شركات عملاقة تتجنب البحر الأحمر ومصر تخشى الأسوأ

  • 1/25/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء – حولت مجموعة التعدين الأسترالية العملاقة (بي.إتش.بي)، مسار جميع شحناتها تقريبا من آسيا إلى أوروبا بعيدا عن البحر الأحمر في ظل الهجمات الحوثية على السفن. وقالت "بي.إتش.بي"، إن الاضطرابات في البحر الأحمر تجبر بعض شركات الشحن على اتخاذ مسارات بديلة مثل رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا بينما لا تزال شركات أخرى تفضل البحر الأحمر بضوابط إضافية، بينما تخشى مصر من تأثير هذه الاضطرابات على حركة العبور في قناة السويس. وأضافت أكبر شركة تعدين مدرجة في العالم في بيان "البحر الأحمر هو أحد طرق الشحن الرئيسية في العالم ومع ذلك فإن غالبية شحنات بي.إتش.بي لا تمر من هذا الطريق"، ولم تحدث أي اضطرابات كبيرة في الأعمال التجارية حتى الآن. ومنذ شهرين، ينفذ المتمردون اليمنيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ولمحاولة ردعهم، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. لكن الجيش الأميركي ينفذ وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ، يقول إنها معدة للإطلاق.ارئة، مشيرا في هذا الصدد إلى قيام شركة ترسانة السويس البحرية التابعة للهيئة بأعمال صيانة وإصلاح سفينة الصب "ZOGRAFIA" بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر. ويأتي قرار المجموعة الأسترالية العملاقة، في أعقاب تقارير من شركات مثل شركتي النفط الكبيرتين بي.بي وشل اللتين توقفتا مؤقتا عن استخدام البحر الأحمر حيث أدت هجمات الحوثيين إلى إرباك حركة التجارة بين أوروبا وآسيا. وأصدرت بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بتجنب البحر الأحمر واستخدام طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الغرب، وهو طريق أبطأ وبالتالي أكثر كلفة. وحققت بي.إتش.بي إيرادات بلغت 1.96 مليار دولار من أوروبا في عام 2023، أي نحو 3.6 بالمئة من إجمالي إيراداتها التي بلغت 53.82 مليار دولار. وكان تجار حبوب قد أكدوا إن الهجمات على السفن في منطقة البحر الأحمر خلال الأيام الماضية أدت إلى ارتفاع حاد في عدد سفن الحبوب التي تغير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس. وقالت مصادر ملاحية في وقت سابق أنها تتوقع تغيير بعض سفن الحبوب مسارها إلى رأس الرجاء الصالح لكن معظمها ستواصل المخاطرة بعبور قناة السويس، أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. لكن محللين وتجار حبوب قالوا إن استمرار هجمات حركة الحوثي على السفن رغم الضربات الأميركية البريطانية على مواقع الحركة في اليمن يعني أن المزيد من ناقلات الحبوب ستبتعد عن البحر الأحمر. وقال إيشان بهانو كبير محللي السلع الزراعية في شركة كبلر “تغير بالفعل مسار نحو ثلاثة ملايين طن متري من الحبوب من نحو سبعة ملايين طن تمر عادة عبر قناة السويس شهريا… وقفز عدد الشحنات التي ابتعدت عن البحر الاحمر هذا الأسبوع من 20 بالمئة إلى 45 بالمئة”. وأضاف إن كبلر تتبعت 18 سفينة أخرى حولت مسارها وعلى متنها نحو مليون طن من الحبوب. وأضاف أن “إحدى السفن المحملة بفول الصويا من الولايات المتحدة إلى الصين وصلت إلى مصر وقررت العودة قبل دخول قناة السويس”. وذكرت منظمة التجارة العالمية إن شحنات القمح التي تمر عبر قناة السويس انخفضت بنحو 40 بالمئة في النصف الأول من يناير/ كانون الثاني إلى نصف مليون طن متري بسبب الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن. وقال تاجر حبوب ألماني "من المؤكد أن عدد عمليات تغيير المسار أصبح أكثر خطورة في اليومين الماضيين"، لكنه أضاف، باعتباره مستأجرا نشطا للسفن لشحن الحبوب الخاصة بشركته، أن أعداد كبيرة من ناقلات البضائع السائبة لا تزال تبحر عبر البحر الأحمر. ولجأت أيضا كبرى شركات الشحن في اليابان، تعليق استخدام جميع سفنها للطرق التي تمر عبر البحر الأحمر، بسبب دواعي تتعلق بالسلامة، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة، بحسب ما أوردته هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه). بدورها، أعلنت هيئة قناة السويس تفاصيل الوضع الحالي في القناة بعد التطورات الأخيرة والضربات ضد الحوثي في البحر الأحمر. وأعلن الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة في بيان الخميس، أن الملاحة بالقناة منتظمة ولم تتوقف على الإطلاق ولو ليوم واحد منذ اندلاع الأزمة، مؤكدا أن القناة مستمرة في تقديم خدماتها الملاحية بصورة طبيعية وذلك بالتوازي مع استمرار جهود الهيئة في دعم عملائها لتقليل تأثير الأوضاع الراهنة عليهم. وخلال اجتماع له مع أرسينيو دومينجيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، بهدف بحث تطورات الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، ومناقشة آليات التعاون والعمل المشترك لتقليل تأثيرات الأزمة على سلاسل الإمداد العالمية وحركة الشحن البحري، أكد ربيع أن قناة السويس تحقق وفرا في الوقت والمسافة مقارنة بالمسارات البديلة مما يساهم في خفض استهلاك الوقود بنسب تتراوح من 10 إلى 90 بالمئة، وفقا لميناءي القيام والوصول، وما يترتب عليه من خفض الانبعاثات الكربونية الضارة. وأشار إلى أن قناة السويس ساهمت في خفض الانبعاثات الكربونية بمعدل 55.4 مليون طن خلال عام 2023، محققة وفرا في استهلاك الوقود قدره 16.9 مليون طن. واستعرض حزمة الخدمات الملاحية والبحرية الجديدة التي تتيحها القناة والتي لم تكن موجودة من قبل، مثل خدمات التزود بالوقود وخدمة الإسعاف البحري، فضلا عن خدمات الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث وخدمات الإصلاح وصيانة السفن بترسانات الهيئة وغيرها من الخدمات التي قد تحتاج إليها السفن المارة في الظروف الاعتيادية والظروف الط

مشاركة :