ونيجيريا والكاميرون قوتان رئيسيتان في الكرة الإفريقية، ويعد لقاؤهما الذي ينبأ بالكثير من الندية والإثارة، نهائياً مبكراً حتى مع التراجع الواضح في مستوى الكاميرون أخيراً. وظفرت الكاميرون في ثلاث مواجهات حاسمة بينهما في نهائي 1984 مع نجمها التاريخي روجيه ميلا والتي أقيمت أيضاً في ملعب فيليكيس-أوفويت بوانيي، 1988 مع المدرب الفرنسي المحنّك كلود لوروا و2000 في بداية فترة تألق المهاجم صامويل إيتو (رئيس الاتحاد حالياً)، علماً ان مصر هي الوحيدة تتفوق عليها بعدد الألقاب (7). والتقى الفريقان لآخر مرة في ثمن النهائي في بطولة 2019، وتأهلت نيجيريا إلى ربع النهائي بعد الفوز 3-2. تدخل نيجيريا اللقاء في وضع أفضل فنيا إذ تأهلت وفي جعبتها 7 نقاط، جمعتهم من تعادل مع غينيا الاستوائية إحدى مفاجئات البطولة 1-1 افتتاحاً، والفوز على المضيفة ساحل العاج وغينيا بيساو 1-0. أما الكاميرون فتأهلت في اللحظات الأخيرة بعدما فازت على غامبيا 3-2 بهدف للمدافع كريستوفر ووه، بعدما تعادلات افتتاحا مع غينيا 1-1 وخسرت من المتصدرة السنغال 3-1. أزمة هجومية؟ ويعاني الفريقان من أزمة واضحة في تسجيل الأهداف وتحويل الفرص الوفيرة إلى الشباك. إذ لم تسجل نيجيريا بترسانة هجومية يتقدمها فيكتور أوسيمهن أفضل لاعب في إفريقيا 2023 سوى ثلاثة أهداف فقط، بينهم هدف من ضربة جزاء وآخر ذاتي أحرزه مدافع غينيا بيساو. ورفقة صاحب القناع أوسيمهن الحالم بالبطولة، يواصل جناح نانت الفرنسي موزس سايمون ومهاجم ميلان الإيطالي صامويل تشوكويزي تشكيل خطورة كبيرة لكنّ دون ترجمتها إلى أهداف. علّما أنّ نيجيريا فقدت مهاجميها فيكتور بونيفاس (باير ليفركوزن الألماني) وصادق عمر (ريال سوسييداد الإسباني) قبل البطولة للإصابة. فيما يواصل مهاجمو الكاميرون اهدار الفرص بغرابة خصوصاً في لقائي غينيا والسنغال. ومن ضمن خمسة أهداف سجلوها في دور المجموعات، سجل المهاجمون هدفين فقط، فيما سجّل المدافعون هدفين، مقابل هدف ذاتي أحرزه مدافع غامبيا جايمس غوميس في مرماه. ويأمل المدرب ريغوبير سونغ أنّ يكون قائده ومهاجمه فنسان ابو بكر لائقا للمشاركة، بعد إصابته قبل البطولة وغيابه عن كامل مباريات دور المجموعات. ومن غير الواضح إذا كان سيواصل الاعتماد على الحارس فابريس أوندوا على حساب حارب مانشستر يونايتد الإنكليزي أندريه أونانا الذي قدّم أداءً مهتزا أمام السنغال خلال الخسارة 1-3. ولدى سونغ، أكثر لاعب كاميروني خوضا للمباريات والفائز بالبطولة في 2000 و2002، حافز شخصي إضافي للفوز يتمثل في سعيه ليكون ثالث شخص يتوج باللقب كلاعب ومدرب في تاريخ البطولة، بعد المصري ومحمود الجوهري والنيجيري ستيفن كيشي. حذر أنغولي على ملعب السلام في بواكي، تقص أنغولا، المتصدر المفاجئ لمجموعة ضمت الجزائر وبوركينا فاسو، شريط مباريات ثمن النهائي أمام ناميبيا التي حقّقت فوزها الأول في رابع مشاركاتها بالبطولة. وتأهلت أنغولا بقيادة مدربها البرتغالي بيدرو غونسالفيس بعد نتائج مميزة، شهدت التعادل افتتاحاً مع الجزائر 1-1 ثم الفوز على موريتانيا 3-2 وبوركينا فاسو 2-0. ويعوّل غونسالفيس على لاعب وسط الوكرة القطري جاسينتو مووندو دالا ومهاجم الاتحاد السكندري المصري الخطير والنشيط مابولولو، اللذين أحرز كل منهما هدفين. وهي المرة الثالثة بعد 2008 و2010 يتجاوز فيها منتخب أنغولا المُلقب "الغزلان السوداء" دور المجموعات في تسع مشاركات. أما ناميبيا بقيادة مدربها ولاعبها السابق كولن بنجامين، فتأمل أن تستعيد ذكريات ادائها القوي واللافت أمام تونس حين هزمتها افتتاحا 1-0، وهو الفوز الأول لها على الإطلاق بالبطولة والذي شكّل مفتاح تأهلها التاريخي لثمن النهائي في رابع مشاركاتها. وفي المباريتين التاليتين، خسر المنتخب المُلقب "المحاربون الشجعان" امام جارته جنوب إفريقيا 4-0 ثم تعادل مع المتصدرة مالي 0-0 فظفر بنقطة أهلته ضمن أفضل منتخبات احتلت المركز الثالث. ويأمل بنجامين أنّ يستعيد لاعبوه نشاطهم وفعاليتهم امام المرمى خصوصا لاعب أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي ديون هوتو ومهاجم ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي المتميز بيتر شالوليلي. ويلتقي الفائزان من المواجهتين في ربع النهائي في 2 شباط/فبراير المقبل على ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي.
مشاركة :