تراجع المرشح الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب أمس الاربعاء عن دعودته إلى معاقبة النساء اللواتي يلجأن الى الاجهاض. واحصت صحيفة "وول ستريت جورنال" ثلاثين مرة ادلى فيها ترامب بتصريحات مثيرة للجدل او تتضمن تغييرات في مواقفه، ومن شأنها في "أزمنة اخرى"، ان تقضي على حملته الانتخابية. ورداً على سؤال لقناة "ام اس ان بي سي" التلفزيونية الاميركية حول "ما اذا يعتقد بوجوب معاقبة الاجهاض" قال رجل الاعمال الاميركي "يجب ان يكون هناك نوع من العقاب". واكد ترامب انه يجب "حظر" الاجهاض، وهو امر مشروع في كل انحاء الولايات المتحدة منذ قرار تاريخي بتشريعه اصدرته المحكمة العليا في 1973. وأدت تصريحات ترامب الى اغضاب المؤيدين للاجهاض وفي مقدمتهم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي دانت في تغريدة تصريحات "مخيفة وفاضحة". وكتبت في تغريدة ثانية على خلفية تصريحات ترامب "لا يمكنكم ان تسمحوا لشخص يحتقر المرأة الى هذه الدرجة حتى ان يقترب من البيت الابيض". واعتبرت شبكة "التخطيط الاسري" التي تدير عيادات متخصصة في الاجهاض ان هذه التصريحات "تحرض على العنف ضد النساء". ودان خصما ترامب في المعسكر الجمهوري تيد كروز وجون كاسيك المعارضان ايضا للاجهاض، هذه التصريحات. واكد كروز ضرورة "احترام" المرأة. وازاء هذا الجدل، تراجع ترامب عن تصريحاته، مضيفا بذلك ارباكا على حملة تتسم بكثير من الارباك والفوضى. ونشر ترامب بيانا اول ليوضح ان "هذه المسألة ليست واضحة"، قبل ان يقول في بيان ثان انه لا ينوي معاقبة النساء كما قال للقناة التلفزيونية بل الاطباء، وفقط اذا صدر قانون يحظر الاجهاض. وقال اذا تبنى الكونغرس او ولاية معينة قانونا يحظر الاجهاض، "فإن الطبيب او اي شخص آخر يمارس هذا العمل غير القانوني سيحاسب، وليس المرأة التي هي ضحية في هذه الحالة كما الجنين الذي تحمله". لكن تغيير موقفه هذا لم يقنع كلينتون، فقالت في تغريدة على موقع تويتر "يمكن لترامب ان يحاول التراجع عن تصريحاته. لكننا سمعناه وبوضوح". وكان ترامب في الماضي مدافعا عن الاجهاض قبل ان يغير موقفه ويعلن رفضه له خلال حملته الانتخابية. وحظي منذ ذلك الحين بدعم فيليس شلافلي الناشطة المعروفة في مجال رفض الاجهاض والتي تعارض ادراج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدستور. وقال ترامب الاربعاء "انني مثل رونالد ريغن (الرئيس الاميركي السابق)، أدعم الحياة مع استثناءات"، ما يعني انه قد يؤيد الاجهاض مثلا في حال تعرض المرأة للاغتصاب. لكن مواقفه الاخيرة قد تكلفه خسارة قسم من الناخبات خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) والتي يرجح ان يخوضها عن الحزب الجمهوري في مواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي او مرشحه. وليست المرة الاولى التي يتعرض فيها ترامب للنساء، وقد تخطى مؤخرا عتبة جديدة بمهاجمته زوجة خصمه تيد كروز. وتمثل النساء اكثر من نصف الناخبين الاميركيين، وهن اكثر التزاما بالمشاركة في عمليات الاقتراع من الرجال. ووفقا لاستطلاع رأي نشرته "سي ان ان" في 24 من الجاري، فان 73 في المئة من الناخبات لهن رأي سلبي بترامب، بينهن 39 في المئة من الناخبات الجمهوريات. ومما احصته صحيفة "وول ستريت جورنال" من مواقف ترامب والتراجع عنها، اقترحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، قبل ان يؤكد انه يدعو الى اغلاق "موقت" للحدود. وحول القطاع الصحي، دعم اولا مبدأ تأمين تغطية عالمية، قبل ان يتراجع. الا ان الجدل حول الاجهاض أتاح له الحصول على وقت قياسي عبر قنوات التلفزيون. وغرد ترامب الاربعاء بأنه حصل على نسبة مشاهدة قياسية على شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية، وهنأ القناة "على حكمتها في اختياره" لبرنامج تم بثه الثلثاء.
مشاركة :