أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، أن التواصل الحضاري يُعنى بالممارسات الإنسانية الراقية التي تشمل التعارف والتعاون والمشاركة والتفاعل وتبادل الخبرات والمعارف والأفكار. وتبرز أهمية التواصل الحضاري والحاجة إليه نتيجة للتحولات المتسارعة والتطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم إضافة إلى العُزلة التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية على أبناء الجيل في جميع المجتمعات الإنسانية. وأشار خلال ورقة عمل قدمها خلال اللقاء الذي نظمته إدارة تعليم محافظة الأحساء ضمن سلسلة برنامج "جسور توعوية" بعنوان "التواصل الحضاري ودوره في غرس القيم الإنسانية وتعزيز الهوية الوطنية" أمس، إلى أن التواصل الحضاري يسهم في إيجاد أرضية من الثقة والأريحية وتحقيق التقارب وتعزيز التفاهم بين الأفراد والمجتمعات الإنسانية، ويسهم في غرس القيم الإنسانية وفي مقدمتها احترام الآخر وتقبله وتقدير ذاته واستشعار أهمية المشتركات الإنسانية النابعة من التفاعل بين الخصوصيات الثقافية، وتعزيز التحاور والتعاون بحثًا عن القواسم المشتركة التي تحفظ للإنسانية كيانها. وبيّن الفوزان أن مفهوم التواصل الحضاري يقوم على غرس القيم الإنسانية التي تركز على القواسم الإنسانية المشتركة بين المجتمعات والبحث عن نقاط الالتقاء، والتركيز على وحدة النشأة ووحدة المصير لأبناء الإنسانية، وتقدير الذات بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين، وتأكيد الوسطية والاعتدال في سبيل الوصول إلى مقاربات بين المجتمعات، وتبادل التجارب والممارسات والمبادرات الإنسانية الرائدة. وأكد أن تعزيز الهوية الوطنية يكون من خلال إبراز المكتسبات الحضارية والإنجازات الثقافية والاقتصادية للمملكة في المحافل الدولية، وإبراز الجوانب المشرقة عن المملكة وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية، وإظهار الإرث الثقافي واللغوي للمملكة، وإبراز جماليات الفنون والتعريف بالفولكلور الشعبي.
مشاركة :