لندن/ الأناضول انضمت بريطانيا وفنلندا، السبت، إلى قائمة دول "علقت مؤقتا" تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إثر مزاعم إسرائيلية بتورط بعض موظفيها في هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الخارجية البريطانية، السبت، قولها إن "حكومة البلاد علقت مؤقتًا أي تمويل مستقبلي للأونروا بينما تقوم بمراجعة الادعاءات المثيرة للقلق". وأعربت الخارجية البريطانية عن "فزعها" من هذه المزاعم، قائلة "مازلنا ملتزمين بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إليها". وبهذا الخصوص، قال وزير التجارة الخارجية والتنمية الفنلندي فيل تافيو، السبت، إن بلاده ستعلق مؤقتاً مدفوعاتها للوكالة بسبب هذه المزاعم. وأضاف تافيو، في تدوينة نشرها على حسابه عبر منصة "إكس"، إن الادعاءات بتورط بعض موظفي الأونروا في هجمات حماس أمر "مقلق للغاية". وأردف "سنتابع نتائج التحقيق المستقل". وفي وقت سابق السبت، دعت فلسطين الدول التي أعلنت التعليق المؤقت للتمويلات الجديدة لوكالة "أونروا" إلى التراجع عن قرارها "فورا"، محذرة من "حملة تحريض" إسرائيلية تهدف إلى تصفية الوكالة. جاء ذلك في تصريح لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، على منصة "إكس"، وبيان لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية. بالتزمن مع ذلك، استنكرت حركة حماس، في بيان نشر على منصة "تلغرام"، "بشدة" إنهاء "أونروا" عقود بعض موظفيها بناء على مزاعم إسرائيلية بضلوعهم في هجوم الحركة يوم 7 أكتوبر، على مواقع عسكرية ومستوطنات بغلاف قطاع غزة. من جهتها، قالت الأونروا، الجمعة، إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد (دون تحديد) من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر. وقال المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني، في بيان، "زودت السلطات الإسرائيلية الوكالة بمعلومات عن الضلوع المزعوم لعدد من موظفيها في الهجمات المروعة على غلاف غزة في 7 أكتوبر". لازاريني، تابع "لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذت قرارا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور، وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير". وتقول "أونروا"، على موقعها الإلكتروني، إنها "تقدم المساعدة والحماية وكسب التأييد، للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة (بعد عام 1967)، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم". وطالت الاتهامات الإسرائيلية 12 موظفا من أصل ما يزيد على 30 ألف موظف وموظفة، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم يعملون لدى الأونروا، بالإضافة إلى عدد قليل من الموظفين الدوليين. وتواجه الأونروا، الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد موظفيها ومنشآتها منذ سنين، والتي آخرها قتل أكثر من 142 من موظفيها في غزة. وفي تصريحات سابقة، استنكرت أونروا الهجمات الإسرائيلية على غزة، قائلة إن القطاع الفلسطيني المحاصر يتحول إلى "مكان غير صالح للعيش". ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وتأسست الوكالة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949. ولم تكن الأونروا وكالة الأمم المتحدة الوحيدة التي استهدفتها إسرائيل، حيث ألقت باللوم أيضًا على منظمة الصحة العالمية. بدورها، رفضت منظمة الصحة العالمية، اتهامات إسرائيل لها بأنها "متواطئة" مع حركة "حماس"، و"تغض الطرف" عن معاناة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. جاء ذلك في تدوينة نشرها مدير عام "الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، عبر حسابه على منصة "إكس". وقال غيبريسوس: "الصحة العالمية تدحض الاتهامات الإسرائيلية بأن المنظمة متواطئة مع حماس وتغض الطرف عن معاناة الرهائن (الإسرائيليين) في غزة". وشدد على أن "منظمة الصحة العالمية، باعتبارها إحدى وكالات الأمم المتحدة، محايدة وتعمل من أجل صحة ورفاهية جميع الأشخاص". وأعلنت أستراليا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا التعليق المؤقت للتمويلات الجديدة لوكالة الأونروا، إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 موظفا في الوكالة الأممية في هجوم حماس. وجاءت هذه الاتهامات لبعض موظفي الأونروا بعد ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى الإبادة الجماعية وإلزامها بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات إلى غزة. وتستند هذه الادعاءات إلى معلومات إسرائيلية تم مشاركتها مع واشنطن وعواصم غربية، ولم يتم التحقق من صحتها بعد بشكل نهائي. ويأتي هذا التطور في وقت يعيش فيه المدنيون في قطاع غزة واقعا إنسانيا مريرا وهناك أزمة مجاعة في محافظتي غزة والشمال. والجمعة، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان، من أن نحو 600 ألف مواطن شمال قطاع غزة يواجهون الموت نتيجة "المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي". ولم يصدر تعليق فوري من حماس أو أونروا بشأن قرار واشنطن وأوتاوا وكانبرا وروما ولندن وهلسنكي، أو التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حتى الساعة 16:30 تغ. وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت "حماس" هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيليا، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى السبت "26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :