انتهى مشوار جمال بلماضي، مدرب منتخب الجزائر الأول لكرة القدم، مع «محاربي الصحراء» بالاستقالة، حسبما كشفت عنه وسائل إعلام جزائرية، الأربعاء، عقب الخروج المخيب من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار ومن دون أي انتصار. وبعد بلوغه المجد القاري عندما قاد الجزائر إلى النجمة الثانية عام 2019 في كأس أمم إفريقيا، خرج جمال بلماضي من الباب الصغير إثر تكرار سيناريو نسخة 2021 التي جرت في الكاميرون قبل عامين عندما ودع المنتخب الجزائري النهائيات من الدور الأول بحلوله في المركز الأخير من دون أي انتصار «تعادل وخسارتان»، وإن كان خروجه في النسخة الجارية بنقطتين من تعادلين وخسارة واحدة. ولاحق النحس بلماضي حتى في مشواره مع منتخب بلاده في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد الخسارة القاتلة على أرضه أمام الكاميرون في الدور الفاصل «1ـ2» بعد التمديد. وعلى الرغم من اختيار الجزائر الدخول في معسكر تدريبي مبكر في توجو للاعتياد على الأجواء القارية قبل بداية النهائيات في كوت ديفوار تفاديًا لـ«كارثة» نسخة الكاميرون، وكذلك فوزيها الإعداديين الصريحين على توجو «3ـ0» وبوروندي «4ـ0»، لم ينجح الجيل الذهبي للكرة الجزائرية في تحقيق ولو فوز واحد في ثلاث مباريات في بواكي. مباشرة بعد هذا الفشل الجديد، كتبت وسائل إعلام جزائرية أن المدرب أبلغ لاعبيه باستقالته في غرفة الملابس بعد الخسارة التاريخية أمام موريتانيا «0ـ1» في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، وهي الأولى في تاريخ مواجهات المنتخبين. في غضون خمسة أعوام ونصف العام، كانت النتائج متباينة جدًّا بالنسبة لابن شامبيني سور مارن «فال دو مارن» جنوب شرق العاصمة باريس. وردًا على السؤال الأول في المؤتمر الصحافي عندما ذكَّره أحد الصحافيين بأنه أصبح أول مدرب جزائري يخرج مرتين من الدور الأول، رد بلماضي بجفاف: «لم تؤكد أنني ثاني مدرب جزائري يفوز بكأس أمم إفريقيا» بعد عبد الحميد كرمالي عام 1990. وعندما سُئل مدرب الجزائر، البالغ من العمر 47 عامًا، مرات عدة عن الخلل الذي حدث في صفوف المنتخب في هذا العرس القاري، اكتفى بالإجابة في كل مرة بغياب الفعالية، وبدا أنه يرغب في الابتعاد عن التشكيك في قدراته علنًا. كما أكد لاعب مرسيليا السابق: «عندما استلمت مهامي عام 2018 كنّا في المركز الـ 14 في إفريقيا و60 في تصنيف «فيفا»، واليوم نحن في المراكز الخمسة الأولى قاريًّا وبين المركزين 28 و30 عالميًّا ومعنا كأس أمم إفريقيا في الحقيبة». حاول بلماضي تجديد دماء مجموعته قليلًا من أجل كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار، لكن الأمر لم يأتِ بثماره.
مشاركة :