نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا مقالًا يشير إلى أنه منذ أن أعادت الصين فتح حدودها، ازدهرت السياحة المحلية وأصبحت السكك الحديدية عالية السرعة تحظى بشعبية متزايدة. ومع ذلك، تأخر انتعاش السفر الدولي من وإلى الصين، مما كان له تأثير كبير على الاقتصاد. وقبل تفشي جائحة كوفيد-19، كان السائحون الصينيون أكبر مجموعة مستهلكة سياحية في العالم. وفي العام الماضي، بذلت الصين جهودا حثيثة لتحفيز المزيد من السائحين على السفر عبر الحدود، بما في ذلك تطبيق إعفاءات التأشيرة للزوار من ألمانيا وفرنسا ودول أخرى. وحتى ديسمبر الماضي، بلغ إشغال الرحلات الجوية من وإلى الصين 62٪ فقط مقارنة بنفس الفترة من عام 2019. لكن السفر الداخلي زاد، حيث ارتفع عدد المسافرين بنسبة 10% تقريبًا عن مستويات ما قبل الجائحة. وفي بداية العام الماضي، لم يكن هناك سوى حوالي 500 رحلة جوية دولية أسبوعيا في الصين، أما الآن فهناك 4,600 رحلة، ويتوقع أن يرتفع الرقم إلى 6,000 بنهاية العام الحالي. ويرى محللون أن التعافي الكامل للسياحة الدولية لن يتحقق حتى عام 2025. ويستقبل الشهر المقبل اختبار كبير من حلول عيد الربيع التقليدي الصيني، حيث تستعد شركات الطيران الصينية لتنظيم 2,500 رحلة جوية دولية إضافية لتلبية احتياجات راغبي السفر. ويتوقع أنه خلال فترة ذروة سفر عيد الربيع، سيصل حجم ركاب السكك الحديدية إلى 480 مليونا، بزيادة تقارب 40% عن العام الماضي. وقال اقتصاديون في شركة نومورا للأوراق المالية إن سرعة انتعاش صناعة السياحة ستعتمد إلى حد كبير على رغبة الصينيين. والآن، عولجت مشكلات مثل تأخير إصدار التأشيرات وجوازات السفر. وأصبح التقدم بطلب للحصول على تأشيرة وزيارة الصين ليس بالأمر المعقد، حيث بدأت الصين السماح للزوار من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وماليزيا وهولندا بالسفر بدون تأشيرة لمدة 15 يومًا. وفي الأسابيع الستة والنصف الأولى من تنفيذ السياسات ذات الصلة، تم إصدار 147 ألف تأشيرة سفر. وبالنسبة للزوار من الولايات المتحدة، لن يحتاج المتقدمون للحصول على التأشيرة بعد الآن إلى تقديم سجلات حجز الفنادق أو مسارات الرحلة أو خطابات الدعوة. كما أصبح من الأسهل على الأجانب دفع الرسوم في الصين. وفي يوليو الماضي، قالت منصتا الدفع الرئيسيتان "ويتشات باي" و"علي باي" إنهما ستدعمان بطاقات الائتمان الأجنبية، مما يسمح للسائحين الأجانب بالدفع مثل المحليين. وقد تؤدي التوترات الجيوسياسية وتردد السائحين الصينيين إلى عرقلة انتعاش الصناعة. وستستمر التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الظهور على خلفية السفر الدولي الصيني. وقد تؤثر الأذواق المتغيرة والدخل المتاح للصينيين على نتائج الانتعاش الاقتصادي السياحي. ومع زيادة حساسية الأسر الصينية للأسعار وعقلانيتها، أصبح السفر الداخلي أكثر شعبية.
مشاركة :