عمون - أُلقي القبض على مراهق عربي في جنوب إسبانيا، ووُضع قيد الحبس الاحتياطي بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية وحيازة متفجّرات، وفق وثيقة قضائية اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الخميس. وأُوقف الفتى، الأحد، في مونتيلانو، قرب إشبيلية، بعد عملية مراقبة استمرّت أكثر من شهرين. ودفعت المخاوف من انتقاله إلى الفعل، الشرطة، إلى التدخّل، حيث عُثر خلال عمليات التفتيش على جزء من قنبلة جاهزة للاستخدام تحتوي على مقذوفات معدنية ولم تنقصها إلّا المادّة المتفجّرة، حسبما ورد في وثيقة المحكمة التي تفيد باحتجازه. كذلك عثر في منزله على ملاحظات مكتوبة بخطّ اليد بشأن تصنيع مادة "بيروكسيد الأسيتون" (تي آي تي بي) المتفجّرة وزجاجات "أسيتون" و"بيروكسيد الهيدروجين" و"حمض الكبريتيك" ومنجل وسترة عسكرية وصورة مؤطّرة لعلم تنظيم "داعش". وأشارت الوثيقة إلى أنّ الشرطة تلقّت مكالمة هاتفية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحذّرها من أنّ الشاب "بحوزته عدّة مواد تُستخدم في صنع متفجّرات". ووفقاً للمحكمة، فقد تعهّد المراهق علنًا الولاء لتنظيم داعش و:كان متطرّفاً للغاية، ومهووساً بكلّ شيء عسكري". وفي 13 نوفمبر، عرض على عدد من الشباب شريط فيديو لـ«جهادي» يفجّر نفسه، موضحاً لهم أنه «صنع جهاز تفجير يمكن تفعيله عن بعد بواسطة الهاتف الخلوي». وقال القاضي عند إصداره الأمر بوضعه قيد الاحتجاز، إنّ التهم الموجهة إليه «خطرة للغاية». من جهته، أفاد رئيس بلدية مونتيلانو، كورو جيل، صحيفة دياريو دي سيفييا (Diario de Sevilla) المحلية، بأنّ عائلته وصلت الشرق الأوسط لاجئة منذ عدّة سنوات، واندمجت بسلام في المدينة الواقعة على بعد حوالى 60 كيلو متراً جنوب شرق إشبيلية. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تمّ توقيف والدته، التي تعمل بالخياطة، لفترة وجيزة، ثم أُطلق سراحها الأربعاء. وشهدت إسبانيا أعنف هجوم في 11 مارس (آذار) 2004 عندما فجر متطرفون يستلهمون فكر تنظيم «القاعدة» 4 قطارات في مدريد وقتلوا 191 شخصاً وأصابوا نحو ألفين بجروح. وتقدر السلطات بنحو مائة عدد الشبان الذين انضموا إلى صفوف تنظيمات متشددة في العراق وسوريا، وهو عدد منخفض نسبياً بالمقارنة مع آلاف الفرنسيين والبريطانيين والألمان الذين غادروا إلى هذين البلدين. ومنذ عام 2015 وإسبانيا في حالة تأهب من المستوى الرابع، وقد شهدت البلاد في أغسطس (آب) 2017 آخر هجوم كبير عندما دهس شبان متطرفون من المغرب مارة في برشلونة وبلدة ساحلية قريبة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 150 آخرين. وكان وراء هذا الهجوم إمام يقيم في إحدى بلدات كاتالونيا قام بتجنيد شبان ودفعهم إلى التطرف، لكنهم قتلوا جميعاً على يد الشرطة. كما قتل الإمام نفسه في انفجار عرضي خلال تحضيره لهجوم مع أتباعه. الشرق الأوسط
مشاركة :