كشف الباحثون عن وجود رابط كبير بين أنماط التنفس في أثناء النوم وقدرة الدماغ على تقوية الذاكرة، وهذا الاكتشاف الذي نُشر في Nature Communications يشير إلى أن عملية التنفس قد يكون لها تأثير كبير على أدمغتنا. تناولت الدراسة العلاقة بين العمليات الفيزيولوجية في أثناء النوم غير الحركي للعين السريع NREM وتعزيز الذاكرة، واُعترف دائمًا بأهمية هذا النوم في تقوية الذاكرة، لكن دور التنفس كان غير مستكشف. تتمحور الدراسة حول الذبذبات المرتبطة بالنوم وإعادة تنشيط الذاكرة، وتعد هذه الأنشطة التي هي ذات طبيعة إيقاعية أساسية لتحويل الذكريات إلى ذكريات طويلة الأمد، وتقترح أن التنفس يؤثر على هذه الذبذبات. شملت الدراسة 20 مشاركًا سليمًا، وراقبهم العلماء على مدى جلستين في مختبر للنوم، وخضع المشاركون لسلسلة من المهام مثل اختبار اليقظة ومهمة ذاكرة قبل وبعد قيلولة مدتها 120 دقيقة. اقرأ أيضًا: احذر.. النوم بهذه الوضعية يجعلك عرضة أكثر للحلم بالكوابيس! تركزت الدراسة على تزامن دورات التنفس مع الذبذبات الدماغية المسجلة عبر تخطيط كهربائي للدماغ. كانت النتائج مذهلة، إذ تظهر الذبذبات البطيئة عادة قبل ذروة الشهيق مباشرة، بينما تحدث الأزمنة النومية بعد ذروة الشهيق مباشرة. يشير هذا التزامن المعقد إلى دور أساسي للتنفس في تنظيم عملية تعزيز الذاكرة في أثناء النوم، كما ترتبط قوة هذا الرابط بمدى إعادة تنشيط الذاكرة. يسلط هذا الاكتشاف أهمية النوم للرفاهية الجسدية والإدراكية، ويفتح آفاقًا للبحث المستقبلي، وعلى الرغم من إثبات علاقة ترابطية وليست سببية، فإنها تمهد الطريق لتدخلات تستهدف هذه العلاقة لتعزيز الذاكرة. شاهد أيضًا:
مشاركة :