ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي(الاتحاد)بإطلالة بانورامية ساحرة على مدينة خورفكان في الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى قمة جبلية يصل ارتفاعها إلى 600 متر فوق سطح البحر، تتربع استراحة السحب وجهة ترفيهية فريدة وواحدة من أهم نقاط الجذب السياحي في الدولة، حيث تم تشييدها على شكل دائري يضمن استمتاع الزوار برؤية المدينة من جهاتها الأربع. وتوفر استراحة السحب، التي تم افتتاحها في عام 2021، تجارب ممتعة تترك ذكريات لا تنسى، وهو ما يتوافق مع النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، والتي تقام، خلال الفترة من 9 يناير حتى 20 فبراير 2024، بهدف تشجيع السياحة الداخلية، وإبراز المعالم السياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديم صورة متكاملة حول أهم الأنشطة الثقافية والفعاليات الترفيهية والرياضية في كل منطقة من مناطق الدولة.معايير سلامة عالمية وتقع استراحة السحب في قلب مدينة خورفكان بالمنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة، والتي تتميز ببيئتها الجبلية المحيطة بها من كل الاتجاهات، وجمال شواطئها، ومعالمها التاريخية والأثرية، الأمر الذي أسهم في فوزها بجائزة أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2023، والتي أعلن عنها مؤخراً الاتحاد العربي للإعلام السياحي، ما يؤكد جاذبية المدينة على الصعيدين السياحي والتراثي. وتم تصميم استراحة السحب على قمة أحد جبال خورفكان على شكل مبنى دائري قطره 30 متراً، بارتفاع يصل إلى 600 متر عن سطح البحر وفق أفضل معايير السلامة، لا سيما في مبنى الاستراحة أو في الطريق المؤدي إليها، حيث يمكن الصعود إلى الاستراحة بكل سلاسة من خلال طريق يبلغ طوله 6.5 كيلومتر، ويشتمل على حارتين للصعود وحارة للنزول، كما أنه مجهز لاستخدام الحافلات، وتم إضاءة الطريق بـ738 عموداً، و48 عموداً للمواقف، وتم تدعيم الطريق بحواجز خرسانية لحماية مرتادي الطريق، وتحديد سرعته القصوى بـ 60 كيلومتراً لتوفير أفضل معايير الأمان والسلامة للزوار ورواد الوجهة. وقد أضيف إلى ذلك المسار الجبلي الذي يصل بين استراحة السحب واستراحة سد الرفيصة بطول يبلغ 3 كيلومترات، ويوفر المسار لمحبي الرياضات الجبلية والمغامرات وممارسي الرياضة تجربة مميزة بين جبال خورفكان، حيث تجذب المسارات الجبلية الكثير من محبي رياضة تسلق الجبال، لذا جاءت فكرة ربط الاستراحة بمسارين جبليين الأول مع سد الرفيصة، والآخر يجري العمل عليه حالياً، وهو مسار جبلي يمتد من استراحة السحب إلى برج جبل الشيخ بطول 2800 متر. إطلالة خلّابةويبرز جمال استراحة السحب في كونها تجربة فريدة تجمع في خصائصها بين عناصر الجمال الطبيعي لالتقاء الجبال والبحر، والإطلالات الخلابة من فوق قمم الجبال على المدينة المحيطة، وقد تم رفد كل ذلك بخدمات ومرافق تزيد معايير الراحة للزوار والسياح.وقد تم تصميم استراحة السحب بعناية فائقة، لا سيما من حيث اختيار القمة الجبلية التي أقيمت عليها، أو مساحة المبنى وشرفاته الداخلية والخارجية، وكذلك في تصميمه الدائري اللافت.وتمتد الاستراحة على مساحة 10250 متراً مربعاً، وتضم طابقين بمساحة إجمالية 2788 متراً مربعاً، حيث يشتمل الطابق الأرضي على مطعم ومقهى تسع 88 شخصاً في القاعة الداخلية، و48 في الشرفة الخارجية، أما القبو فيحتوي على قاعة متعددة الأغراض تسع 62 شخصاً ومصلى للرجال وآخر للنساء، ودورات مياه، ومرافق خدمية وإدارية، وفضلاً عن ذلك، توفر الشرفات الداخلية والخارجية للمبنى إطلالات ساحرة للمناظر الرائعة على مدينة خورفكان كاملة، كما تضم الاستراحة منطقة ألعاب للأطفال بمساحة 541 متراً مربعاً.وقد تم دعم طريق الاستراحة بخمس مناطق تطويرية على مستويات مختلفة، حيث يقع المستوى الأول على ارتفاع 110 أمتار عن مستوى سطح البحر، والثاني على ارتفاع 200 متر، والثالث على ارتفاع 240 متراً، والرابع على ارتفاع 375 متراً وأخيراً المستوى الخامس، ويقع على ارتفاع 470 متراً عن مستوى سطح البحر، وتشتمل الخطة التطويرية لهذه المستويات على إقامة خدمات مختلفة، مثل المطاعم والمقاهي بالإضافة إلى توفير 309 مواقف تخدم الاستراحة الأساسية.ولإضفاء مزيد من الجمال إلى منطقة الاستراحة من الخارج تم تزيين المنطقة المحيطة بمساحات خضراء تشكلت من آلاف الأشجار متعددة الأصناف والألوان، حيث تم زراعة 8700 شجرة، لتضفي طابعاً جمالياً وصحياً على المنطقة، وتنوعت بين 7000 شتلة من شجرة الجهنمية و500 شتلة من شجرة البنسيتم، و1000 شتلة من شجرة الشوع، و200 شتلة من شجرة الكنا، بالإضافة إلى توفير 89 موقفاً للسيارات. مشاريع نوعيةوتسهم استراحة السحب، إلى جانب العديد من المشاريع النوعية في خورفكان مثل مدرج وشلال خورفكان وتطوير منطقة الكورنيش وميدان خورفكان ونصب المقاومة وبرج الرابي وبرج العدواني وحديقة شيص وقرية نجد المقصار وشاطئ خورفكان وسوق شرق (السوق القديم في خورفكان)، إلى جانب استراحة شيص وهي أحدث مشاريع المدينة وغيرها الكثير من مقاصد الجذب السياحي في المدينة، في جذب عدد كبير من الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة، كما كان لهذه المشاريع دور كبير في مضاعفة أعداد زوار مدينة خورفكان بشكل عام، ما أسهم في دعم قطار التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة، ووفر فرص عمل كثيرة لأبناء المنطقة، حيث تم افتتاح العديد من المشاريع الجديدة، تلبية لاحتياجات الأعداد المتزايدة من الزوار والسياح. يذكر أن مدينة خورفكان عبارة عن خور على هيئة فكين اثنين يحيطان بها، ومن هنا جاءت التسمية (خورفكان)، وهي منطقة سياحية ذات مناظر طبيعية خلابة، ما جعلها وجهة للزوار المحليين والسياح من خارج الدولة.وتمتاز خورفكان بطبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية والهدوء وجمال مبانيها، لذا لُقبت بـ«عروس الساحل الشرقي»، حيث تجمع بين جمال وروعة الجبال وكرم أهلها ومياه شواطئها المتماوجة بين الزرقة والاخضرار، وتحاط بشريط جبلي يشكل مع الرمال الدافئة منظراً رائعاً يبعث في النفس الراحة والاستمتاع.
مشاركة :