دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددا يوم الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة. وقال في مناقشة مفتوحة رفيعة المستوى لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية "أجدد ندائي من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. هذا سيضمن وصول المساعدات الكافية إلى الأماكن المحتاجة، ويسهل إطلاق سراح الرهائن، ويساعد على خفض التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وأضاف أنه لا يمكن لأي عملية مساعدات إنسانية فعالة أن تعمل في ظل الظروف المفروضة على الفلسطينيين في غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني. وقال إن تسليم المساعدات الإنسانية ليس تمرينا لإحصاء الشاحنات بل يتعلق الأمر بضمان وصول الحجم والجودة المناسبين من المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين. ولكي تتمكن الأمم المتحدة من القيام بعملها، فإنها تحتاج إلى تلبية مجموعة من المتطلبات التشغيلية. وأوضح "نحن بحاجة إلى الأمان. نحن نعمل في منطقة حرب. ولا توفر آليات الإخطار الإنساني الحالية أي ثقة حقيقية للعمليات والتخطيط للاستجابات الإنسانية. وقد أظهرت عدة من الحوادث الخطيرة مدى الحاجة إلى تحسين هذه الآليات الأساسية بشكل كبير. السلامة أيضا تستلزم طرقا موثوقة ومُطهرة داخل غزة، ومعابر دون عوائق عند نقاط التفتيش". وأضاف "نحن بحاجة إلى أن نكون مجهزين للقيام بعملنا. هذا يشمل معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، حتى تتمكن القوافل من التواصل مع بعضها البعض، كما نحتاج إلى مركبات مدرعة ومعدات حماية، في ضوء الأعمال العدائية المستمرة والتلوث واسع النطاق بمخلفات الحرب من المتفجرات، وقدرة لوجستية أكبر بكثير، وقطع غيار للبنية التحتية مثل محطات تحلية المياه وغيرها من المواد الإنسانية الحيوية". وهناك أيضا حاجة إلى المزيد من نقاط العبور إلى غزة للحد من الازدحام وتجنب نقاط الاختناق، مشيرا إلى عدم توفر إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة. وفي الأسبوعين الأولين من شهر يناير، من بين 29 مهمة إنسانية مخطط لها لتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة شمال وادي غزة، لم يتم إنجاز سوى سبع مهام فقط كليا أو جزئيا، حيث منعت إسرائيل غالبية البعثات من الوصول. وأضاف أنه بعد أكثر من 100 يوم من العمليات في الشمال، استمر انعدام الأمن والقتال. وقال غوتيريش "أدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام إلى جميع أنحاء غزة. وأكرر دعوتي إلى وضع حد لجميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي. وأجدد ندائي من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". وأضاف أن الوضع الإنساني في غزة مروع. ومع حلول فصل الشتاء، يواجه 2.2 مليون فلسطيني في غزة "ظروفاً مزرية وغير إنسانية، ويكافحون ببساطة من أجل اجتياز يوم آخر دون مأوى مناسب، وتدفئة، ومرافق صحية، وطعام، ومياه صالحة للشرب، وفقا للأمين العام، الذي قال أيضا إن الجميع في غزة يعانون من الجوع، حيث يواجه ربع سكان غزة - أي أكثر من نصف مليون شخص - مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. وفي الوقت نفسه، هناك ما يقرب من 1.5 مليون شخص محشورون الآن داخل محافظة رفح. وينتشر المرض مع انهيار النظام الصحي. ولا يعمل سوى 16 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة بشكل جزئي. وأضاف أن هذا يعني أن سكان غزة لا يواجهون خطر القتل أو الإصابة بسبب القصف المتواصل فحسب، بل يواجهون أيضا فرصة متزايدة للإصابة بالأمراض المعدية.
مشاركة :