«ترويج المخدرات» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. الأمن بالمرصاد!

  • 4/2/2016
  • 00:00
  • 140
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد أساليب وحيل مروجي المخدرات يوما بعد يوم سعيا منهم لإغواء أكبر عدد ممكن من شباب وشابات الوطن وإيقاعهم في وحل المخدرات، إذ يحاولون الوصول لضحاياهم عبر طرق متعددة وعصرية، ويجد كثير من مروجي المخدرات ضالتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام ألغاز وشفرات وصور خاصة عبر حسابات مشبوهة بغرض بيع سمومهم والإيقاع بضحاياهم. الأسر مطالبة بتحذير أبنائها من خطورة التعامل مع المعرفات المشبوهة أو الانسياق خلف أساليبها وحماية المجتمع بالتبليغ عنها وأكد مختصون ل» الرياض» أن الإنترنت من الوسائل الحديثة التي يستخدمها مروجو المخدرات على مستوى العالم، إذ من السهل التغرير بصغار السن واستدراجهم للوقوع في المخدرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، موضحين أن المروجين يستخدمون بعض المسميات الجذابة سواء التي تجذبهم لإدخال السعادة والأنس ونسيان همومهم مثل مسميات» الوناسه او المنسيّة « أو بمسميات تستوحي من اللذة في الطعم والمنظر مثل «الفراولة واللوز او البرتقالة»، ومن هذه المسميات ما يرتبط بتصور القوة والنشاط ومنها ما يرتبط بالإغراءات،مؤكدين على أن ذلك يعد من الجرائم المعلوماتية التي يعاقب عليها القانون . وجاء إعلان وزارة الداخلية قبل أيام بالقبض على عدد من المتورطين في الترويج للمواد المخدرة ، والتشجيع على تعاطيها عبر شبكة التواصل الاجتماعي (snapchat) تحت شعار «أكشنها» وذلك من خلال قيامهم بنشر لقطات فيديو لنشاطاتهم الإجرامية في ترويج المخدرات وتعاطيها، وتشجيع الأطفال والأحداث على ذلك، ليقطع الطريق على هؤلاء وغيرهم ممن لم يدركوا أن الجهات الامنية واعية لكل أساليبهم الاجرامية وحيلهم التي تسعى للايقاع بضحاياهم، الى جانب قدرتها على ضبط كافة أنواع النشاطات الإجرامية عبر شبكة الإنترنت، وتحديد المسؤولين عنها، حيث تمكنت الجهات الأمنية المختصة بمكافحة جرائم الإتجار بالمخدرات وترويجها من تحديد هوية عدد من المتورطين ومداهمتهم في استراحة بمنطقة الرياض والقبض عليهم. رصد ومتابعة في البداية يؤكد العميد عبدالله البدراني -مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية- أن إدارته كغيرها من إدارات مكافحة المخدرات في مناطق المملكة لن تألو جهداً في كشف كل من تسول له نفسه الترويج للمخدرات سواء عبر المعرفات أو الصور غير المباشرة أو الألغاز، ولديها الخبرة اللازمة في التعامل مع ذلك مشددا على أنهم يضعون مهمة حماية الشباب من هذه الآفة نصب أعينهم. وقال: في الوقت الراهن، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، بيئة مناسبة لترويج وبيع المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً بأن إدارة مكافحة المخدرات تتعامل مع إي بلاغ يرد لها عن الحسابات المشبوهة في ترويج المخدرات بكل حزم، مبيناً انه تم مؤخرًا القبض على الأشخاص الذين يظهرون متباهين في مواقع التواصل الاجتماعي بالمخدرات والمسكرات وهذا يعد نوعاً من انواع الترويج ويحاسب صاحبة وتطبق عليه العقوبات. وشدد العميد البدراني على أهمية التوعية بكافة أشكالها، من أجل حماية أبنائنا وبناتنا من المخدرات بجميع أصنافها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص صغار السن، مؤكداً على الدور التوعوي الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام والتوجيه الأسري والمجتمعي السليم، واستطرد بأن مكافحة المخدرات تعمل على حماية الطلاب من المخدرات بالوقاية المبكرة والفاعلة حتى لا تصبح ظاهرة، وهذا ما ننتهجه في سياستنا؛ حيث نجفف المنابع من خلال التوعية المستمرة والتحذير من المواقع المشبوهة على الشبكة العنكبوتية. وحذر العميد البدراني من الانسياق والانجراف خلف المخدرات والمروجين لها في موقع التواصل الاجتماعي مشدداً على أن رجال الأمن لهم بالمرصاد لحماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة التي تقضي على شبابنا ولن نتهاون في تتبعهم والقبض على كل من يحاول أن يروج السموم في الوطن حتى لو كان ظهوره عبر صور وهمية فسيتم ملاحقته والقبض عليه. حصر المواقع المشبوهة بدوره أشار د. محمد البيشي - مختص في الجرائم المعلوماتية- إلى أن تجارة المخدرات عبر الإنترنت أصبحت مشكلة عالمية، وشبكات التواصل الاجتماعي تعد من الطرق الحديثة في ترويج المخدرات، حيث بدأ الشباب بمعرفة طرق تحضير بعض أنواع المخدرات ومعرفة أنواعها وأشكالها أحياناً، وذلك عبر الإيميلات الخاصة أو عبر بعض المواقع التي تسهل لهم التواصل مع صغار المروجين الذين يرشدونهم إلى بعض أنواع المخدرات أو الأدوية. ودعا د. البيشي إلى إنشاء قاعدة بيانات للمواقع الإلكترونية المشبوهة التي تساهم في نشر الجريمة والفساد داخل المجتمع وتحذير الأبناء من الوقوع في جريمة التسويق للمخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر مقاطع الفيديو التي صنعها أعداء الأمة لترويج للمخدرات بطرق خبيثة من خلال نكت المحششين أو الولوج إلى المواقع الإلكترونية المشبوهة. وأوضح د.البيشي بأن التغرير بصغار السن واستدراجهم للوقوع في المخدرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يعد من الجرائم المعلوماتية التي يعاقب عليها القانون، مضيفاً: «الدولة ولله الحمد أصبح لديها جهاز متخصص في تعقب جميع المخالفين والمروجين للمخدرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ممثل في برنامج نبراس»، مشدداً على أن على الأسرة ممارسة دورها الحقيقي في المجتمع لدرء الأخطار المحيطة بها وحماية أفرادها. الرياضيون مستهدفون وبين د. البيشي بأن الكثير من تجار المواد المخدِّرة يلعب على وتر إغراء المراهقين والرياضين الذين يسعون إلى تقوية عضلاتهم دون أن يبذلوا جهداً، مضيفاً: «يروج بعض أصدقاء السوء من جهة، ومن جهة أخرى تلك الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواد منشطة بنسب بسيطة يتوهم البعض بأنها لها القدرة على منح قوة التحمل عند ممارسة الرياضات المتنوعة، لاستدراجهم فيما بعد لتجربة نسب أكبر في مواد مختلفة، وبطريقة أخرى تناسب المرحلة المقبلة من أعمارهم في أسلوب يضمن الاستدامة والتعود على تعاطي المواد المنشطة، وتزيد من قابليتهم لاستخدامها في المستقبل، وبعض المراهقين والشباب من جهة أخرى يتوهم أن بعض أنواع الحبوب هي الحل الأمثل للسهر والقدرة على التحمل في أوقات المذاكرة في أيام الامتحانات، وتحمل الضغوط أثناء تلك الفترة». أسماء جذابة من جانبه أشار مبارك الحارثي - المدير التنفيذي لجمعية تعافي الخيرية بالدمام- إلى استخدام المروجين لأسماء جذابة لاستهداف الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي ولإدخالهم في مستنقع المخدرات. وقال: بدأ هولاء المروجون في جذب الشباب ببعض المسميات الجذابة سواء التي تشير لإدخال السعادة والإنس ونسيان همومهم مثل مسميات الوناسه او المنسيّة، أو بمسميات تستوحي من اللذة في الطعم والمنظر مثل الفراولة واللوز اوالبرتقالة، ومن هذه المسميات ما يرتبط بمفاهيم تشير للقوه والنشاط ومنها ما يرتبط بالاغراءات. وأضاف الحارثي: من خلال هذه المسميات، يهدف المروجون للإيقاع بأكثر عدد من المتعاطين بهدف تحقيق الكسب المادي، لذا على الأسرة خصوصاً الوالدين القرب من أبنائهم فتح قنوات التواصل والنقاش والحوار، وإيضاح خطورة برامج التواصل الاجتماعي وتبيين أنها سلاح ذو حدين ويجب التعامل معها بكل عقلانية والبعد عن المواقع المشبوه وعدم الانسياق لأي إغراء من هذه المواقع التي تديرها عصابات ترتبط بشبكات خارجية لها أجنده للقضاء على ثروة هذا الوطن وهم الشباب من الجنسين. اكتشاف التعاطي ودعا الحارثي المربين والخطباء والمختصين إلى إيضاح خطر هؤلاء المروجين وأهدافهم غير المعلنة وتبيين تأثير المخدرات على النواحي العقلية والنفسية والجسدية والأسرية، وإلى خطورة الوقوع في هذه الآفة. وأشار إلى أن الآباء من الممكن لهم اكتشاف إدمان أبنائهم لا سمح الله من خلال بعض الأعراض، ويمكن للوالدين اكتشاف تعاطي أبنائهم لمادة مخدِّرة من خلال الأعراض الانسحابية والانعزالية بعيدًا عن الآخرين، ويظهر عليهم أيضًا التبلُّد وتشتُّت الانتباه بصورة واضحة، وعدم التركيز، وقلة الاستجابة لأوامر الوالدين والمعلمين، وإهمال الأعمال المدرسية، وتغير المزاج، وعدم القدرة على النوم قبل 3 ساعات من الدخول إلى غرفة النوم، بجانب خلل بسبب اضطراب عصبي وجسدي يلحق به، وقد يهرب من المدرسة، ويستخدم ألفاظًا غير مهذبة في التعامل مع الآخرين، ويبعد عن القواعد العامة، بجانب هبوط الروح المعنوية، ويحاول المدمن جاهدًا أن يحيط أموره بسرية تامة فلا يدري أحد عنها شيئًا مع تقلُّب الحالة المزاجية له.

مشاركة :