وصلت منافسات دور المجموعات في كأس آسيا AFC قطر 2023 إلى نهايتها يوم الخميس الماضي، وتم تأكيد الفرق الـ16 المتأهلة إلى الأدوار الإقصائية، بينما تم إقصاء ثمانية منتخبات. دراما متأخرة مذهلة، ومباريات عالية الأهداف، والعديد من المفاجآت، في حين شهدت مباريات الدور الأول إثارة ستظل خالدة في الذاكرة بعدما انطلقت النسخة الثامنة عشرة من البطولة القارية بأسلوب رائع. والآن مع وجود استراحة قصيرة قبل انطلاق دور الـ16 قام الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإلقاء نظرة على ست من أقوى المواجهات في دور المجموعات؛ إذ يمكن للمشجعين المشاركة في التصويت للمباراة المفضلة بالنسبة لهم. واختار الاتحاد الآسيوي مواجهة المنتخب السعودي مع شقيقه العماني في الجولة الأولى من البطولة ضمن قائمة أقوى مواجهات دور المجموعات. * السعودية 2 - عُمان 1 الجولة الأولى، استاد خليفة الدولي فبعدما يزيد قليلاً على عام منذ فوز السعودية المذهل على الأرجنتين في كأس العالم 2022، عادت الصقور الخضراء إلى قطر بوصفها أحد المرشحين للفوز بكأس آسيا. وتحت قيادة المدرب الجديد روبرتو مانشيني بدؤوا مشوارهم في المجموعة السادسة بمواجهة عمان، لكن المراحل الأولى من المباراة لم تَسِر كما هو مخطط لها. افتتح فريق برانكو إيفانكوفيتش التسجيل في الدقيقة الـ15 من خلال ضربة جزاء، نفذها صلاح اليحيائي قبل أن يقوم حارس المرمى العماني إبراهيم المخيني بسلسلة من التصديات الرائعة لإبقاء السعوديين في مأزق. واستمرت المباراة على المنوال نفس بعد الاستراحة حتى نجح فريق مانشيني أخيرًا في تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة الـ78. فبعد ثلاث دقائق على مشاركته بديلاً انطلق عبدالرحمن غريب بالكرة، وتخطى دفاع عمان قبل أن يسدد في الشباك. وبعد ذلك واصل السعوديون الضغط. وفي الدقيقة الـ96 نجح قلب الدفاع علي البليهي في تسجيل هدف الفوز عبر كرة رأسية في الشباك إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى؛ ليحقق المنتخب السعودي فوزًا دراماتيكيًّا بنتيجة 2-1. * اليابان 4 - فيتنام 2 الجولة الأولى، استاد الثمامة لم يكن هناك نقص في الإثارة المحيطة بهذه المباراة؛ فبعد 23 عامًا من قيادة اليابان للفوز بلقب كأس آسيا 2000 واجه مدرب فيتنام فيليب تروسيه فريقه السابق للمرة الأولى منذ ترك منصبه بعد كأس العالم 2002. وقد نجح المنتخب الفيتنامي في التسبب بقلق لأحد المرشحين للفوز بلقب البطولة في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة. منح تاكومي مينامينو منتخب الساموراي الأزرق التقدم في الدقيقة الـ11، لكن الفريق القادم من جنوب شرق آسيا أدرك التعادل بعد فترة وجيزة عندما سكنت رأسية نغوين دينه باك البالغ من العمر 19 عامًا الشباك. وتواصل الاندفاع الفيتنامي عندما حوّل فام توان هاي الكرة باتجاه القائم البعيد في الدقيقة الـ33 لتفاجئ فيتنام البطل أربع مرات. ومع ذلك رد فريق المدرب هاجيمي مورياسو مع اقتراب نهاية الشوط الأول؛ إذ نجح مينامينو في إدراك التعادل، ثم سجل كيتو ناكامورا الهدف الثالث ليتقدم الفريق بنتيجة 3-2. وفي الشوط الثاني كان الفريق الياباني هو الأفضل، لكن نتيجة المباراة بقيت معلقة حتى نجح البديل أياسي أويدا في حسم الأمور، ومنح اليابان فوزًا صعبًا قبل ما يزيد قليلاً على خمس دقائق على نهاية المباراة. * العراق 2 - اليابان 1 الجولة الثانية، استاد المدينة التعليمية أدى فوز اليابان على فيتنام إلى وصول الفريق إلى سجل يتضمن 11 انتصارًا دوليًّا متتاليًا في سلسلة رائعة من الأداء، شهدت تسجيلهم 49 هدفًا في ذلك الوقت، بما في ذلك الفوز الكبير على ألمانيا بنتيجة 4-1، ولكن الفريق كان يتعين عليه مواجهة العراق في الجولة الثانية. ومع ذلك فإن المنتخب العراقي الفائز بكأس آسيا 2007 لم يتأثر بهذا السجل المميز، ونجح في التقدم عبر رأسية أيمن حسين في غضون خمس دقائق، ثم تضاعفت النتيجة قبيل نهاية الشوط الأول عندما انطلق حسين داخل منطقة الجزاء كي يرتقي إلى تمريرة عرضية، ويحول الكرة برأسه محرزًا الهدف الثاني من مسافة قريبة؛ ليترك الفريق القادم من شرق آسيا في حالة صدمة في الاستراحة. وسنحت للعراق فرص عدة لحسم المباراة في الشوط الثاني لكنه فشل في استغلالها قبل أن يحرز واتارو إيندو هدف تقليص الفارق لليابان بعد مرور ثلاث دقائق من الوقت بدلاً من الضائع، لكن ثبت أن ذلك لم يكن كافيا، بل جاء بعد فوات الأوان؛ فبعد ارتباك متأخر داخل منطقة الجزاء انتهى بتسديدة ريتسو دوان فوق العارضة، وحصل العراق على النقاط الثلاث؛ لينهي سلسلة انتصارات الساموراي الأزرق. * فيتنام 0 - إندونيسيا 1 الجولة الثانية، استاد عبدالله بن خليفة تواجهت فيتنام مع إندونيسيا في الجولة الثانية، وكان الفريقان يبحثان بشدة عن الفوز بعد خسارتهما في الجولة الافتتاحية، مع الحافز الإضافي المتمثل في التفوق بمواجهة ممثلي منطقة آسيان؛ إذ تعتبر هذه المباراة من المواجهات النادرة بين منتخبات جنوب شرق آسيا في البطولة القارية. وكان آخر لقاء على هذا الصعيد قبل 52 عامًا في نسخة 1972. فرض المنتخب الإندونيسي تفوقه في الشوط الأول؛ إذ لعب ساندي والش كرة رأسية، أنقذها حارس فيتنام فيليب نغوين قبل أن يتعرض رافائيل ستريك للإسقاط في منطقة الجزاء من قِبل نغوين ثانه بينه، وقام القائد أسناوي مانغكوالام بتنفيذ ضربة الجزاء؛ ليمنح منتخب إندونيسيا التقدم 1-0 في نهاية الشوط الأول. وخلال الشوط الثاني حاول منتخب فيتنام العودة بالنتيجة، لكن لاعبيه لم يتمكنوا من الوصول إلى شباك حارس إندونيسيا الشاب إرناندو آري؛ ليحقق فريق المدرب شين تاي-يونغ فوزًا مثيرًا، كان الأول له على منافسيه منذ عام 2016. وفي النهاية كان هذا الفوز كافيًا لمنح إندونيسيا مكانًا في دور الـ16. * طاجيكستان 2 - لبنان 1 الجولة الثالثة، استاد جاسم بن حمد مع ضمان المنتخب القطري الحصول على صدارة المجموعة الأولى قبل الجولة الثالثة دخلت الصين ولبنان وطاجيكستان، التي فشلت جميعها في التسجيل قبل هذه الجولة، مواجهات الجولة الأخيرة مع فرصة للحصول على مركز الوصيف؛ إذ كانت الصين تتقدم بفارق نقطة واحدة عن الفريقين الآخرين، وقد بدأ الصينيون مواجهتهم مع قطر وهم يدركون أن الفوز سيضمن لهم التأهل المباشر إلى دور الـ16. ومع ذلك عرف منتخبا لبنان وطاجيكستان، الذي يخوض المشاركة الأولى في البطولة، أن الفوز سيمنحهما فرصة كبيرة لبلوغ الأدوار الإقصائية. وبعد انتهاء الشوط الأول بدون أهداف ساهمت تسديدة باسل جرادي المميزة في منح لبنان التقدم، ووضعه في المركز الثاني، لكن طرد قاسم الزين في الدقيقة الـ56 أعطى الطاجيك أملاً حقيقيًّا في العودة، وهي فرصة لم يتركوها تضيع. وأدركت طاجيكستان التعادل من ركلة حرة متقنة، نفذها بارفيزجون عمرباييف قبل 10 دقائق من نهاية المباراة. ومع تأخر الصين بهدف أمام قطر اشتعلت طموحات الفريقين. وبعد مرور دقيقتين من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع اكتملت عودة طاجيكستان، وأرسل إحسان بانشانبي تمريرة عرضية، تابعها البديل نورالدين حمروكولوف برأسه، وحولها في الشباك؛ ليضمن مكانا لمنتخب بلاده في دور الـ16، في حين تم إقصاء لبنان والصين. * كوريا الجنوبية 3 - ماليزيا 3 الجولة الثالثة، استاد الجنوب أدت الخسارة المتأخرة 0-1 أمام البحرين في الجولة الثانية إلى إقصاء ماليزيا قبل مباراة على النهاية، لكن منتخب جنوب شرق آسيا دخل المباراة الأخيرة أمام جمهورية كوريا وهو يتطلع إلى الخروج بأفضل صورة ممكنة من أول مشاركة قارية له منذ عام 2007، وقد نجح بالفعل في تقديم مباراة مثيرة، سيتحدث عنها أنصاره لسنوات قادمة. افتتح جيونغ وو-يونغ التسجيل لكوريا في منتصف الشوط الأول، لكن هدف فيصل حليم الرائع أدى إلى التعادل لماليزيا في الدقيقة الـ51 قبل أن يسجل عارف أيمن الهدف الثاني عبر ضربة جزاء. بعد ذلك عاد المنتخب الكوري في أجواء المباراة؛ إذ سجل لي كانغ-إين هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة الـ82 قبل أن يضيف سون هيونغ-مين الهدف الثالث عبر ضربة جزاء في الدقيقة الـ94؛ ما جعل النتيجة 3-2. وبشكل لا يصدق كان لا يزال هناك وقت لمزيد من الإثارة عندما مرر باولو جوزيه الكرة إلى البديل روميل موراليس، الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة الـ105 بعد دقيقتين فقط من نزوله بديلاً؛ ليحقق التعادل الشهير 3-3 في أكثر مباريات الفريق دراماتيكية. وحققت ماليزيا نتيجة شهيرة أخرى أمام محاربي التايغوك. وأشار الاتحاد الآسيوي إلى أن التصويت لاختيار أقوى مواجهة سيستمر حتى يوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير.
مشاركة :