مرونة تركيا تجاه انضمام السويد للناتو تحرك صفقة اف 16

  • 1/26/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إسطنبول – قال السفير الأميركي لدى أنقرة إنه يتوقع أن يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموافقة النهائية على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي في غضون أيام، مما سيؤدي إلى خطوات سريعة نحو موافقة الكونغرس على بيع طائرات مقاتلة من طراز أف-16 لأنقرة. وفي مقابلة حصرية مع رويترز اليوم الخميس، قال السفير جيف فليك إنه بمجرد استلام وثيقة التصديق الرسمية في واشنطن، سترسل وزارة الخارجية الأميركية على الفور إخطارا للكونغرس بشأن بيع مقاتلات أف-16. وصدق البرلمان التركي الثلاثاء على طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي أزال عقبة رئيسية أمام توسيع التحالف العسكري الغربي بعد 20 شهرا من التأخير. وعلى أردوغان توقيع التشريع الذي سيتم نشره في الجريدة الرسمية التركية. كما يتعين إرسال وثيقة انضمام السويد إلى واشنطن. وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع ذلك "في غضون أيام"، قال فليك، وهو عضو جمهوري سابق في مجلس الشيوخ الأميركي لرويترز "نعم أتوقع ذلك". وأضاف "لا أرى أي سبب يجعل تركيا تنتظر، بعد أن تحرك البرلمان. لذا أتوقع أنه بمجرد نقل هذه الوثيقة إلى واشنطن سيتم إخطار الكونغرس (ببيع طائرات أف-16)". وقال لرويترز عبر الهاتف "يتعين على الرئيس هنا أن يوقع على الوثيقة ومن ثم يتعين نقلها إلى واشنطن. بمجرد حدوث ذلك نتوقع أن يتم الإخطار، ويعقبه الإخطار الرسمي". وكان أردوغان وأعضاء في الكونغرس الأميركي قد ربطوا دعم تركيا لمساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بموافقة الكونغرس على بيع طائرات ومعدات تحديث بقيمة 20 مليار دولار من شركة لوكهيد مارتن لتركيا. وبعث الرئيس الأميركي جو بايدن برسالة إلى زعماء اللجان الرئيسية في الكونغرس الأربعاء يبلغهم فيها بنيته بدء عملية الإخطار الرسمية لبيع طائرات أف-16 بمجرد استكمال أنقرة عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول أميركي إن بايدن حث الكونغرس في رسالة موجهة إلى كبار الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب على الموافقة على عملية البيع "دون إبطاء". وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن البيت الأبيض بعث برسالة لأعضاء الكونغرس يحثهم فيها على الموافقة على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لبيع طائرات أف-16 ومعدات تحديث لمقاتلات موجودة بالفعل لدى تركيا. وتسعى السويد منذ عام 2022 للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز أمنها بعد الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا. ويتعين أن يوافق أعضاء التكتل العسكري بالإجماع على انضمام أي أعضاء جدد. لكن تركيا أثارت اعتراضات حينها على ما وصفته بحماية السويد لجماعات تعتبرها إرهابية ما دفع ستوكهولم إلى سن قانون أمني جديد. وكانت تأخيرات أنقرة قد أحبطت بعض حلفائها الغربيين ومكنتها من انتزاع بعض التنازلات. لكن فليك، الذي كان سفيرا طوال العملية، قال إن السويد تعاملت مع "احتياجات تركيا الأمنية المشروعة للغاية" خلال تلك الفترة. وقال السفير إنه على اتصال برئيسي وأعضاء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، بمن فيهم من لديهم مخاوف إزاء بيع طائرات أف-16 إلى تركيا بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان والتأخير في الموافقة على عضوية السويد لحلف شمال الأطلسي. وأضاف "هناك أعضاء في الكونغرس كانوا مصرين أنه قبل المضي قدما في بيع طائرات أف-16 لتركيا، يجب أن تكون السويد عضوا في حلف الأطلسي". وأوضح "لكنهم جميعا يرون قيمة مشاركة تركيا في حلف شمال الأطلسي ويرون جميعا قيمة العمل المشترك الذي يأتي جراء تحديث طائرات أف-16". وكانت تركيا طلبت في أكتوبر 2021 شراء مقاتلات أف-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن بقيمة 20 مليار دولار وما يقرب من 80 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية، تعويضا عن تجميد صفقة المقاتلة من الجيل الخامس أف 35 وتعليق برنامج الشراكة مع هيئة الصناعات العسكرية التابعة للرئاسة التركية، ضمن عقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أنقرة، بعد شرائها منظومة الصواريخ الروسية أس 400. وتعد المقاتلات الأميركية أف 16 العنصر الرئيسي في سلاح الجو التركي، وتشكل القوة الضاربة الرئيسية لقواته، إذ اشترت أنقرة بين عامي 1987 و2012 ما مجموعه 270 طائرة من واشنطن. ويراجع قادة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب كل مبيعات الأسلحة الأجنبية الكبرى. ويطرحون بانتظام أسئلة أو يثيرون مخاوف بشأن قضايا حقوق الإنسان أو القضايا الدبلوماسية التي يمكن أن تؤخر أو توقف مثل هذه الصفقات. ويدعم البيت الأبيض صفقة البيع، ويتوقع محللون التوصل إلى اتفاق سريعا في هذا الصدد بعد موافقة أنقرة على طلب ستوكهولم. لكن لا يوجد إطار زمني واضح للكونغرس الأميركي للموافقة على الصفقة، إذ تواجه تركيا بعض المعارضة فيه بسبب تأخيرها توسيع حلف الأطلسي وكذلك سجلها في مجال حقوق الإنسان.

مشاركة :