداث القصة، بنت "ميشيل" تجارب "سارة" بشكل ليس بعيد عن تجاربي في أثناء الكتابة، وعلى الرغم من اختلاف شخصية سارة عن شخصيتي بشكل كبير، وفي موقع التصوير؛ تمت المناقشات بشكل مبتكر تماماً ومرتجل، استناداً إلى اتفاقنا المسبق على النية وراء كل مشهد، الذي كان واضحاً للجميع خلال التصوير. ميشيل ونويل وكواليس تصوير الفيلم ميشيل ونويل كسرواني، حدثونا عن الوقت المستغرق في تنفيذ الفيلم؟ وهل واجهتما صعوبات في أثناء ذلك؟ تم تصوير "يرقة" في ثلاثة أيام ونصف اليوم، وهو وقت ضيق للتصوير بالنسبة لفيلم بمدة 30 دقيقة ورغم ذلك، تمكنا من إنجاز العمل بسرعة بفضل تعاوننا مع أصدقاء ذوي ثقة بنيناها مع مرور السنوات، مثل المصور والصديق كريم غريب الذي شارك في تصوير العديد من أعمالنا السابقة، التي كانت مركزة على فيديوهات نقدية قدمناها وأنجزناها على مدى أكثر من عشر سنوات مع أصدقاء وفنانين كثيرين. تعلمنا فيها كيفية صنع العمل والإجراءات المتبعة قبل وخلال وبعد التصوير، والتعاون مع فريق مبني على الثقة، صفات نعتبرها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي ولنويل، تفوق أهمية نتيجة العمل نفسه، وتنعكس بشكل واضح في حياة الفيلم. هل تجربتكما في إنتاج فيديوهات موسيقية ساخرة حققت لكما إفادة في أثناء التحضير لفيلم "يرقة"؟ طبعاً، لم نذهب كلانا إلى مدرسة السينما، بل تعلمنا كيف نكتب ونخرج وننتج في أثناء قيامنا بصناعة هذه الفيديوهات ونشرها على الإنترنت خلال السنوات العشرة السابقة؛ فهذه التجربة سمحت لنا بتطوير قدراتنا عبر السنين، من إخراج، كتابة، مونتاج، والتعبير بالموسيقى والرسوم المتحركة، وتعلمنا من أخطائنا. النقطة الأساسية الثانية التي تعني لنا الكثير هي فريق العمل الذي تمكنا من تكوين علاقات متينة معه خلال هذه السنوات؛ فالعديد من الأشخاص الذين عملوا معنا على هذه الأغاني، رافقونا أيضاً في يرقة. بعد حصول الفيلم جائزة الدب الذهبي، وحصوله على جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي وعرضه في العديد في المهرجانات، ما الذي تغير لديكما "ميشيل ونويل"؟ أن نكون في المهرجانات ونلقى هذه التقديرات يعني الكثير لنا في هذه المحطة الانتقالية في مسيرتنا، حيث "يرقة" هو فيلمنا السينمائي الأول، ولدينا العديد من المشاريع في الطريق؛ فالمهرجانات والتفاعل مع الجماهير يمنحانا طاقة لإنتاج مشاريعنا القادمة بحماس ونضج أكبر، ومهرجانات الأفلام أماكن مثالية للقاء المتعاونين المستقبليين الذين يمكن أن يكونوا حلفاء نعمل معهم على مشاريعنا القادمة. هل سنرى تعاوناً فنياً آخر يجمعكما خلال الفترة القادمة؟ طبعاً، حالياً نعمل معاً على وثائقي، وكل منا لديها مشاريع شخصية منفصلة فـ"ميشيل" تعمل على فيلم رسوم متحركة طويل "اذكريني" وفيلم آخر مصوَّر طويل "قمرة"، في حين تعمل نويل على فيلم رسوم متحركة قصير مبني على قصة غير منشورة للكاتبة الراحلة والصديقة إميلي نصر الله "سبعة جبال والبحار السبعة"، وفيلم حي قصير تجري أحداثه في لبنان، بالإضافة إلى ذلك، سنكمل إنتاج أغانينا. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».
مشاركة :