اتهمت فرنسا، أمس، دمشق بخرق الهدنة في سورية بقصفها المدنيين من الجو، وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيحاد حل سياسي، وفيما دانت الولايات المتحدة وتركيا والائتلاف السوري، المجزرة التي ارتكبها طيران النظام في ريف دمشق، شهدت مدن سورية عدة تظاهرات ضد النظام، تزامنت مع غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في سورية. وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن الهجوم في 31 مارس على ضاحية دمشق الذي استهدف عمداً مدنيين يظهر أن النظام يواصل ممارساته وينتهك الهدنة. وأضاف أن هذا العمل الدنيء يهدف إلى ترويع الشعب السوري، وتقويض جهود الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي للنزاع. وتابع نادال أن فرنسا تدعو النظام إلى وقف كل هجوم ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة فوراً. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن 33 شخصاً على الأقل، بينهم 12 طفلاً وتسع نساء، قتلوا الخميس في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة صدمت بالغارات التي شنها الطيران السوري ضد مدرسة ومستشفى في ريف دمشق. وأضافت نحن ندين بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة. وتابعت الخارجية الأميركية أن النظام تعهد بالتنفيذ الكامل للقرار 2254 الصادر من مجلس الأمن للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى وقف فوري لجميع الهجمات ضد المدنيين. وقالت الخارجية الأميركية في رد فعل نادر لواشنطن إزاء هجمات منسوبة للنظام، إن واشنطن روّعتها الغارات التي شنها طيران النظام في بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. من جانبها، دانت تركيا بشدة استهداف الطيران السوري لمدرسة ومشفى، وقال بيان لوزارة الخارجية إن النظام سرّع هجماته ضد الشعب مجدداً. ودعت الخارجية التركية الدول التي لها نفوذ على النظام السوري، إلى التدخل لإيقاف انتهاكاته وهجماته، مؤكدة أن تلك الهجمات لا يمكن قبولها وتبريرها أبداً في ظل سريان اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي بدأت يوم 27 فبراير الماضي. بدوره، دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجزرة جراء شن طائرات النظام أكثر من 10 غارات جوية. وأكد الائتلاف في تصريح له أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة من الأعمال الإجرامية التي ارتكبها النظام، والرامية إلى تكريس الخروقات المستمرة للهدنة وفرضها كأمر واقع، في مسعى لإفشالها والتملص من استحقاقات ومتطلبات العملية السياسية. وحذر من أن الهدنة ليست قيداً مفروضاً على طرف دون آخر، وأن استمرار جرائم النظام بحق المدنيين السوريين يعرّض هذه الهدنة والمسار السياسي برمته لتهديد جدي، الأمر الذي لابد للمجتمع الدولي من إدراك أبعاده ومخاطره. على صلة، تظاهر عدد من السوريين بريفي دمشق وحمص، مطالبين بسقوط النظام، والتنديد بمجزرة دير العصافير. وخرج عشرات من سكان مدينة دوما في تظاهرة عقب قصف قوات النظام السوري بلدة دير العصافير، كما خرجت تظاهرات في مدن بريف حمص الشمالي تطالب بسقوط النظام. وطالب المشاركون في تظاهرة دوما الواقعة بالغوطة الشرقية بإسقاط النظام، كما رفعوا لافتات تندد بالقصف الذي استهدف بلدة دير العصافير، وأكدوا أن الثورة لن تموت بالقصف والحصار. ورفع المتظاهرون في جمعة سموها لا للفيدرالية شعارات تهتف بوحدة سورية واستمرار السعي لإسقاط النظام. كما خرجت تظاهرات عدة عقب صلاة الجمعة بريف حمص الشمالي، وشملت مدن الرستن وتلبيسة والحولة، وجدد فيها المتظاهرون مطالبتهم بإسقاط النظام السوري، وتوحيد صفوف المعارضة المسلحة. وفي ريف دمشق أيضاً، قصف الطيران المروحي للنظام محيط مخيم خان الشيح، ومزارع الديرخبية، ومحيط أوتوستراد السلام في الغوطة الغربية ببراميل متفجرة، كما شن النظام غارات جوية على منطقة المرج بالغوطة الشرقية، وكلها مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وذلك على الرغم من استمرار سريان الهدنة بين النظام والمعارضة. ونقل عن مصادر محلية في حمص قولها إن عدداً من المدنيين أصيبوا جراء غارات روسية كثيفة استهدفت مدينة السخنة شرق حمص. وتسببت الغارات في تدمير كبير للأبنية والممتلكات. وتعرضت مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي لغارات جوية من الجيش السوري النظامي، كما شهدت اشتباكات مع مقاتلي تنظيم داعش. وذكرت وكالة مسار برس أن الطيران الحربي الروسي شن أكثر من 25 غارة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على بلدتي القريتين والسخنة، في حين استقدمت قوات النظام صباح أمس تعزيزات كبيرة إلى منطقة الوادي الأحمر غرب السخنة. وأفاد ناشطون بشن قوات النظام غارات جوية وقصف بالمدفعية والبراميل المتفجرة في مناطق متفرقة في دير الزور وريفي إدلب وحلب واللاذقية، ويتعلق الأمر بحييْ الحويقة والصناعة بمدينة دير الزور شرقي سورية، وبلدات الهبيط والتمانعة وصوران بريف إدلب، وقرى البنجيرة والبويضة وبردة بريف حلب.
مشاركة :