طهران - قتل مسلّحون تسعة أجانب في هجوم اليوم السبت على منزل في جنوب شرق إيران قرب الحدود مع باكستان وذلك بعد أسبوع على تبادل ضربات بين البلدين عبر الحدود في هذه المنطقة المضطربة التي ينشط فيها مسلحون. وقالت وكالة 'مهر' الإيرانية للأنباء "بحسب شهود، قتل رجال مسلّحون تسعة أشخاص غير إيرانيين في منزل قرب مدينة سراوان" في محافظة سيستان - بلوشستان ولم تتبنّ أي جهة مسؤولية الهجوم. وذكرت جماعة 'حال وش' الحقوقية التابعة للبلوش على موقعها الإلكتروني أن القتلى عمال باكستانيون كانوا يعيشون في ورشة لتصليح السيارات حيث يعملون. وأضافت أن ثلاثة آخرين أصيبوا. وأعرب السفير الباكستاني لدى إيران محمد مدثر تيبو الذي استقبله الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت عن "صدمته العميقة لقتل تسعة باكستانيين في شكل مروع في سراوان"، وذلك في رسالة عبر منصة 'إكس' واضاف "ندعو إلى تعاون ايران الكامل في هذه القضية". ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بالوش بهجوم "فظيع" و"مشين"، مطالبة السلطات الإيرانية بـ"التحقيق في الحادث ومحاسبة الضالعين في هذه الجريمة البغيضة". وأضافت أن سفارة باكستان في إيران "ستبذل ما في وسعها لإعادة جثث الضحايا في أقرب وقت"، مؤكدة أن "هجمات جبانة مماثلة لن تردع تصميم باكستان على مكافحة الإرهاب". وفي طهران، قدم محمد مدثر تيبو السبت أوراق اعتماده إلى رئيسي، وفق ما ذكرت الرئاسة الإيرانية على موقعها، في مناسبة وضعت حدا لازمة دبلوماسية قصيرة بين البلدين. وقال رئيسي خلال اللقاء إن "الحدود هي فرصة للتبادل الاقتصادي وتحسين أمن الجيران ومن الضروري حماية هذه الفرصة من أي عنصر لانعدام الأمن"، واصفا البلدين بأنهما "شقيقان" والعلاقات بينهما بأنها "راسخة". وتتبادل إيران وباكستان بانتظام الاتهامات بالسماح لجماعات متمردة بالعمل من أراضي كل منهما لشن هجمات على الدولة الأخرى. وفي 16 يناير/كانون الثاني، شنت إيران هجومًا بصواريخ ومسيرات على أهداف وصفتها بأنها "إرهابية" في باكستان وردّت باكستان بضرب أهداف لمسلحين داخل الأراضي الإيرانية وأدى الهجومان إلى مقتل 11 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات. وأعلنت إسلام أباد أنها ضربت قواعد لانفصاليي جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان، بنيما أكدت إيران أنها قصفت مسلحين جماعة جيش العدل. وتكتسي الضربات الإيرانية طابعا استعراضيا بعد النكسات الأخيرة التي لحقت بالجمهورية الإسلامية ومن بينها تفجيري كرمان بالقرب من مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني واللذين أوديا بحياة نحو 95 إيراني وتوعّدت طهران برد مزلزل على الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وتسبب ذلك في توتر دبلوماسي واستدعت باكستان سفيرها من طهران وأعلنت أن سفير إيران الذي كان يقوم بزيارة إلى بلده، لن يسمح له بالعودة إلى إسلام أباد. غير أن الدولتين أعلنتا في 22 يناير/كانون الثاني عودة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها، على أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام آباد الأسبوع المقبل بهدف إجراء مباحثات لطيّ صفحة الأزمة الناجمة عن القصف المتبادل بين الجارتين. وأثارت الضربات المتبادلة قلق المجتمع الدولي بينما تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة في التوترات بسبب الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وقال مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ في تصريح سابق "كان ثمة قدر هائل من الضغط على القيادة في طهران لعرض عضلاتها ردا على سلسلة من النكسات التي منيت بها في الأسابيع الماضية". وأضاف "هذا استعراض قوة بهدفين مزدوجين هما إرضاء القاعدة الأساسية المؤيدة في الداخل والبقاء تحت سقف تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
مشاركة :