ظهرت "البيتكوين"، أول عملة مشفرة، عام ٢٠٠٨ وأخذت في الصعود منذ ظهورها، وفي أكتوبر ٢٠٠٩، باعت إحدى بورصات تداول العملات الرقمية ٥٫٠٥٠٢ بيتكوين مقابل ٥٫٠٢ دولار، بسعر دولار لكل ١٠٠٦ بيتكوين، ليجري تسجيل أول عملية شراء للبيتكوين بالنقود. وتعد هذه اللحظة الأهم في عالم العملات المشفرة؛ فلم يَعُد البيتكوين مجرد لعبة رقمية إذ أصبح سلعة سوقية لها سعر محدد. وفي يوم الثاني والعشرين من مايو ٢٠١٠، دفع شخص ١٠٠٠٠ بيتكوين لشراء فطيرتَي بيتزا بقيمة ٢٥دولارًا، وكانت هذه أول مرة يُستخدم فيها البيتكوين كوسيط للتبادل، واستغرقت العملة سبعة أشهر لتنتقل من كونها سلعةً سوقية لتصبح وسيطًا للتبادل. ومنذ ذلك الحين أصبحت العملات المشفرة كلمة طنانة ولغزًا إلكترونيًا يحظى بمتابعة متحمسة، ويظهر في عناوين الأخبار، ويثير جدلاً إعلاميًّا لا نهاية له، حيث يمكنك استخدامه لشراء أي شيء من القهوة إلى السيارات. وهذا يثير سؤالًا مهمًا هو لماذا يجب على أي شخص أن يهتم بالعملات المشفرة؟ يجيب الصحفيان في وول ستريت «بول فيجنا» و«مايكل جيه كيسي» على هذا السؤال في كتابهما «عصر العملات المشفرة»، الذي يجب أن يقرأه كل شخص مهتم بمستقبل المال. إذ يقدمان شرحًا وافيًا لكيفية عمل عملة البيتكوين، بالإضافة إلى العملات المشفرة كافة. ويتناول الكتاب كيف يمكن للعملات المشفرة أن يكون لها تأثير على المواطنين، والشركات، حتى الحكومات، من خلال تغيير النموذج العالمي الحالي لإصدار العملات، واستخدام نموذج جديد تكون فيه الحاسبات والأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مسؤولة عن النظام المالي بدلاً من البنوك. والمال له قيمة عندما يعتمد على نظام الثقة، والعملات المشفرة تعد مالًا لأن الناس يتفقون على أنه يمكن استخدامها كوحدة للتبادل من خلال استخراج عملات مشفرة من سجل عام لجميع المعاملات يسمى blockchain . ويشرح الكتاب كيف تعمل العملات المشفرة لإعادة اختراع الهياكل الاجتماعية التقليدية، إذ سيبدو عالم العملات المشفرة مختلفًا تمامًا عن عالم العملات الورقية السائد الآن، ويعلمك عصر العملات المشفرة كيف تكون مستعدًّا للدخول لحقبة جديدة في الاقتصاد الرقمي. يؤكد المؤلفان أن العملات المشفرة رغم أنها ابتكار عظيم، لكن أمامها تحديات كثيرة تجعل التغلب عليها أمرًا ليس سهلاً. اقرأ أيضًا:كن مستعدًا "معلمك" الجديد قادم!.. 4 كتب عن استفادة قادة الأعمال من الذكاء الاصطناعي يقول «مايكل ج. سايلور» رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ «مايكرو ستراتيجي» MicroStrategy إن كتاب «معيار البيتكوين» لـ «سيف الدين عَمُّوص» يعد توصيته الأولى لكل من يسعى إلى تكوينِ صورةٍ شاملةٍ عن النظرية الاقتصادية، والتطوُّرات التِّقنية التي قادت شبكة البيتكوين ودفعتها للنمو، وحدَّدت مسارها المستقبلي. ويرى أن العملات المشفرة تمثّل معًا واحدة من أكثر التقنيات عبقريةً في العالم، التي يمكن لها أن تُغيِّر العالم بأكمله، كما أنها تمثِّل أكبر فرصة متاحة حاليًّا لأولئك الذين يرغبون في إنشاء شيء جديد ورائع. ويستعرض الكتاب ميزتين للعملات المشفرة، الميزة الأولى: محدودية الكتلة النقدية المعروضة منذ البداية؛ حيث تتكوَّن هذه الكتلة من ٢١ مليون بيتكوين تُنتَج على مدار الوقت. وهو ما يُجنّبه التضخم وانخفاض القيمة الذي يُصيب العملات الورقية بمرور الوقت. والميزة الثانية التسوية النهائية للمُعامَلات عبر الحدود في غضون ساعات؛ إذ يُمكِن إرسال النقد واستقباله على نطاقٍ عالمي دونَ وجودِ سُلطة أو رقابة، وهو ما يعني الاستغناء عن البنوك والبنوك المركزية كليًّا. يُجري البيتكوين وظائف البنك المركزي الحديث بشكل آلي. وبالرغم من كونه اختراعًا جديدًا من العصر الرقمي؛ فإن المشكلات التي يهدف إلى حلها، هي مشكلات قائمة منذ نشأة المجتمع البشري. ويناقش الجزء الثاني من الكتاب الآثار الفردية، والاجتماعية والعالمية لأشكال النقد السليم والنقد غير السليم عبر التاريخ.ويشرح القسم الثالث آلية عمل شبكة البيتكوين وخصائصها الاقتصادية الأبرز، ويحلِّل الاستخدامات المُحتمَلة للبيتكوين كشكل من أشكال النقد السليم. يتناول «ناثانيل بوبر»، الصحفي المتخصص في المقالات التقنية والاقتصاد الرقمي بجريدة «نيويورك تايمز»، في كتابه «الذهب الرقمي» قصة المليونيرات الذين حاولوا إعادة اختراع المال، ولماذا تعد العملات المشفرة ثورة تكنولوجية؟ ويتناول الكتاب مفهوم تقنية العملات الرقمية ومصطلحات مثل شبكة البلوك تشين، والتعدين، والتشفير، والمحافظ الرقمية، وتأثيرها في الاقتصاد العالمي. يمكن اعتبار العملات المشفرة أموالاً حقيقية، فقد كانت دول العالم تتبادل الدولار بناء على وعد أن تمنح الولايات المتحدة حاملي الدولارات مقابلها ذهبًا. ولكن إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون أعلنت انتهاء اعتماد الدولار على الذهب كغطاء في عام 1970 بعد اختلال مخزون أمريكا من الذهب مقابل الدولارات المطبوعة نتيجة إنفاق الولايات المتحدة على حرب فيتنام. وأصبحت الثقة بالدولار مستمدة فقط من الثقة بالولايات المتحدة، وليس الذهب، ويمكن للثقة بنظام البلوك تشين أن تجعل العملات المشفرة نظيرًا للمال، إذا قبل أكبر عدد من الناس التعامل بها. ويرى المؤمنون بالعملات المشفرة من بكين إلى بوينوس آيرس إمكانية وجود نظام مالي متحرر من البنوك والحكومات. أكثر من مجرد بدعة في صناعة التكنولوجيا. اقرأ أيضًا:أغلق الباب وتدرب على الشعور بالملل.. 4 كتب عن العمل العميق يُعرَف «أندرياس أنتونوبولوس» مؤلف كتاب «احتراف البيتكوين» بدفاعه عن العملات المشفرة، إذ يعد من أوائل الذين تبنوا البيتكوين. ويتناول في كتابه كل المفاهيم المتعلقة بالعملات المشفرة، بلغة تقنية فنية، حيث تأتي الطبعة الثانية من الكتاب، التي صدرت في عام 2017 بعد طبعته الأولى عام 2014، محتوية على مقدمة شاملة عن عملة البيتكوين للمستخدمين غير التقنيين والمستثمرين ومديري الأعمال. ويشمل تفاصيل شبكة البيتكوين اللامركزية، وبنية نظير إلى نظير، ودورة حياة المعاملات، ومبادئ الأمان. بالإضافة إلى التطورات الجديدة مثل الشاهد المنفصل، وقنوات الدفع، والشبكة المسرّعة، وتحسين تفسيرات المفاتيح والعناوين والمحافظ، وقصص المستخدم والقياسات والأمثلة، ومقتطفات التعليمات البرمجية التي توضح المفاهيم التقنية الأساسية. ويوفر الكتاب لك كل ما تريد معرفته أو تحتاج إليه في عالم العملات المشفرة. سواء كنت تريد إنشاء التطبيق، أو الاستثمار في شركة ناشئة، أو حتى تشعر بالفضول بشأن العملات الجديدة في الاقتصاد الرقمي.
مشاركة :