واصل مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية تقديم عروضه الأدائية في ثماني قرى تراثية بمنطقة عسير، ومن بينها قصور "أبو سراح" التاريخية التي استضافت عروضًا متنوعة دولية ومحلية لليوم الثالث على التوالي، وبدأت هذه العروض من العراق بعرض فن الجوبي الذي أداه عدد من المؤدين على هيئة حلقة مستديرة، بمرافقة عازف " اليرغول". ثم صافح الحضور عرض "القزوعي" من منطقة عسير المتفرد بالأداء دون أي إيقاع، واعتمد على وجود مجموعة من المؤدين وقفوا في صفين متقابلين متشابكي الأيدي، وتكتمل الدائرة كلما زاد عدد المؤدين، وينتقل الشاعر في هذا الفن بين الصفوف يلقنها أبياته الشعرية التي تمتاز بالحماس والرسائل العميقة. وحضرت الصين في ثالث أيام المهرجان بعرض فن "ياو" بشكلين؛ الأول الطبول الطويلة، وهو عرض أدائي بأكمام طويلة، تم تصويرها في العديد من الصور والمنحوتات من تلك الفترة، وعاد كفن تقليدي يمارس في بعض المناسبات. فيما كان الشكل الثاني الطبول البرونزية الذي يعد من الفنون الأدائية الصينية الأكثر شعبية، وجمع هذا الفن التقليدي بين الموسيقى والأداء ومهارات خاصة مختلفة، وتعبر في مجملها عن السعادة والفرح بأساليب، وأشكال مختلفة. ثم قدمت منطقة نجران ثلاثة فنون تشتهر بها؛ في مقدمتها فن "رازف" ويؤدى بدون إيقاعات بواسطة مجموعة تنقسم إلى صفين يتناوبان على ترديد أبيات من الشعر، بينما يتحرك كل صف بشكل منظم كلٌ في اتجاه الآخر تارة إلى الأمام، وإلى الخلف تارة أخرى، ويقوم بين الصفين شخصان يؤديان فن السعب، أو الرزفة الذي يعتبر من أهم الفنون الأدائية وأكثرها شيوعًا في منطقة نجران؛ إذ يُمارس في احتفالات الزواج والأعياد وغيرها، وهو من الفنون التي لا يستخدم فيها الطبل على الرغم من انتشارها. واختتمت الفنون النجرانية بفن "المثلوثة"، وهو الفن الذي يؤدى على شكل نصف دائرة بعدد من الرجال يرددون أبياتًا شعرية تتناول الأنماط الشعرية المعروفة بألحان عذبة، وله نظام معين في عدد الخطوات والإيقاع وقائده يسمى "المزيف" الذي ينظم الحركات والخطوات. ومن ثم شاركت أوزبكستان بفن "لياسجي" الذي أبهر المشاهدين بمهارة ثني الساقين، وهز الكتفين والذراعين، مع حركات رفرفة اليدين، ويتركز على حركات الساق، إلى جانب حركة الرقبة والرأس. وقدمت السودان فن العرضة الذي يثمل أقدم فنونها الأدائية، حيث قفز مجموعة من الرجال في أداء متناغم بالسيف أو العصا، مع تحريك أقدامهم برفع الركب مرتدين الزي التقليدي، إضافة لفن "الكمبلا" الذي ينطلق عندما تصطف النساء في شكل نصف دائري يغنين وحدهن، وفي خضم ذلك المشهد يدخل إلى ساحة الاستعراض رجال بزي الكمبلا المميز يصطفون مباشرة أمام النساء يقودهم شاب، وميزته عن الآخرين أنه يعرف أصول اللعبة جيدًا، إضافة إلى قوته الجسمانية. وتعد قصور أبو سراح ذات التي يصل عمرها إلى 200 عام الواقعة غربي أبها، الأميز بمبانيها الجميلة العالية، وهي عبارة عن ثلاثة مبانٍ، قصر وازع، وقصر عزيز، وحصن المصلى، ويتكون كل من قصر عزيز وقصر وازع من ستة طوابق، وحصن المصلى من ثلاثة طوابق مبنية من الحجر وخشب العرعر ومغطاة بمادة القضاض من الخارج، وتعد من الوجهات السياحية البارزة في المنطقة.
مشاركة :