شهدت مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية تكثيفًا للهجمات الإسرائيلية على المدينة، وقد اعتبرت هذه الهجمات الأعنف منذ بدء القتال، والأصعب على الجيش الإسرائيلي بعد مقتل 21 جنديا خلال المعارك الدائرة. و دارت في مناطق مختلفة في المدينة اشتباكات ومعارك عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، بعد توغل الجيش لمناطق مختلفة بمدينة خانيونس. وأفاد شهود عيان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأن القصف في مدينة خانيونس خلال الساعات الماضية كان كثيفًا جداً، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير مبان سكنية وطرق. وأشاروا إلى وجود قتلى وجرحى لم تصلهم سيارات الإسعاف بسبب اشتداد القصف، ويتم نقلهم من قبل المواطنين على عربات تجرها حمير. وبحسب الشهود، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي اليوم، خيام النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي جنوب غرب خان يونس ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية اليوم أن سيارات الإسعاف تعجز عن الوصول إلى المصابين في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وقالت الجمعية في بيان وصل وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن "استمرار إطلاق نار من قبل مسيرات الاحتلال على من يتحرك في محيط مستشفى الأمل ومركبات إسعاف الهلال الأحمر يتسبب في عدم إمكانية الوصول إلى المصابين في محافظة خانيونس". وأضافت أن "الاحتلال يستهدف مقر الجمعية في خانيونس بالقصف المدفعي للطابق الرابع تزامنا مع إطلاق نار كثيف من المسيرات الإسرائيلية ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف النازحين". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أمس الاثنين عن اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الخير غرب مدينة خانيونس جنوبي القطاع واحتجاز الطاقم الطبي، في ظل تصاعد وتيرة القصف وزيادة حدة الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية المتوغلة في المدينة وعناصر من الفصائل الفلسطينية المسلحة. بدوره، قال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي في تغريدة على منصة ((أكس)) ظهر اليوم "خلال القتال في وسط قطاع غزة سقط 21 جنديا من قوات الاحتياط كانوا يعملون في المنطقة الفاصلة بين البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة وبين قطاع غزة في منطقة كيسوفيم". ووصف بنيامين نتنياهو، في تغريدة على منصة ((أكس))، أن مقتل 21 جنديا في غزة بـ"أصعب الأيام". وقال: "لقد عشنا بالأمس أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب"،مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقا في الكارثة. وتابع: "باسم جنودنا، ومن أجل حياتنا، لن نتوقف عن القتال حتى النصر الكامل". وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "حسب المعلومات المتوفرة لدينا في هذه المرحلة، في حوالي الساعة 16:00 مساء أمس، على ما يبدو أنه تم إطلاق صاروخ آر بي جي باتجاه دبابة قامت بحراسة القوة التي عملت في منطقة وسط القطاع، وتزامنا مع ذلك وقع انفجار في مبنيين مكونين من طابقين أسفر عن انهيارهما، بينما تواجد معظم أفراد القوة داخلهما وبجوارهما، وعلى ما يبدو أن المبنيين انفجارا نتيجة العبوات الناسفة التي زرعتها قواتنا فيهما". وفي تغريده ثانية على منصة ((أكس)) قال المتحدث باسم الجيش إن "قوات الفرقة 98 استكملت عملية تطويق خان يونس وقضت بالتعاون مع سلاح الجو على العشرات من المخربين على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة ". وأضاف أن "الفرقة 98 تشن على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة هجوما واسع النطاق في خان يونس، حيث استكملت خلاله قوات المظليين، واللواء غفعاتي واللواء 7 عملية تطويق خان يونس في حين عمق مقاتلو فرقة الكوماندوز الهجوم إلى قلب المنطقة التي تستخدم مركز ثقل محوري للواء خان يونس التابع لمنظمة حماس الإرهابية". وتابع أنه "خلال يوم شهد قتالاً مكثفًا، قضت القوات على عشرات المخربين في معارك وجها لوجه بتعاون مع غارات سلاح الجو". وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، في بيان إن "مباني مجمع ناصر الطبي تتعرض للشظايا نتيجة القصف الإسرائيلي، مما يعرض حياة المرضى والطواقم والنازحين للخطر". وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يضع مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخان يونس في دائرة الخطر الشديد". وطالب القدرة، بـ"التدخل العاجل لحماية مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل وتسهيل حركة سيارات الإسعاف منها وإليها". وخلال الـ 24 ساعة الماضية قتل الجيش الإسرائيلي 195 فلسطينيا في 22 هجوما ضد العائلات الفلسطينية ليرفع حصيلة قتلى الحرب على غزة الى 25 ألفا و490 شهيدا و 63 ألفا و354 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" خلفت أكثر من 25 ألف قتيل، بحسب السلطات في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.