أعلن الأمين العام لـ «الحركة الشعبية – الشمال» المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ياسر عرمان، خلال جولته على الجبهات في جنوب كردفان، أن قيادة الحركة اتخذت قراراً لا رجعة فيه بعدم التوقيع على «خريطة الطريق» الأفريقية لوقف الحرب والحوار ووصفها بـ»الحكومية»، بينما اتهمت مسؤولة دولية أطراف النزاع في السودان باستخدام الأطفال في الحرب. وأبدى عرمان خلال زيارته منطقة كاودا، معقل المتمردين في جنوب كردفان، ثقته في أن هجوم الصيف الذي بدأته القوات الحكومية سيُلحِق الهزيمة الماحقة بالجيش، وقال إن جبال النوبة ستكون «مقبرة الإسلام السياسي الذي يقهر المهمشين وإن نظام الحكم سيهزَم». من جهة أخرى، وجهت الخرطوم رسالة شديدة اللهجة إلى حكومة جوبا وطالبتها بفك ارتباطها مع متمردي «الحركة الشعبية» ووقف تمويلهم ودعمهم بالسلاح، مؤكدةً أن رئيس الحركة مالك عقار لا يستطيع أن يسافر إلى أي مكان إلا بعد أخذ الإذن من رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وتوعد مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود المتمردين بالحسم العسكري في حال رفضوا عملية السلام، وقال خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق: «السلام آتٍ، أبى من أبى ورضي مَن رضي». وتوقع ضغوطاً من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وأميركا على المتمردين لحملهم على توقيع «خريطة الطريق» الأفريقية لوقف الحرب؟ وتابع: «ليس لديهم أي طريق غير التوقيع». من جهة أخرى، اتهمت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة ليلي زروق، أطراف النزاع في السودان بتجنيد الأطفال وأعلنت عن اتفاق مع الحكومة السودانية أقرت خلاله، بوجود حالات تجنيد للأطفال في القوات الحكومية، لكنها اعتبرت أن هذه الحالات لا تعبّر قطعاً عن سياسة الدولة. وقالت ليلى إنها التقت قادة متمردي دارفور وناقشت معهم تجنيد الأطفال وطلبت من الخرطوم السماح لها بالعبور إلى مناطق المتمردين في الإقليم لتوثيق تلك الانتهاكات.
مشاركة :