أكد أكاديمي أن المحاصيل المهندسة وراثيا تنخفض فيها القيمة الغذائية والنكهة والطعم عن مثيلاتها الطبيعية، واحتمال ظهور سلالات من الآفات تكون أشد ضراوة وفتكا بمحاصيل أخرى. وقال عضو هيئة التدريس في مجال الأحياء في جامعة الحدود الشمالية الدكتور محمد عبدالحميد عابدين لـ"الوطن"، إن "المحاصيل المهندسة وراثيا لها فوائد كالإنتاج العالي، والجودة الفائقة، وانخفاض تكاليف الإنتاج، والربح الوفير، وتحمل الظروف البيئية الصعبة، والإصابات المرضية، إلا أن لها في المقابل مخاطر، ومنها إمكان انتقال بعض المواد المسببة للحساسية عن طريقها، وانخفاض عام في القيمة الغذائية والنكهة والطعم عن مثيلاتها الطبيعية، وأيضا احتمال ظهور سلالات من الآفات تكون أشد ضراوة وفتكا بمحاصيل أخرى، مع إمكان تأثر حيوانات وكائنات أخرى نافعة تتغذى على هذه المحاصيل. وحول نشأة إنتاج محاصيل مهندسة وراثيا وسببه، قال عابدين "في القرون الماضية، بدأ علماء تربية النباتات ويطلق عليهم مسمى "مربو النبات" في محاولات نقل الجينات بين أنواع متماثلة من النباتات عن طريق التهجين بين نباتين من النوع نفسه، لإنتاج هجين يحمل الصفات المرغوبة من كلا الأبوين". وأضاف "التكنولوجيا الحديثة وطرق الهندسة الوراثية في المقابل تمكن المربي من إنتاج محاصيل مهندسة وراثيا، تحمل كثيرا من الصفات الجيدة المرغوبة في نبات واحد، إذ يتم فيها تجميع الصفات المرغوبة من أنواع نباتية متنوعة، ولا تقتصر على الأنواع القريبة فقط في الرتبة الوراثية، إذ يمكن أيضا نقل صفة مرغوبة من بكتريا إلى نبات أو العكس، خلافا لما هو متبع بالطرق التقليدية، علاوة على أنها تصل إلى الهدف المنشود في وقت قصير لا يتجاوز أسابيع قليلة". وأوضح عابدين أن "الحقيقة الثابتة أن كل المحاصيل التي ما زالت توجد بيننا الآن تغير تركيبها الوراثي كي تبقى، وتغير شكلها وحالتها من الحالة البرية الأصلية إلى شكلها الحالي، منها ما كان عن طريق الإنسان، أو ما كان يقوم به تلقائيا من انتخاب الأفضل، أو من خلال البيئة التي كانت تحافظ علي بقاء أو اندثار ما لا يلائم التغيرات الحادثة فيها". وأشار إلى أن "أول محصول أنتج خلال الهندسة الوراثية، هو صنف من الطماطم "Flaver-Savr " عام 1994، وتوالى بعدها إنتاج المحاصيل المهندسة وراثيا، وأصبح في ازدياد رهيب يواكب سرعة العصر الذي نعيشه.
مشاركة :