«الحلاب».. عادة قديمة أعادها «الظفرة التراثي» من جديد

  • 1/28/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت مسابقة المحالب في مهرجان الظفرة، منذ بدء منافساتها حتى الدورة 17، في أن ترسم لها مكانة كبيرة لدى المهتمين بتربية الإبل داخل الدولة وخارجها، وأن تستحضر ماضي الآباء والأجداد الجميل، وكيف كانت علاقة البدوي بناقته، وكيف كان يهتم بتربيتها وتغذيتها حتى يستفيد من لبنها ولحمها ووبرها. ويعد حلب النوق جزءاً من تراث الإبل، حيث تهدف المسابقة إلى اختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب، وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها؛ نظراً لقيمة حليب الإبل الغذائية والصحية والذي تشكل ركناً هاماً على مائدة أهل الإمارات. والقبائل العربية قديماً اشتهرت بالعديد من العادات والتقاليد الأصيلة، ومنها مسابقة الحلاب، وهي التي كانت تدار بين أفراد القبيلة الواحدة أو بين القبائل أحياناً من باب التفاخر والشرف والتباهي بالفوز، واقتناء أفضل أنواع الإبل الحلوب، وأحياناً أخرى من باب الفوز بجائزة المسابقة التي يتم وضعها للفائزين. وكانت في الماضي تقام في موسم معين بين أبناء القبيلة وعلى شارة بسيطة يقدمها أحد المتنافسين حتى تشتد المنافسة بين أبناء القبيلة، ومع الوقت بدأت تلك العادة في الاختفاء، إلا أن مهرجان الظفرة التراثي أعاد تلك العادة إلى الواجهة مرة أخرى وأحياها أمام الأجيال الحالية، ليعيد الماضي الجميل في صورة حديثة من خلال مسابقة الحلاب المقامة ضمن فعاليات المهرجان. وأكد شلويح حمد العامري، مسؤول مسابقة الحلاب في مهرجان الظفرة، أن الحلاب هي عادة قديمة كان يحرص عليها أهل البادية قديماً، وفيها يتم الاهتمام بالإبل المدرة للحليب والعمل على العناية بها، وتوفير الغذاء المناسب لها من أجل زيادة إنتاجها للحليب، ومهرجان الظفرة التراثي كعادته في الحفاظ على الموروث الإماراتي الأصيل ساهم بشكل فعال في إعادة هذه المسابقة للواجهة من جديد، وكان الإقبال المتزايد من المشاركين في المسابقة من داخل الدولة وخارجها يعكس مدى النجاح الكبير الذي حققته المسابقة وقدرتها على تلبية اهتمام أعداد كبيرة من محبي الإبل والمهتمين بتربيتها. وأضاف العامري: إن المسابقة الحالية شهدت تزايداً في أوزان الحليب، حيث سجلت أوزان أكثر من 14 كجم، وهو ما يؤكد أن الاهتمام بالإبل المدرة للحليب في تزايد، وهو أحد أهم أهداف المهرجان الذي نجح في تحقيقها، سواء فيما يخص الإبل من المحليات أو المجاهيم. وتسعى اللجنة المنظمة، من خلال مسابقة المحالب، إلى إلقاء الضوء على النوق الأكثر إدراراً للحليب، وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها، إذ يعتبر حليب النوق من أهم منتجات الإبل الغذائية، وله فوائد صحية عدة، إذ يعد حلب النوق من تراث الإبل وعلاقة أهل المنطقة بها، وللإبل مكانة مرموقة في الحياة اليومية، ما جعل أبناء القبائل يحرصون على تربيتها وتغذيتها حتى يحصلوا على أفضل ما تنتجه. وأضاف صالح محمد الكثيري «مالك إبل مشارك في مسابقة الحلاب»: إن دولة الإمارات تعتبر من أول الدول التي نظمت مسابقات للحلاب، ونجحت في جذب ملاك الإبل المدرة للحليب إليها، سواء من داخل الدول أو خارجها، وإن هذه المسابقة أعادت التراث القديم الذي كان يشتهر بين ملاك الإبل، خاصة أن الناقة كانت هي محور حياة البدوي قديماً، وكان جميع اهتمامه منصباً عليها. وبين الكثيري أن المسابقة شهدت منافسة قوية وأوزاناً كبيرة، وهو ما يؤكد أن ملاك الإبل يكثفون اهتمامهم نحو الإبل المدرة للحليب، مؤكداً أنه يحرص على توفير العناية الكاملة للإبل المشاركة في المسابقة، سواء من خلال الغذاء الصحي الذي يساهم في زيادة الحليب، وكذلك العناية الطبية المستمرة لضمان صحة وسلامة تلك الإبل، وأنه سعيد بالمشاركة في تلك المسابقة، سواء حقق مركزاً متقدماً أم لا؛ نظراً لأن المشاركة في المسابقة في حد ذاته فرحة وسعادة لملاك الإبل بصرف النظر على النتيجة. وخصصت اللجنة المنظمة 60 جائزة قيمة لأشواط المسابقة، منها 40 جائزة لفئة المحليات و20 جائزة لفئة المجاهيم، بقيمة مليون و800 ألف درهم، وبواقع 10 جوائز لكل شوط بقيمة 300 ألف درهم، إذ يحصل الفائز بالمركز الأول في كل شوط على مبلغ 90 ألف درهم، وصاحب المركز الثاني على 40 ألف درهم، والمركز الثالث على 30 ألف درهم، وتتوزع الجوائز وصولاً إلى المركز العاشر. وواصلت الإبل الإماراتية تميزها وحصدها للمراكز الأولى في أشواط مزاينة الإبل، بعد أن حققت المركز الأول في 6 أشواط من أصل 8 أشواط للقايا، فيما حصدت الإبل القطرية المركز الأول في شوط وحيد ومثلها الإبل العُمانية. وكشفت إحصائيات شوط اللقايا عن حصد الإبل الإماراتية 55 مركزاً متقدماً من المراكز الفائزة من أصل 80 مركزاً، فيما جاءت الإبل السعودية في المركز الثاني برصيد 11 مركزاً، وفي المركز الثالث جاءت الإبل العُمانية برصيد 9 مراكز، متقدمة في المركز الرابع الإبل القطرية برصيد 5 مراكز متقدمة. وفي شوط أصحاب السمو الشيوخ ومن يرغب من القبائل الوضح، حققت الإبل الإماراتية المركز الأول، فيما جاءت الإبل السعودية في المركز الثاني، بينما حصدت الإبل العُمانية المركز الأول في شوط شراي الأبناء القبائل 1 محليات. وفي شوط بينونة مفتوح رمز محليات، حققت الإبل الإماراتية المركز الأول، وحصدت 6 مراكز متقدمة من أصل 10 مراكز فائزة في هذا الشوط. وفي شوط مهجنات أصايل 2، اكتسحت الإبل الإماراتية النتائج بعد أن حققت المراكز الأولى، وحصدت 9 مراكز متقدمة، مقابل مركز وحيد للإبل العمانية. وفي شوط بينونة مفتوح لقايا رمز مجاهيم حققت الإبل الإماراتية المركز الأول، كما حصدت 9 مراكز فائزة، مقابل مركز وحيد للسعودية. وفي شوط شراي لأبناء القبائل 2 محليات، حققت الإبل الإماراتية المركز الأول، فيما حصدت 4 مراكز متقدمة، مقابل 3 مراكز متقدمة للإبل القطرية ومركزين للعُمانية ومركز وحيد للسعودية. وشهدت منافسات، أمس، استقبال 148 مطية مشاركة في شوط إيذاع، منها 36 مطية في شوط بينونة المفتوح رمز مجاهيم، وفي شوط شراي لأبناء القبائل مجاهيم بلغ عدد الإبل المشاركة 35 مطية، وفي شوط المهجنات الأصايل 23 مطية، وفي شوط أصحاب السمو الشيوخ ومن يرغب من القبائل عام الوضح 10، وفي شوط بينونة المفتوح رمز محليات 17 مطية. وتنتهي لجان التحكيم من عمليات التحكيم كافة اليوم، وإعلان النتائج الفائزة بالمركز العشرة الأولى في كل فئة مساء اليوم.

مشاركة :